كشوق الزهر للقاء ربيع نيسان، تلقف الشباب في فلسطين قرار الرئيس محمود عباس تشكيل المجلس الأعلى للشباب والرياضة، فكما انتظرت الزهرة ربيع عمرها بقلب يختلجه الأمل، وتاقت أوراقها لملامسة نسيمه وكلها رجاء أن يتيح الربيع لها بيئة تُظهر فيها جمالها وتنثر في الأرجاء عبقها، جاء القرار بعد طول انتظار، وليشكل حاضنة لإبداعاتهم. إلا أن وكما تفاجأت الزهور برياح خمسينية، كادت تبعثر أوراقها، صُعق الشباب في فلسطين بمن شُكل منهم المجلس، فمن يُفترض أن يحمل هم الشباب ويواكب متطلباته، يبعد عنهم فجوات زمنية وثقافية ستؤدي بلا شك إلى عدم تحقيق الجسم أهدافَه ويجعل منه رقماً يضاف الى سلسة الأرقام قد يزيد من ألقاب السادة الكرام لقباً، وفي أفضل إنجازاته ينفذ فاعلية هنا وهناك يصفق لها الحضور وينتهي أثرها بانتهاء وقتها. فكيف لأعضاء المجلس أن يقدموا شيئاً للشباب في فلسطين، فانشغالاتهم كثيرة، والملفات التي يحملونها أكثر، بل كيف لهم أن يجاروا متطلباتنا ويتعاملوا مع واقعنا المتغير؟ لا ننتقص من قدر أحد منهم، فأسماؤهم معروفة لدينا، ونعرف ما قدموه لوطنهم وقضيتهم، إلا أننا وصلنا الى مرحلة نستطيع التعبير فيها عن أنفسنا، مرحلة نستطيع فيها أن نمثل أنفسنا ونختار قيادتنا الشابة، ونعرف أن ليس من الصواب أن يُمثل الشباب من تجاوزهم الزمن وتحملوا من أعباء الحياة ما سيشغلهم عن ممارسة واجباتهم ومسؤولياتهم تجاه الشباب ومتطلباتهم. نؤمن بحقنا بقيادة الدولة وأن المستقبل لنا وأننا راسمو سياستها المستقبلية، ونحن في يوم ما سنحدد قواعد اللعبة، ومراكز الثقل والقوة، بل ونعلم أننا نستطيع أن نقود التغيير وأن نطالب بحقوقنا، ونؤمن بأنفسنا حق الإيمان، إيمان قادر على أن ننتزع به حقوقنا، كما نعطى حباً وطواعية واجباتنا المترتبة علينا، وسنجعل التاريخ يسجل في صفحاته أن شباب فلسطين لم ولن يكونوا أرقاماً حسابية في دفاتر السجلات المدنية، أو كثرة عددية هنا أو هناك فنحن أصحاب فكر وريادة. إننا مدعوون كشباب لأن تكون لنا وقفة جادة، فنحن من يرسم المستقبل ونحن من يختار ممثلينا، وحين يُمثل الشباب يجب أن تتم استشارتهم وأخذ آرائهم بمن يمثلهم، ولا أقل من أن يكون الشباب هم أنفسهم قادة هذا المجلس، لا أن يُشكل المجلس ممن تجاوز عمره الخمسين، ورئيسه تجاوز السبعين فأي إبداع شبابي في روحه بل وما هي الإضافة النوعية التي سيحققها للشباب.