أبدى الشاعر محمد إبراهيم يعقوب رئيس مجلس إدارة نادي جازان الأدبي المنتخب أسفه لما يردده البعض من شائعات غير صحيحة عن النادي ومجلس إدارته، مشيرًا إلى أن هذه الشائعات تجاوزت الحديث عن الجانب المالي إلى مس الجانب الأخلاقي، معتبرًا أن ذلك يعد مؤشرًا خطيرًا يكشف بوضوح ما يعانيه مروجو هذه الشائعات.. مبينًا أن النادي رفع أمر استقالة عضوي المجلس أحمد البهكلي ومهدي حكمي إلى وزارة الثقافة والإعلام بعد أن فشلت المساعي لإثنائهما عنها، مشيرًا كذلك إلى أن هناك ضغوطًا كبيرة تمارس على العضوات اللائي حزن على ثقة الناخبين بدخول مجالس الإدارة، معتبرًا أن مثل هذه الضغوط تبدو كأنها «عقاب» لهن على فوزهن، داعيًا إلى إعطائهن الفرصة والوقت قبل إطلاق الأحكام على عطائهن في مجالس الإدارة، كذلك أبدى يعقوب رغبته في عقد شراكة مع الجمعية العمومية لإثراء المشهد الثقافي في جازان عبر التنوع الثقافي والفكري الذي يسم الأعضاء جميعًا.. كل هذه المحاور وغيرها طي هذا الحوار.. * على أي وجه تقرأ انتخابات الأندية الأدبية وما صاحبها من أحداث؟ الانتخابات الأدبية حلم كان ينتظره الجميع، وهل الأحلام تأتي مكتملة دائمًا، لا شك أن هذه المرحلة تعتبر فارقة في مسيرة الثقافة في الوطن، ومن المهم أن تدعم هذه التجربة بأفكار وملاحظات وانتقادات المثقفين لتكتمل الصورة ولو بعد حين، والجدل الذي صاحب الانتخابات كان قد بدأ قبل ذلك، حول هل بالإمكان تحديد النادي الأدبي بوصفه أدبيًا أم ثقافيًا، وهذا النقطة دار حولها الكثير من الجدل، ثم ما شروط الدخول للجمعية العمومية، لتضمن فقط دخول من يهمه الأمر، وحتى لا يتمّ الرهان على مجرد أصوات فقط، دون أثر ثقافي أو أدبي يذكر، ولكن كل هذا يضع المثقفين في تحدٍ مع أنفسهم، في ماهية الفعاليات، ومن سيرتادها، وكيف نخلق تواصلًا ما مع أكبر شريحة من المجتمع، في زمن أعتقد أن فكرة الأنشطة النخبوية لم تعد مطروحة ولا مجدية! * الانتخابات لم تضع حدًّا للاستقالات.. لم استقال عضوان من مجلسكم المنتخب؟ أعتقد أن السؤال يوجه إليهما، وقد وضحا وجهة نظرهما في ذلك علنًا. * أحمد البهكلي أحد المستقيلين برر استقالته بضعف الرؤية الإدارية والثقافية لدى الإدارة الحالية.. فما قولك؟ الأستاذ البهكلي اسم كبير في ثقافة المنطقة والوطن، وأظنه بتصريحه ذاك، وبأبوته المعهودة كان يريد أن يضع المجلس في تحدٍ مع نفسه، من خلال نجاحٍ ينتظره منه، ونحن بإذن الله سنسعى لذلك. * إذا سلمنا بما قلت.. فلم استقال مهدي الحكمي؟ بإمكانك أن تسأله، ما أعلمه حقيقة أنه لم يفصل بين الاستقالتين إلا يوم واحد، ومع ذلك يظل الدكتور مهدي حكمي صديقًا وشاعرًا جميلًا. * وهل هناك أشخاص آخرون قدموا استقالتهم في المجلس.. وهل ثمة ما يؤشر إلى استقالة قريبة؟ حسب علمي لا، لكن صدقني من يريد أن يستقيل فلن يأخذ رأي أحد، والاستقالات ليست حدثًا ضخمًا، فقد حدثت في كثير من الأندية كما أوردت في سؤالك سابقًا، بل حدثت في نادي جازان الأدبي، فقد استقال الدكتور حسن حجاب في فترة سابقة، كما استقال الدكتور محمد حبيبي بعد ذلك، الفرق هو هل الاستقالة خيار أم انسحاب أم ماذا! * كيف تنظر إلى أعضاء مجلس الإدارة المنتخبين حيث ان بعضهم وجوه جديدة في المجلس؟ هي انتخابات، وليس مطلوبًا منها أن يأتي شخص بعينه، أما بخصوص أعضاء المجلس فكلهم حاضرون في المشهد الثقافي في المنطقة، حتى السيدات شاركن في نشاطات النادي ولجانه في فترة سابقة، والكل يعمل بجد لتقديم الأفضل. * ماذا أنتم فاعلون إزاء الاستقالتين؟ بصدق، بعد محاولات مع العضوين المستقيلين، لم تلق تجاوبًا، سنرفع الأمر للوزارة، واللائحة واضحة في هذا الشأن، أن يعوض العضو المستقيل بالعضو الأكثر تصويتًا في الاحتياط. * كيف حللتم المشكلة المالية مع المجلس السابق؟ لم تكن هناك مشكلة مالية، والحمد لله حلّت جميع الأمور المتعلقة بهذا الشأن، وهمّنا الأساسي أن يتواصل الجميع مع النادي، فالنادي للجميع. عقاب مبطن * أي وضع للمرأة في نادي جازان بعد دخولها لمجلس الإدارة؟ هي عضو مجلس إدارة، لها أن ترأس لجان وتطرح برامج، وتشرف على أنشطة، وهذا ما يحدث في نادي جازان الأدبي. * لكن بعض عضوات الجمعية العمومية أشرن لوجود مؤامرة حرمتهن من الوصول إلى مجلس الإدارة؟ من حقّ كلّ عضو في الجمعية العمومية أن يقول رأيه في أي أمر، لكن هذا الأمر يخص الوزارة ولا يخص المجلس. * هل تعتقد أن المرأة في مجتمعنا يمكن أن تستمر في عضوية مجلس الإدارة في الأندية الأدبية؟ انتظر المثقف الرجل أكثر من ثلاثين سنة من أجل انتخابات الأندية الأدبية، بعد أن كانت بالتعيين، ومرّ طوال هذه السنين الكثير من المثقفين على إدارة الثقافة في هذا النادي أو ذاك، واكتسب المثقف خبرة بالممارسة على مدى كل هذه السنين، أما المثقفة فهي للمرة الأولى تدخل كعضو مجلس إدارة، أفلا تستحق الوقت الكافي لتمارس حقها في إدارة الثقافة، أنا أعتقد أن هناك ضغطًا كبيرًا يمارس على المثقفة عضو مجلس للإدارة في كل الأندية، وكأننا نعاقبها على دخول المجلس، وهذا حقها، وباعتقادي أن الحكم على أدائها يتطلب دورة ودورتين، أي من أربع إلى ثمان سنوات، وبعد ذلك بالإمكان الحكم على الأداء من واقع خبرة مكتسبة، ومعايشة عن قرب. ترويج الشائعات * ما الذي يعطل انعقاد اجتماع الجمعية العمومية الثالث؟ أولًا إن رهاني على الجمعية العمومية لنادي جازان الأدبي شخصيًا لم يضعف أبدًا، ولا في أي مرحلة، وقد صرّحت بهذا في أول اجتماع عقد مع الجمعية، لا يهم تحت أي مسمّى، لكن كانت النية منذ وقت مبكّر، على شراكة حقيقية مع الجمعية العمومية، لجعل العمل الثقافي أكثر ثراء. أما عن انعقاد الجمعية العمومية العادية فربما ينشر هذا الحوار، وقد حددت الوزارة جدولًا زمنيًا للجمعيات العمومية لكل الأندية، وأنا أتمنى ذلك شخصيًا وأتوقعه. وللجمعية دور مهم واجب عليها أن تمارسه، وإن الانتقادات التي توجه من بعض أعضاء الجمعية العمومية معظمها تصبّ في الصالح العام، وأنا أدّعي رغم كل ما يقال أني على اتصال شخصي مع جميع الأطياف في الجمعية العمومية، استمع إليهم، ويسمعون مني. لكن البعض، والبعض القليل جدًا، من أعضاء الجمعية العمومية، وللأسف يروجون شائعات تسيء لمصداقيتهم قبل أن تسيء لأي شخص آخر. فأحدهم يؤكد أنه قد تمّ صرف مليون وسبعمائة ألف من خزينة النادي إلى الآن، وهذا الكلام غير صحيح، ويمكن ببساطة إثبات عدم صحته بالأرقام والأوراق، فالنادي لم يصرف هذا المبلغ وربما لن يصرفه طوال الموسم الثقافي، رغم العمل التأسيسي الذي نقوم به في النادي. وأحدهم يؤكد أن تأهيل قاعة الأمير فيصل بن فهد بالنادي كلّف 400 ألف ريال، وهذا أيضًا غير صحيح، فتأهيل القاعة كلّف 232337 ريال، وهذا أيضًا يمكن ببساطة إثباته بالأرقام والأوراق. المؤسف حقًا أن من يروج مثل هذه الشائعات، هم أنفسهم يعملون الآن على ترويج شائعات تمسّ الجانب الأخلاقي، بعد أن فرغوا من الجانب المالي، وهذا أمر خطير لا يقع في منطقة النفي والإثبات، إن مثل هذا الأمر يمسّ سمعة الناس، وأنا لا أتحدث من فراغ، ادخلوا إلى الصفحات الشخصية على (الفيس بوك) لهؤلاء الأشخاص وستجدون حقيقة ما أقول، ولا أدري من أي ضمير ينطلقون، وعن أي ثقافة يتحدثون. تنوع ثقافي * مجلسكم متنوع ثقافيًا وفكريًا فكيف سيستفيد النادي من ذلك؟ المجلس ممثل للجمعية العمومية، قبل أن يكون مجلسًا، والجمعية العمومية لنادي جازان الأدبي تحتوي على تنوع ثقافي ثري ومربك في نفس الوقت، وقبل أن يستوعب المجلس ذلك، على الجمعية أن تستوعبه، وتتعامل معه بإنصاف، فكل توجه يريد فعالية بعينها، وأسماء محددة بعينها، والجمع بين هذا وذاك يتطلب مزيدًا من الوقت، وانتظارًا لفعاليات قادمة، وعلى المجلس أن يعمل بصدق للاستفادة من ذلك، وترجمته لبرامج ملبية ومقنعة. استثمار مالي * طرحتم فكرة الاستثمار المالي أو الوقف للنادي.. إلى أين وصلت هذه الفكرة؟ سوف تشكّل لجنة من المجلس والجمعية العمومية تضمّ رئيس مجلس الإدارة ونائبه والمسؤول المالي، وثلاثة من أعضاء الجمعية العمومية تختارهم الجمعية لمناقشة تفاصيل هذا الموضوع المهم ليس للمجلس الحالي أو الجمعية، بل لمسيرة النادي ككل. استيعاب الشباب * وماذا عن الشباب؟ لا شك أن دور الشباب والشابات أصبح أكثر وضوحًا في الفترة الحالية لأسباب عديدة، منها طبعًا الإعلام الجديد بكل مكوناته، لكننا في جازان بالذات وفي هذه المرحلة بالذات نملك أرضية واسعة من الشباب المبدع والواعي والقادر على أن يصنع أفكارًا مغايرة عن كل ما نفكّر فيه، فقط نفسح لهم المجال، فلدينا أسماء إبداعية الآن، أؤكد لك أنها ستمسك بزمام الأمور في تسيير ثقافة المنطقة قريبًا، وأنا شخصيًا سأضع هذا الهدف من أهم أهدافي القادمة بإذن الله، وأؤكد لك أن البرنامج العام للنادي يتضمن فعاليات تهمّ وتستوعب الشباب والشابات على السواء. مراكز ثقافية * فكرة المراكز الثقافية التي بدأها النادي في الإدارات السابقة هل ستعود مرة أخرى.. وكيف سيتم التنسيق لدعمها؟ إن فكرة المراكز الثقافية نصّت عليها اللائحة، وللحق فقد كان المجلس السابق من أوائل من تبنّى هذه الفكرة، ويحسب لهم هذا، وجازان كما تعلم مترامية الأطراف، وتحتوي الكثير من المحافظات، لكل محافظة مبدعيها، لذلك نحن سندعم المراكز الثقافية الموجودة حاليًا وهي صامطة وبيش والدرب وفرسان وفيفا، وإن كنّا نرى أن النشاطات فيها يجب أن تكون ورشية، على شكل ورش، للموهوبين والموهوبات، مع بعض الأنشطة المنبرية، حتى لا يحدث تعارض، وربما تشابه أحيانًا، مع أنشطة النادي المقرّ المنبرية، واخترنا من أجل ذلك منسقين يمتلكون الكفاءة والحضور كل في محافظته من أجل تحقيق أهداف المراكز الثقافية، ويشرف على هذه المراكز عضو مجلس الإدارة الأستاذة نجاة خيري، وسيدعم كل مركز من قبل النادي، لتحقيق الأهداف المرجوة منها بميزانية مخصصة لكل مركز، وسنحاول التفاهم مع إدارة التربية والتعليم من أجل توفير مقارّ إن أمكن لعقد الورش التدريبية ضمن شراكة مع الإدارة العامة للتربية والتعليم، وللعلم فإن هناك طلبات لفتح مراكز ثقافية أخرى، منها ما جاءنا رسميًا من محافظة ضمد، ونحن ننظر في هذه الطلبات من أجل جدولتها على مدى الأعوام القادمة، متى توفرت المقارّ لهذه المراكز. * كيف لهذه المراكز الثقافية أن تتجاوز الفشل بسبب قلة الدعم وتراخي الجهود العاملة كما حدث سابقًا؟ هذا صحيح، وربما حدث هذا سابقًا، لذلك يجب أن يقيم العمل كل فترة، وننظر للمخرجات، فلا يمكن أن يبقى المركز دون عمل تقدّم به تقرير، ويبرز لنا مخرجات نرى أننا حققنا من خلالها ولو جزءًا من أهداف وجودها، وإن كنا نثق كثيرًا في المنسقين، وأنهم يؤمنون بأهمية عملهم في هذه المراكز، ويدركون أهداف وجودها. تكريم المبدعين * تبنيتم برنامجًا لتكريم الأدباء والشعراء والمبدعين.. فماذا تم في هذا الشأن؟ هذا واجب النادي، وواجب كل مثقف، ونحن نسعى لهذا حاليًا بدءً بتكريم المجلس السابق، وسيكون هذا قريبًا جدًا، وهم يستحقون منّا كل الشكر، فقد قدموا ما استطاعوا، ونحن سنقدم ما نستطيع، ثمّ هناك خطوة العضوية الشرفية التي ستمنح لرموز المنطقة ثقافيًا، ولكل من يدعم النادي معنويًا وماديًا عبر الشراكات والرعاية، وفق معايير وضوابط، هذا إلى جانب التشاور مع مبدعي المنطقة، وحضورهم عبر برامج النادي ولجانه وأنشطته المتعددة. الموقع والإصدارات * ما الجديد الذي سيحمله موقع إدارة النادي الإلكتروني؟ لقد وقعنا عقدًا مع مؤسسة الوسائط الفنية لإنشاء الموقع الإلكتروني لنادي جازان الأدبي، أسوة ببقية الأندية، ولأن الموقع الإلكتروني سيكون حلقة تواصل مهمة مع المبدعين في المنطقة أو حتى أبعد من ذلك، وهو جاهز الآن للتدشين، وننتظر الفرصة المناسبة بإذن الله. * إصدارات النادي تعثرت كثيرًا في الفترة الماضية، ما الذي اتخذتموه في المجلس للدفع بالمتأخر منها، واستقبال الجديد؟ فى السابق تم عمل جهد جميل في هذا الشأن، ونحن بدورنا سنكمل، وقد وجدنا التعاون من المشرف على لجنة المطبوعات في المجلس السابق الدكتور مجدي خواجي الذي وافانا بالكثير من المعلومات عن المطبوعات، وأين وصل كل مطبوع منها، ونحن نعمل على ذلك الآن، وبالفعل لقد استقبلنا جديدًا سيأخذ طريقه حسب المتبّع بإذن الله، ودائمًا لمبدعي المنطقة الأولوية مع انحيازنا للإبداع أيًا كان مصدره، وبحمد الله تمّ التوقيع مع دار نشر عربية هي الدار العربية للعلوم (ناشرون) لطباعة ونشر مطبوعات نادي جازان الأدبي، وهذا سيمكّن النادي من تجاوز عقبة التوزيع التي كانت تؤرق الأندية الأدبية، بالإضافة للهدف الأكبر وهو وجود مطبوعات نادي جازان الأدبي في جميع المعارض العربية عبر هذه الدار. رؤية مختلفة * متى سيقام المهرجان الشعري الذي دأب النادي على تنظيمه؟ الملتقى الشعري أصبح سمة مميزة لنادي جازان الأدبي عبر مواسمه السابقة، وهذا أيضًا يحسب للمجلس السابق، ونحن بإذن الله نسعى لأن يكون الملتقى في السنوات القادمة مختلفًا، وشكّلنا من أجل ذلك لجنة استشارية من متخصصين في هذا الشأن لتتكون لدينا رؤية لما يمكن أن يكون عليه الملتقى خلال السنوات القادمة وفق محاور وأوراق عمل، ونحن بانتظار ما سينتج عن هذه اللجنة من رؤى، لكي نعرضها على الجمعية العمومية، ومن ثمّ نبدأ بإذن الله بالعمل.