أعلن المبعوث الدولي إلى ليبيا غسان سلامة أمس (الخميس)، أن الجهود التي تقودها الاممالمتحدة لايجاد حل سياسي جديد لتوحيد الحكومتين المتنافستين في ليبيا تحقق تقدماً، معرباً عن تفاؤله بأن اتفاقاً بات في متناول اليد. وقال سلامة أمام مجلس الأمن الذي اجتمع لبحث الازمة في ليبيا: «أنا واثق من أننا قريبون من تحقيق توافق في الآراء». وأطلقت الاممالمتحدة في أيلول (سبتمبر) الماضي خطة جديدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا الغارقة في الفوضى منذ العام 2011 بعد الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. وعقد اجتماعان في تونس منذ ذلك الوقت للتوافق على تعديلات على اتفاق العام 2015 السياسي الذي تشكلت بموجبه حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج. وعلى لرغم من هذا الاتفاق، لا تزال ليبيا منقسمة بين حكومة تدعمها الاممالمتحدة في طرابلس، وادارة موازية في الشرق. واحدى العقبات الرئيسة التي تعترض تشكيل حكومة وحدة جديدة تتمثل في ضم المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق البلاد اليها. وتحدث سلامة عن تواصل مستمر بين الطرفين المتنافسين منذ بدء اجتماعات تونس. واضاف انه «على رغم تحقيق الكثير من التقدم، ما زالت هناك بعض النقاط العالقة التي يتوجب التوافق حولها». وأعلن أنه ما ان يتم التوافق على حكومة وحدة وطنية، سيتم عقد مؤتمر وطني في شباط (فبراير) 2018 لتبني دستور جديد يمهد الطريق امام اجراء انتخابات. وقال سلامة: «ندرس امكان انعقاده في ليبيا»، مؤكدا ان هذا المؤتمر «سيمنح الليبيين القادمين من جميع انحاء البلاد فرصة الاجتماع في مكان واحد واعادة تأكيد تاريخها الوطني المشترك والاتفاق على المراحل التي يجب قطعها» للبت في المستقبل السياسي للبلاد. وتحولت ليبيا الغارقة في الفوضى الى منطلق للهجرة السرية نحو أوروبا، وشنت الولاياتالمتحدة غارات هناك على متشددي تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش). وأبدى سلامة قلقه حول تزايد أعداد المهاجرين واللاجئين الذي تحتجزهم ليبيا من دون عملية قانونية، وهم عرضة للتعذيب والاغتصاب والسخرة وانهاكات خطرة أخرى.