تداولت مواقع إيرانية في الأيام الأخيرة شريط فيديو لمحمد سعيدي، إمام جمعة مدينة قم، يدعي خلال خطاب له أن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله خامنئي كان نطق عند ولادته عبارة "يا علي". وأثار هذا الفيديو ردود أفعال حادة في الأوساط الإيرانية، كما ذكر موقع وكالة الأنباء الألمانية باللغة الفارسية. واستند إمام جمعة قم في حديثه إلى رواية نقلها عن أخت خامنئي لأبيه مضيفاً "أن أخته تعيش هذه الأيام في قم، وتقول إن القابلة التي حضرت ولادة المرشد خامنئي صاحت بعد سماعها القائد يكرر عبارة (يا علي) بصوت عال، (يحميك علي بن أبي طالب)". يذكر أن آية الله محمد سعيدي تم تعيينه في منصبه الديني هذا من قبل المرشد الأعلى للنظام، في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران، وذلك بعد تنحي آية الله جوادي آملي من إمامة الجمعة في أهم مدينة دينية في إيران . هذا وكُلف محمد سعيدي أيضاً بمناصب أخرى، منها رئيس المجلس الثقافي لمحافظة قم، ورئيس لجنة إحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإشراف على ضريح "فاطمة المعصومة"، شقيقة الإمام علي بن موسى الرضا المدفون في مدينة مشهد شمال شرق إيران. حملة لتقديس المرشد هذا وانطلقت منذ فترة قصيرة حملة واسعة لتقديس المرشد علي خامنئي في مختلف المؤسسات الدينية القريبة من السلطة، حيث تم إنتاج فيلم وثائقي تحت عنوان "اقترب الظهور"، في إشارة لظهور المهدي المنتظر، ملمحاً للمرشد الأعلى ب"السيد الخراساني"، وهو شخصية تقول الروايات الشيعية أنه يظهر قبل المهدي المنتظر في إقليم خراسان إيران ليمهد الطريق لظهور الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري، الذي يعيش في مرحلة الغيبة الكبرى. وفي الوقت الذي وصف آية الله مصباح يزدي الأب، الروحي لأحمدي نجاد، هذا الوثائقي بأنه يحمل نوايا حسنة، إلا أنه أعرب عن تحفظه حيال طرح موضوع الإمام المهدي، مؤكداً في الوقت نفسه أن آية الله خامنئي أعلى من "السيد الخراساني"، حسب تعبيره. وأثار هذا الوثائقي حفيظة الكثير من المراجع في قم، بمن فيهم آية الله مكارم شيرازي، الذي دعا إلى محاكمة منتجي الفيلم. ووعد مدعي عام إيران محسني أيجئي في مؤتمر صحفي له عقد في 12 أبريل/ نيسان 2011 بمتابعة قضية الوثائقي، ولم يعبر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بعد عن موقفه من ذلك. يذكر أن الوثائقي المذكور يقارن الوضع الراهن في إيران والعالم بالظروف التي تسبق ظهور المهدي المنتظر، ويعتبر الوضع الراهن مرحلة قبل الظهور، حسب ما جاء في الروايات الشيعية، بما في ذلك الإشارة إلى "ظهور الشعيب بن صالح قائداً لجيش السيد الخراساني". وبما أن المرشد الأعلى الإيراني هو من مواليد خراسان، تعمد الفيلم الوثائقي للتلميح إليه ب"السيد الخراساني"، وأحمدي نجاد ب"شعيب بن صالح" الذي سيقود جيش "السيد الخراساني". مقدمة لحملة نجاد الانتخابية وفي الوقت الذي أعربت فيه بعض المراجع الدينية في قم عن تذمرها تجاه هذا الفيلم الوثائقي، تؤكد مراجع أخرى أن هذه الرواية تعتبر ضعيفة في أمهات الكتب الشيعية، وتفتقد الاعتبار، إلا أن بعض المحافظين المنافسين للرئيس الإيراني وصفوا ذلك بأنه محاولة من قبل فريق محمود أحمدي نجاد لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، التي من المحتمل أن يتم ترشيح إسفنديار رحيم مشائي، القريب من الرئيس، ليلعب هو دور ميديدوف، وينتقل أحمدي نجاد إلى خلف الكواليس مثله مثل الرئيس الروسي السابق بوتين. ويذكر خبراء الشؤون الشيعية أن بعض المراجع الدينية الشيعية، وعلى رأسها المرجع الأعلى علي السيستاني في النجف، والمرجعين صافي جلبايجاني ومكارم شيرازي في قم؛ عبروا مراراً في جلسات خاصة عن قلقهم إزاء ما اعتبروه تصرفات قد تؤدي إلى إضعاف المعتقدات في المجتمعات الشيعية عبر طرح قضايا انحرافية.