الهلال مثل الطفل.. وعقليات اللاعبين تحتاج إلى تطوير

جدد توماس دول مدرب فريق الهلال الأول لكرة القدم انتقاداته حول معاناته من نقص لاعبي فريقه بسبب انضمامهم إلى صفوف المنتخب السعودي لكرة القدم ويبن أنه واجه العديد من الصعوبات بسبب هذا الأمر.
وتحدث دول إلى «شمس» في أول حوار موسع مع صحيفة سعودية عن العديد من الأمور التي تخص الفريق وحياته الشخصية، حيث أوضح أن عقلية الانتصار يجب أن تكون حاضرة في لاعبيه، مبينا أنهم يعملون كعائلة واحدة.
وانتقد دول طريقة قيادة السيارات في الرياض، مبينا أنه يشعر بالسعادة عندما يصل إلى منزله وهو سليم.
كيف ترى مستوى الهلال حتى مباراة القادسية الأخيرة؟
حاليا الفريق يعتبر جيدا وكل مباراة يكون أفضل من سابقاتها، وفي الاستعدادات واجهنا صعوبات كبيرة، وخاصة في شهر رمضان لانضمام أكثر اللاعبين إلى المنتخب السعودي ما أثر على الإعداد، خاصة أن اللاعبين لم يكونوا متواجدين في وقت واحد حتى تكون لياقتهم بمستوى جيد، ولا أخفيك أن الفريق لديه لاعبون متميزون ولكن الأهم من هذا كله أن يكونوا مستعدين لياقيا وبشكل عال حتى نستطيع أن ننافس على البطولات، وأؤكد أنني أعمل حاليا على هذا الجانب بجانب التركيز الذهني والبدني حتى يكون الفريق في أفضل حالاته.
والمشكلة التي تواجهني في الجانب اللياقي أن هناك لاعبين في المنتخب السعودي ويعودون قبل المباراة بيومين فقط إذا علمنا أن اللاعب يخوض مباراتين أو ثلاثا مع المنتخب ثم يعود إلى الفريق وهذا هو مكمن الصعوبة بحيث تختلف تدريبات الفريق عن المنتخب، فمن الصعوبة العمل مع اللاعبين جميعا بهذا الجانب حتى يكون لديك جانب لياقي مميز، وهناك لاعبون أعمل معهم حاليا على هذا الجانب.
كما واجهتني صعوبات مثل معرفة عقلية اللاعبين والعادات والتقاليد والحمد لله تعرفت على كل هذه الأمور الآن، وأصبح الحال أفضل، واللاعبون الآن لديهم احترافية وانضباطية ما يساعد على أن يكون الفريق أفضل.
وهل تعتقد أنك ستكرر نجاحات المدرب السابق جيريتس، وخاصة أنه في مباراة الأهلي بدأت بعض الجماهير تطلق عليك جيريتس آخر؟
«ضحك قليلا».. سعيد جدا أن تطلق علي الجماهير الهلالية هذا اللقب، وأشكرها لأنها تقدم لي دعما كبيرا للفريق، وأحب الجماهير الهلالية، وخاصة أنها شغوفة بكرة القدم وسعيد بهذا الوصف، وثانيا أعلم أن الفريق أحرز في الموسم الماضي 52 هدفا بمعدل هدفين في كل مباراة وأحاول في هذا الموسم تخطي هذا الرقم ونسجل أعلى رقم تهديفي.
يلاحظ عليك إعطاء أكثر من لاعب شاب فرصة للمشاركة في الفريق الأول فإلى ماذا تهدف؟
ليس هناك فرق بين لاعب كبير أو صغير بالسن، وأؤمن بقدرات اللاعبين وقوتهم وشخصيتهم وعطائهم في الملعب، ومثال ذلك حسام الحارثي الذي أحضرناه من الفريق الأولمبي وقدم مستويات جيدة، والباب مفتوح للجميع واللاعب الذي يقدم مستوى كبيرا سيكون تواجده في الفريق.
كيف ترى الظهير الأيمن محمد نامي في ظل عدم رضا بعض الجماهير عنه خاصة بعد مباراة الشباب التي واجه فيها انتقادات قوية وكيف تتعامل مع ذلك؟
تحدثت مع نامي بعد مباراة الشباب مباشرة وأعطيته الثقة بشكل كبير، وبالفعل قدم مباراة كبيرة أمام التعاون وسجل هدفا، كما أن نامي لم يكن هو المخطئ بمفرده، بل إن الفريق بأكمله وقع في أخطاء.
ماذا ينقص الفريق الهلالي حتى يكون متكامل الصفوف؟
أهم ما لدي أن لدي فريقا بعقلية الانتصار الذي يقاتل على الفوز، وكل هذا سنعمل على تطويره، وفريق الهلال كبير ولدينا هذه العقلية وأحرص على عدم التراجع في أي دقيقة من المباراة.
في التصريح الأخير بعد مباراة القادسية وضح عليك عدم الرضا على أداء الحصة الثانية، وقلت إن عقلية اللاعب الهلالي كادت أن تفقدك النقاط الثلاث ووضعت اللوم على اللاعبين، ما الذي تقصده؟
صحيح.. وهو الأمر الذي أخطأ فيه الفريق حيث إن اللاعبين اعتقدوا أن النتيجة كانت بين أيديهم وحاولوا اللعب برعونة، ويجب أن يغيروا هذه العقلية حتى لو كنت متقدما بخمسة أو ستة أو سبعة أهداف من المفترض أنك لا تضيع المباراة من يدك، وأن تتحكم في المباراة، بل يكون تركيزك حتى آخر ثانية من المباراة لتتمكن من تسجيل أهداف أكثر من التي سجلتها وهذه من الأمور التي يجب أن تكون في الفريق حتى يكون لديه الهيبة عندما يقابل أي فريق آخر، والقادسية استغل مستوانا في الحصة الثانية وسجل أهدافا.
كيف ستعالج الأخطاء الدفاعية التي يعتبرها المشجع الهلالي والنقاد كوارثية، رغم أن الفريق في الأعوام الماضية كان الأفضل دفاعيا؟
في كرة القدم الحديثة الفريق يدافع ويهاجم بجميع عناصره، ولكن الأخطاء الدفاعية تكون من قلة التركيز، وهذا أمر خطر، ولا أخفيك أن المدافعين لم يستقبلوا هجمات كثيرة في المباراة الأخيرة أمام القادسية فقل التركيز، حيث استغلوا أخطاء صغيرة من مدافع وسجلوا الأهداف، وسنعمل على هذا الجانب وتطويره وأن يكون هناك تركيز حتى لو لم تكن هناك هجمات وبعض الأحيان تكون هناك أخطاء في الهجوم وتستقبل هدفا في فريقك رغم أن الخطأ ليس من الدفاع ولهذا سنعمل على الفريق بشكل كامل.
ماذا عن مشكلة كثرة الفرص الضائعة؟
لدينا فرص كثيرة لم نسجلها ولكن في المباريات الأخيرة أصبح الفريق يسجل بشكل أفضل، بل أصبحنا نخلق فرصا كثيرة.
وما مدى رضاك عن اللاعبين الأجانب في الفريق حتى الآن؟
لدينا لاعبون سريعون ويتميزون بالقوة وحب التهديف، وبالنسبة إلى الكوري يو بيونج فللأسف بعد مباراة الأهلي سجل وأصيب، وبالنسبة إلى المغربي يوسف العربي فهو لاعب يستطيع صناعة الفارق وخاصة أنه يلعب بكلتا القدمين ويستخدم ضربات الرأس بشكل جيد وهو لاعب قوي، وبخصوص عادل هرماش فالإصابة التي لحقت به استغرقت مدة طويلة للشفاء ولكن عندما عاد أصبح الفريق أفضل وهو هادئ عندما يلعب، وآيمانا دخل في المجموعة بسرعة وصاحب دعابة وكل هذه الأمور جعلت الفريق يتقبله بشكل سريع ولا أنسى أن قلبه طيب.
أضف إلى ذلك أن اللاعبين أتوا لعادات وتقاليد جديدة وعقلية أخرى ولا بد من الوقت الكافي للتأقلم معها، وشخصيا أنا أحب اللاعبين ونحن نعمل كعائلة واحدة وهذا سر تميزنا والانتصارات التي نقدمها.
وكيف ترى انسجام اللاعبين حتى الآن في ظل تغير الفريق بشكل كبير؟
لا بد من الصبر كون الفريق عانى من إصابات كثيرة مثل عبدالعزيز الدوسري وآيمانا وعادل هرماش، والفريق دائما ليس مجموعا أي أن هناك لاعبين يتواجدون في المنتخب السعودي، وهذا أثر على المستوى ولكن مع الوقت شاهدت التطور في الفريق ويلزمنا الوقت والصبر.
في بطولة الرياض الدولية الودية لعب الكوري بيونج مهاجما صريحا في جميع المباريات، والآن نشاهده يلعب جناحا أيمن بشكل كبير، ألا تعتقد أنه سيعاني من ضغط الجماهير التي تنتظر منه الكثير؟
وضعت اللاعب في هذه الخانة كون الفريق كان يعاني من إصابة لاعبي الوسط ما جعلني أفكر في شغل هذا المكان من قبل اللاعب الكوري وشعرت أنه سيقدم إضافة للفريق وأنا أعلم أنه يلعب مهاجما صريحا، وكان حلا، ويستطيع أن يسجل أهدافا حتى لو وضع في هذا المكان، وديفيد فيا لاعب برشلونة ليس مهاجما صريحا ومع ذلك يسجل أهدافا، فالكرة الحديثة تعترف بالجهد والمثابرة وهذا ما أحاول العمل عليه في الفريق.
كثيرا ما كنت مستاء من عدم تواجد اللاعبين بسبب انضمامهم للمنتخب الأول والأولمبي بداعي الإخلال بالتجانس.. بصراحة كيف ترى كثرة معسكرات المنتخب السعودي؟
أعلم أن مباريات المنتخب السعودي قد بدأت بشكل مبكر وليس مثل أوروبا وهذا أثر على الفريق، فاللاعبون عندما يتدربون في المنتخب ليس مثل الفريق، والفريق يستعد للموسم كاملا ولكن المنتخب يتدرب لمباراة أو مباراتين وهذا الأمر أثر على الفريق.
وعندما قدم محمد القرني مباراة كبيرة أمام الأهلي تم استدعاؤه للمنتخب السعودي الأول «ب»، ولكن بعد أربعة أيام تم استبعاده وكان اللاعب قد ذهب بثقة عالية ولكن عندما عاد وضح عليه التأثر وأصبحت الثقة لديه مهزوزة، فالمتعارف عليه أن اللاعب الذي يذهب للمنتخب يعود بثقة أكبر ولكن أن يعود بثقة مهزوزة وهذا الذي لم أفهمه حتى الآن من قبل المنتخب السعودي «ب».
وماذا عن فترات توقف الدوري كيف تراها؟
حتى أكون معك صريحا لست أنا المدرب الوحيد الذي يعاني من هذا التوقف لأنه عندما يكون لديك فريق يسير على نسق معين ويأتي توقف فمن المؤكد أن «الرتم» سيتغير ويتبعثر، ونحن في الهلال نعاني من هذا الأمر لانضمام سبعة لاعبين إلى المنتخب السعودي، وخاصة بعد مباراة الأهلي التي قدم فيها الفريق مستوى جيدا وجاء التوقف وتبعثرت الأوراق وأصبح هناك تعب وهذا الأمر يؤثر على الدوري وليس باليد حيلة، وفي أوروبا أمر آخر والمباريات موجودة وليس هناك توقف كثير.
من اللاعبين الذين تتابعهم في الدوري السعودي وتعتقد أنهم يستحقون الاحتراف خارجيا؟
هناك عدة لاعبين لديهم مستويات جميلة وهم لاعبون شباب ولا بد أن يعملوا على مستوى اللياقة البدنية، ولن أذكر أسماء «قالها ضاحكا».
أسامة هوساوي هل تؤيد بقاءه في الفريق أم الاحتراف الخارجي؟ ولماذا؟
بالتأكيد أريد بقاءه في الفريق كونه عميد الفريق ولاعبا مهما في الدفاع الهلالي ولكن في كرة القدم لا بد من الجديد.
كيف ترى تعامل رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد ومدير الكرة بالنادي سامي الجابر معك خلال فترة عملك؟
بالنسبة إلى الأمير عبدالرحمن فأقدم شكري له على دعمه الذي يقدمه وأقرب وصف لنادي الهلال بالنسبة إلى الأمير عبدالرحمن أنه مثل الطفل في يده ويعطيه كل ما يريد، وعن سامي الجابر كونه لاعب كرة قدم فأتحدث معه حول الفريق بشكل كبير وهو إنسان طموح ويحاول كثيرا تطوير نفسه.
من وجهة نظرك بوصفك مدربا عالميا ما الفوارق التي شاهدتها بين الدوريات الأوربية وبين الدوري السعودي؟
هناك لاعبون لديهم تقنيات عالية في السعودية والفرق الوحيد بينهم تقريبا السرعة كون الكرة في أوروبا تعتمد على السرعة بشكل كبير، بالإضافة إلى اللياقة البدنية، ولو استطعنا عملها في الدوري السعودي ستكون كرة القدم هنا قوية، ويعتبرونها ضمن مصاف الدوريات القوية.
بعيدا عن كرة القدم، كيف تقضي يومك وخاصة في أوقات الفراغ؟
أتمرن كثيرا في الصالات الرياضية وفي المنزل مع زوجتي ووسط الرياض، وخاصة أنني أحب التعرف على مدينة الرياض، ولكن الشيء الوحيد الذي أنتقده هو كيفية قيادة المركبة «السيارة» في الرياض، بحيث أكون سعيدا عند وصولي إلى البيت سليما.
وهل بدأت في تناول الأكلة الشعبية السعودية الأولى «الكبسة»؟
بالطبع، وتناولتها كثيرا وأحبها كثيرا.
وما الكلمات العربية التي تعلمتها؟
تعلمت مثلا «السلام عليكم، كيف الحال» وعرفت الأرقام باللغة العربية، وزوجتي صربية وأحاول تعلم لغتها.
وكيف ترى الدين الإسلامي؟
قرأت كثيرا عن الإسلام وتعلمت أن الإسلام دين جميل؟
كلمة أخيرة تود توجيهها للجماهير الهلالية؟
أعد الجماهير الهلالية بكرة شمولية وحديثة، وهجومية ونسبة امتلاك للكرة عالية وأهداف وإن شاء الله يكون فريقا أفضل