بيشاور - رويترز - اغارت طائرات باكستانية على مواقع ل «طالبان باكستان» في معقل الحركة في جنوب وزيرستان امس، فيما ارسل الجيش تعزيزات من جنود ودبابات الى المنطقة لشن هجوم متوقع على المتشددين. وتعتبر الحكومة أن غالبية الهجمات في البلد يُجرى التخطيط لها في جنوب وزيرستان على الحدود مع أفغانستان. وقال محمد خالد خان وهو مسؤول بارز في وانا البلدة الرئيسية في المنطقة إن « القصف كان مكثفاً، واصيبت ثلاثة مخابئ». ولم تتوفر لدى خان معلومات عن عدد القتلى أو الجرحى، لكن مسؤولي استخبارات في المنطقة قالوا إن عشرة متشددين على الأقل قتلوا. وقال سكان في المنطقة إن الجيش يرسل المزيد من الجنود إلى الجبال المطلة على مكين وهي معقل رئيسي للمتشددين المرتبطين ب «القاعدة». ويشن الجيش ضربات جوية وبقذائف المدفعية لتقويض وسائل الدفاع لدى المتشددين، تمهيداً لاجتياح المنطقة. وقال ضابط طلب عدم نشر اسمه: «نحن مستعدون للهجوم. أجرينا الاستعدادات وأصبحت المسألة مسألة تلقي أوامر التنفيذ». وأشار ضباط الى نشر حوالى 28 ألف جندي لمهاجمة ما يقدر بعشرة آلاف تقريباً من مقاتلي «طالبان». وفرَّ حوالى 90 الف شخص من جنوب وزيرستان منذ آب (اغسطس) الماضي. وتكثفت حركة النزوح اخيراً بعدما اعلنت إسلام آباد ان العملية العسكرية باتت «وشيكة» بعد اربع هجمات انتحارية نفذتها «طالبان باكستان». ويقدر عدد سكان الاقليم ب600 الف شخص. في واشنطن، قال مسؤولون أميركيون إن مجلسي الشيوخ والنواب سيصدران بياناً يؤكدان فيه على الاحترام المتبادل بين بلادهم وباكستان في ظل الهواجس التي ظهرت في اسلام اباد حول المرسوم الذي سيوقعه الرئيس الأميركي باراك أوباما المتعلق بتقديم مساعدة اقتصادية ب 7.5 بلايين دولار الى باكستان. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية امس، عن مسؤولين في الإدارة أن مراسم توقيع المرسوم التي كانت مقررة امس، أجلت بسبب مشاكل في جدول الأعمال. وأشارت إلى قول وزير الخارجية الباكستاني محمود قريشي بعد لقائه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي جون كيري الذي رعى المرسوم هو والسيناتور ريشارد لوغار الى أن «باكستان لن تساوم على سيادتها، ووضعنا هواجسنا على الطاولة». ولفتت إلى أن قريشي كان اعتبر رزمة المساعدة الأميركية «إشارة قوية» على مدى دعم واشنطن لباده إلا أن معارضة من بعض زعماء باكستان للمرسوم ظهرت، معتبرة أنه مهين ومذل. وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الباكستانيين توقعوا أن تكون الأهداف العسكرية والمعارضة تعكس مناورة سياسية باكستانية من أجل ضعضعة حكومة الرئيس آصف زرداري. ولفتت إلى أن العلاقات الأميركية مع باكستان تشكل عنصراً حرجاً ضمن استراتيجية الرئيس باراك أوباما في أفغانستان التي تُجرى مناقشتها.