خصص الخطيب اليمني توهيب الدبعي خطبة باللغة الإنجليزية لأول مرة في تاريخ اليمن، وجه فيها رسائل المعارضة إلى المجتمع الدولي، فيما أثار تجنب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ذكر المبادرة الخليجية في خطابه أمام مؤيديه في "جمعة الأمن والاستقرار" 6-5-2011، جدلا واسعا في الأوساط السياسية اليمنية ومخاوف لدى مناهضيه بشأن ما إذا كان ذلك بمثابة رسالة فحواها أن صالح قد طوى صفحة المبادرة. وأعلن صالح تمسكه مجدداً بالشرعية الدستورية. وقال خلال كلمة له في ميدان السبعين وسط صنعاء "لا للفوضى والتخريب"، وانتقد من سماهم بقطاع الطرق، رافضا مشروع القوى المتخلفة والمتطرفة. صالح يتجنب ذكر المبادرة الخليجية وقال المحلل السياسي كامل الشرعبي إن صالح الذي تحدث عن المبادرة في كل خطاباته السابقة التي تلت الإعلان عنها ربما أراد مجددا التأكيد على تمسكه بالشرعية الدستورية التي تمنحه حق إكمال ولايته الرئاسية حتى العام 2013، منوها إلى أن رفض صالح التوقيع على المبادرة بصفته رئيسا للجمهورية اليمنية قد أعاد الأمور إلى المربع الأول . ورأى الكاتب سعيد حميد أن الرئيس صالح بتجنبه الإشارة إلى المبادرة الخليجية في خطابه اليوم قد أدار ظهره للمسعى الخليجي وللمطالب الشعبية بتنحيه الفوري عن الحكم، كما أنه قد استهلك في الأسبوعين الأخيرين كل فرص المناورة حول هذه المبادرة وبدا واضحا للجميع أن الرئيس صالح كان يعتقد أن المعارضة ستفشل في التوصل إلى اتفاق بين مكوناتها المختلفة يقر الموافقة على هذه المبادرة ما جعل الرئيس اليمني يرفض التوقيع بعد أن وضع خصومه الكرة في ملعبه. على ماذا يراهن الرئيس؟ وتابع حميد "ربما يراهن صالح على عامل الوقت الذي قد يفكك الجبهة المناهضة له من خلال بروز التباينات في اتجهات مكونات الثورة الشبابية في ساحات التغيير وميادين الحرية، لكن الرد جاء في هذه الجمعة بخلاف ما يأمله النظام الحاكم، فعلى العكس تماما كانت القضية الجنوبية وهي أبرز القضايا الشائكة في اليمن حاضرة بقوة في ساحات الاحتجاجات ما يشير إلى أن إطالة أمد الثورة يمنح المعتصمين المجال المناسب لترتيب كثير من الملفات الخلافية والتأسيس النفسي والاجتماعي وصياغة ثقافة تقوم على الشراكة الوطنية وإذابة الهويات المناطقية والقبلية والجهوية في إطار هوية وطنية جامعة وهذا سيؤسس لقوى التغيير الأرضية المناسبة لمعالجة كافة الملفات العالقة". من جهة ثانية شهدت ساحة التغيير بصنعاء إلقاء أول خطبة جمعة باللغة الإنجليزية في تاريخ اليمن تضمنت رسالة للمجتمع الدولي بالانصات لصوت الشعب اليمني والوقوف إلى جانبه. خطبة جمعة للمجتمع الدولي من جهة أخرى خصص الخطيب والناشط توهيب الدبعي الذي كان معتقلا لدى الأجهزة الأمنية جزء من خطبتي الجمعة للغة الانجليزية نوجها رسالة للمجتمع الدولي عموما ولدول الاتحاد الاوروبي بشكل خاص. وأشار الدبعي في خطبته إلى أن اليمنيين ضد الإرهاب وينشدون الحرية ويسعون إلى تحقيق حسن الجوار مع شعوب العالم وتحقيق الاستقرار والسلام العالمي، مضيفا ان الثورة قامت ضد الظلم والاستبداد، ومن أجل الحرية والديمقراطية.