بدأ أمس خروج مسلّحي الفصائل ومدنيين من منطقة بيت جنّ، آخر معاقل المعارضة في الغوطة الغربية لدمشق، في اتجاه محافظتي إدلب ودرعا بعد تخطي عقبات حالت دون بدء تنفيذ العملية الخميس. وأشار التلفزيون السوري إلى أن المسلحين وعائلاتهم باشروا مغادرة بين جنّ بعدما فقدوا مناطق كانوا يسيطرون عليها في معارك عنيفة مع القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها، فيما أشار ناشطون معارضون إلى «بدء تهجير أهالي البلدة». وأفادت وكالة أنباء «سانا» السورية بأنّ «الجهات المعنية أنهت ترتيبات لتنفيذ الاتفاق القاضي بإخراج أفراد المجموعات المسلحة من منطقة بيت جن». ولفتت إلى أنه «بموجب الاتفاق، ينقل المسلحون بعد تسليم السلاح السلاح الثقيل ومغادرة المواقع الموجودين فيها». وأشارت إلى أن القوات النظامية «ستدخل المنطقة وتمشّطها وتؤمّنها في شكل كامل تمهيداً لعودة مؤسسات الدولة إليها». وأفادت مصادر محلية لوكالة أنباء «الأناضول» بأن حوالى 250 عائلة و300 مقاتل بدأوا بمغادرة البلدة المحاذية لهضبة الجولان المحتلة. وذكرت المصادر ذاتها، أن قسماً من المغادرين سينتقل إلى مناطق سيطرة المعارضة في إدلب، فيما ينتقل قسم آخر إلى درعا. ولفتت إلى أن الحافلات التي ستقل المغادرين وصلت بلدة سعسع المجاورة منذ الخميس، كما وصلت سيارات إسعاف لنقل الجرحى والمصابين. وكانت القوات النظامية وبعد معارك تقدمت فيها محكمةً الحصار على البلدة، أمهلت المعارضة 72 ساعة للموافقة على إخلاء بيت جن. وأكدت قناة «روسيا اليوم» أن الجزء الأكبر من المسلحين سينقل في عشرات الحافلات إلى إدلب في عملية يشرف عليها «الهلال الأحمر السوري»، مشيرةً إلى اجتماع لتنسيق العملية بين ممثلين عن القوات النظامية وقياديين في «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً). وأفادت بأن المسلحين فجروا مقراتهم قبل الخروج من مزرعة بيت جن والمناطق المحيطة بها في ريف دمشق الجنوبي الغربي «لإخفاء أي وثائق تتعلق بهم». وقضى الاتفاق بخروج من يرفض التسوية من المسلحين والمدنيين إلى شمال سورية وجنوبها، على أن يبقى من يوافق على المصالحة مع النظام في بيت جن، لينضم إلى «الدفاع الوطني» التابع للنظام، كما أكدت مصادر لموقع «بلدي» المعارض. وأتى الاتفاق بعد حملة عسكرية استمرت نحو 115 يوماً، تعرضت فيها المنطقة لقصف عنيف حصار خانق دام 4 سنوات. وتحظى بيت جنّ القريبة من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل بأهمية استراتيجية نظراً لدور «حزب الله» في قتال المعارضة هناك. وذكرت «سانا» أنه «نتيجة العملية العسكرية سادت حال من الانهيار في صفوف الجماعات المسلحة، ما دفع العديد من أفرادها إلى الفرار في تجاه بلدة شبعا اللبنانية المحاذية لقرية بيت جن»، متهمة الجانب الإسرائيلي ب «تقديم الدعم اللوجستي والعسكري للمسلحين ويسهل مرورهم بين محافظتي درعا والقنيطرة عبر سفوح جبل الشيخ». وتمكن النظام مؤخراً من إجلاء سكان عدد من مدن وبلدات الغوطة الغربية أبرزها مدينة داريا ليحكم بذلك قبضته على غرب دمشق.