حفزت الضوابط المشددة التي وضعتها وزارة التعليم للحصول على الإعانة السنوية في مقابل الانضباط المدرسي لطلاب المدارس الأهلية، الكثير من المدارس في تشديد إجراءاتها من ناحية حضور وغياب الطلاب، والتي انعكست إيجاباً تجاه ضبط العملية التعليمية. فيما أثمرت تلك الجهود في إحراز تقدم كبير في عملية الانضباط التي شهدتها المدارس الأهلية طوال الفترة الماضية، والحد من ظاهرة غياب الطلاب، إذ ركز المشرفون التربويون خلال جولاتهم على المدارس الأهلية على حضور وانتظام طلاب المدارس الأهلية، خصوصاً يوم الخميس من كل أسبوع، وتسجيل الغياب في برنامج نور. وشهد يوم أمس (الخميس) جولات مكثفة من القياديين على المدارس الأهلية بشرق الرياض للاطلاع على انتظام الطلاب في منشآتهم التعليمية، إذ أوضحت الصورة أمام القياديين نجاح انتظام العملية التعليمية وتحقيق درجة عالية من الانضباط، وذلك خلال الفترة التي تسبق الاختبارات المقرر انطلاقها بعد غد للمرحلتين المتوسطة والثانوية، فيما قام مدير مكتب التعليم بقرطبة سهم الدعجاني يرافقه عدد من القياديين بزيارات مكثفة أمس على المدارس الأهلية التابعة للمكتب اطلع خلالها على سير الدراسة، إذ سجلت معدلات حضور الطلاب 98 في المئة. وثمن المسؤولون في إدارة التعليم دور قادة المدارس الأهلية في تحقيق الانضباط وتعويد الطلاب على الحرص وغرس هذه القيم، فيما أكد قائد مدارس أضواء الرياض محمد النفيعي ل«الحياة» أهمية الانضباط المدرسي كونه يعد محور العملية التربوية، وأساس نجاحها، وتحقيق أهدافها، لافتاً إلى أن عملية الانضباط لا تقتصر على إسهامها في الرفع من مستوى الطالب، بل يتعدى ذلك إلى تحقيقه أحد الأهداف التربوية السامية، فضلاً عن الإسهام في نمو الطالب الخلقي والاجتماعي. ونوه بدور مدير التعليم في تطوير العملية التعليمية وتسهيل الصعوبات التي تواجه المدارس كافة سواء الحكومية أم الأهلية، وكذلك مسؤولي قادة تعليم قرطبة وحرصهم على الانضباط المدرسي للمدارس الأهلية. وكانت إدارة تعليم الرياض شددت أخيراً على جميع المدارس الأهلية والعالمية والجاليات للبنين والبنات بضرورة الالتزام بتطبيق الإجراءات والضوابط المنظمة لتعزيز الانضباط المدرسي والحد من الغياب، وأوضح المدير العام للتعليم في منطقة الرياض حمد الوهيبي في حينه أنه تم إقرار لائحة من الإجراءات المرحلية تجاه المدارس التي لا تلتزم بتطبيق الضوابط المنظمة والإجراءات اللازمة لضبط الغياب وتثبيته في برنامج «نور»، وكذلك المدارس التي لديها استمرارية في ارتفاع نسب الغياب، لافتاً إلى أن هذه الإجراءات تأتي ضمن مساعي الإدارة لمعالجة مسألة الغياب بوصفه مشكلة سلوكية قائمة والعمل على الحد منها، فضلاً عن تعزيز الانضباط المدرسي في المدارس. فيما لاحظت لجنة الانضباط المدرسي أثناء الزيارات الميدانية لبعض المدارس ارتفاع نسب غياب الطلاب والطالبات وضعف الانضباط المدرسي، في حين شددت الإدارة على الإجراءات في بندها الأول، مؤكدة أنه في حال عدم التزام المدرسة بتطبيق الضوابط المنظمة لضبط الغياب وتثبيته في «نظام نور» يتم إنهاء تكليف قائد المدرسة بقرار من المدير العام للتعليم، مع تنبيه مالك المدرسة لمتابعة عملية الانضباط خلال العام الدراسي. كما نصت اللائحة على أنه في حال استمرارية ارتفاع نسب الغياب مع تطبيق الضوابط والإجراءات لضبط الغياب، فإنه يتم توجيه إنذار للمدرسة ولمالك المدرسة وأولياء الأمور، مع منح مهلة زمنية أسبوعين لتصحيح الوضع والرفع بالإجراءات المتخذة لإدارة التعليم، وفي حال انتهاء مهلة الأسبوعين مع استمرار عدم انضباط الحضور وارتفاع نسب الغياب، فإنه سيتم إسناد وضع وتصحيح الاختبارات لخمس مواد دراسية إلى اختبارات مركزية لطلاب المرحلة التي ظهر فيها قصور. وكانت إدارة تعليم الرياض أصدرت تعميماً للمدارس الأهلية بالاستعداد لاستقبال اللجان المختصة بالإعانة السنوية المخصصة من وزارة التعليم، مؤكدة توفير المتطلبات وتسليمها للمشرفين الذين سيقومون بالزيارات الميدانية ابتداءً من شهر ربيع الثاني الجاري، وأوضحت الوزارة، في تعميم رسمي إلى المدارس الأهلية النهارية والليلية، أن زيارة لجان تقويم المدارس الأهلية للإعانة السنوية ستبدأ في ال29 من ربيع الأول 1439ه، وفق البرنامج الزمني المعتمد للجان تقويم المدارس الأهلية للإعانة السنوية، رغبة من الوزارة في إطلاع ملاك وقادة المدارس الأهلية على معايير تقويم الإعانة السنوية والتي تصرف لهم من الوزارة، وشدد التعميم على أهمية استكمال بيانات استمارات النماذج المخصصة لذلك، بحيث تسلم إلى اللجنة في يوم الزيارة من قائد أو قائدة المدرسة الأهلية، وأشار «تعليم الرياض» إلى أن التعميم أكد وجوب إعداد ملف يسلم للجنة تقويم المدارس الأهلية للإعانة السنوية، ليحوي بياناً بمنسوبي المدرسة، مع إحصاء عام لأعداد الطلاب والطالبات في برنامج «نور»، مرفقاً بصورة ترخيص المدرسة وصورة السجل وصورة من استمارة الأمن والسلامة للدفاع المدني وشهادة السعودة وصورة من التأمينات الاجتماعية.