أعلنت السلطات التركية أنها ستزيد ليلة رأس السنة «لأسباب أمنية، أكثر من ضعفين عدد الشرطيين في مدينة إسطنبول وصولاً إلى 37 ألفاً وتضيف إليهم 4 آلاف من قوات الدرك، وتحظر الاحتفالات العامة في أحياء باي أوغلو وشيشلي وبشيكطاش وسط المدينة، وذلك بعد سنة على قتل مسلح بالرصاص 39 شخصاً بينهم سياح من دول عربية عدة والهند وكندا في ملهى «رينا» الليلي الفاخر. ترافق ذلك مع احتجاز الشرطة في إقليم بورصة (شمال غرب) 38 مشبوهاً في انتمائهم إلى تنظيم «داعش». لكنها أوضحت أن الاعتقالات ليست مرتبطة بالاستعدادات الأمنية لرأس السنة. كما أوقف 6 أجانب على صلة ب «داعش» في مداهمات في إسطنبول الأربعاء نفِذت لإحباط هجوم. على صعيد آخر، أعلنت السفارة الأميركية في أنقرة أن بعثاتها القنصلية في تركيا ستستأنف خدمة منح التأشيرات بالكامل بعد تعليقها بسبب احتجاز موظف محلي في قنصليتها. وقالت في بيان: «أعطت تركيا تأكيدات على مستويات عليا للولايات المتحدة، ما يجعل وزارة الخارجية الأميركية واثقة من أن الوضع الأمني تحسن في شكل كافِ للسماح بإعادة استئناف خدمة التأشيرات في تركيا بالكامل»، من دون إعطاء موعد محدد لاستئناف هذه الخدمة. إلى ذلك، أمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إقامة علاقات أفضل مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن أنقرة «تريد خفض عدد أعدائها وزيادة أصدقائها». وتوقفت مفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي هذه السنة، فيما تشهد العلاقات بين ألمانياوتركيا أزمة منذ الانقلاب الفاشل عام 2016، وموجة القمع التي تلته. وقال أردوغان لصحافيين أتراك على متن طائرته الرئاسية أثناء جولة أفريقية «طبعاً نريد علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية، ولا سبب لعدم الذهاب إلى ألمانيا وهولندا، وهما دولتان أوروبيتان مهمتان توترت علاقات تركيا معهما». وأشاد أردوغان ب «وقوف القادة الألمان في الصف نفسه مع أنقرة عبر إدانة اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما يثير ارتياحاً كبيراً لدينا». ولمّح أردوغان إلى أن موقف الاتحاد الأوروبي من القدس «قد يساهم في تحسين العلاقات مع تركيا»، معلناً أنه قد يزور فرنسا. وكانت ألمانيا نددت بتوقيف عدد من رعاياها في إطار حملة التطهير التي أطلقتها أنقرة بعد الانقلاب الفاشل في 2016، لكن حدة التوتر تراجعت بعد إطلاق موقوفين في الأشهر الأخيرة. وأعلنت برلين الأسبوع الماضي أن السلطات التركية أطلقت ديفيد بريتش، وهو مواطن ألماني ذهب في رحلة حج إلى القدس وأوقف في تركيا في نيسان (أبريل)، «ما يشكل إشارة إيجابية إلى جانب إطلاق ستة ألمان آخرين». وفي 18 الشهر الجاري، حصلت الصحافية والمترجمة الألمانية ميشالي تولو البالغة 33 من العمر على إطلاق مشروط بعد 8 أشهر من توقيفها بتهمة الضلوع في نشاطات «إرهابية» بحسب أنقرة،. وتعتبر قضية مراسل صحيفة «دي فيلت» الألمانية دينيز يوسيل، الأكثر إثارة للجدل، بعد اعتقاله في نهاية شباط (فبراير) 2017 بتهمة الدعاية «الإرهابية» وإثارة الكراهية.