عزيزي خامنئي.. بخصوص أنك تحدثت بالمهد، وقلت «يا علي ...»، «مسوي» فيها سلامة العبد الله مثلاًً؟ وبخصوص أنك أعلنت نفسك نائباً ل«المهدي الغائب»، فهل جاءك التعيين من طريق الديوان مثلاً؟ مهلاً عزيزي القارئ، تلك ليست إحدى قصص ألف ليلة وليلة، بل هي أفكار يبثها النظام الإيراني، وعلينا أن نصدقها. لا يهم أن تكون سلة دعابات أو تصيبكم بالغثيان من الضحك، أو حتى تنقلبوا على قفاكم وتحمر أوداجكم، المهم أن تعلموا يقيناً أن النظام الإيراني، لديه من تلك الخرافات ما يكفي لتوزيعها على شعوب العالم، ويبقى منها فائض للأجيال القادمة، بل انك ستقف أمام بعضها وتتساءل ببراءة الأطفال، في أي أستديو تم حبكة تلك القصص والأفلام؟ وما يميز تلك القصص أنها لا تقتصر على شعب أو مذهب أو مساحة جغرافية بعينها، بل تغطي أرجاء المعمورة كافة، وتتحدث عن شخصيات وتحيكها على مقاسهم، لتتناسب مع الروايات التي ينسجونها. خذوا مثلاً، سقوط الرئيس محمد حسني مبارك من علامات ظهور المهدي، مسكين «أبو علاء» يطالبه شعبه بالأموال، وتطالبه إيران بالمهدي. ولا يقتصر الأمر على ذلك، إذ اتضح أن خامنئي ليس فقط نائباً للمهدي بل وأيضاً الخراساني الذي سيسلم الراية إلى المهدي المزعوم لدى ظهوره، وبما أن السيد الخراساني بحاجة إلى أعوان، فتمت حبكة الروايات لإظهار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد هو «شعيب بن صالح»، الذي سيقود جيش «السيد الخراساني»، لذلك وجدنا القائد المنتظر يتحدث من وقت لآخر عن قرب ظهور المهدي، بل ويدعم الأفلام الوثائقية التي تظهر «هذه الشلة» بأنهم مَن سيخلص العالم من القهر والظلم، ولتكتمل سلسلة أبطال تلك الرواية سيخرج صاحب «النصر الإلهي» حسن نصر الله من خندقه، ليقود حملة على أبواب القدس، «إذ يلقى حزبه عناية خاصة من المهدي قبل ظهوره»، وويل لبني إسرائيل آنذاك. حقيقة لا يمكنني تصور ما الذي سيفعله فيهم حزب الله، فاللبنانيون وهم أشقاؤهم كادوا يلتهمونهم في أيار (مايو) الأسود، فما الذي سيفعله «الفاتح الإلهي» فيما بعد؟ طبعاً وبعد أن اتضحت الأمور بالنسبة لي أناشد بعدم السعي لنزع سلاح «حزب الله»، لأنه حتى وإن قتل اللبنانيين الآن فهو سيوجه سلاحه أخيراً ضد اليهود، فالغاية تبرر الوسيلة، وليذهب ميكافيللي للجحيم مرتين، الأولى عندما أطلق تلك العبارة، والثانية عندما تم تطبيقها من جانب نصر الله! طبعاً بخلاف هذا الثلاثي المرح، هناك بعض الكومبارس في الروايات، منهم على سبيل المثال لا الحصر مقتدى الصدر، ذلك الأرعن الذي لا يزال يؤخذ بيده لتصريف أموره! بيد أن ما لفت انتباهي هو تناسيهم الرئيس السوري بشار الأسد، هل سيتخلون عنه بعد ظهور المهدي؟ العلم عند الله؛ لكن أعتقد أن خامنئي بإمكانه التوسط لإيجاد وظيفة له كقائد فرقة على الأقل، إذا ما تمكن الأسد من قمع الشعب السوري، والقضاء على ما تبقى من عزتهم وكرامتهم. لا شك أن السذاجة تكاد تصل أقصاها في تفكيرهم ذلك، والمؤسف أن هناك مَن يصدقهم، كيف ولماذا؟ لا أعلم! لكن لنبتعد قليلاً عن السذاجة ونحاول أن نتمعن في تلك الروايات.من الواضح أن تلك الأراجيف ليست للترفيه، بل هي خريطة طريق يسعى من خلالها خامنئي وأعوانه إلى زعزعة العالم الإسلامي وفرض الهيمنة عليه، وردد نجاد ذلك بعد «لقائه المهدي» عندما قال: «تحدثت مع صاحب الزمان الإمام المهدي الغائب منذ ألف عام، وطلبت منه أن يساندني لكي أنتصر على خصومي». كما ردد غير مرة «حان الوقت لكي ننهض بواجباتنا العالمية، إيران ستكون محور قيادة العالم».حملة الدجل والتمجيد تلك التي يمارسها خامنئي ونظامه، لم تعد خافية، وكان المفتي حذر منها. تبقى لدي سؤال لا يزال يجول في خاطري وأود أن أوجهه لخامنئي: «شافيز معكم»...؟! [email protected]