تبادلت الولاياتالمتحدةوتركيا رفع كل القيود على خدمات التأشيرات بين البلدين اليوم (الخميس)، وذلك على رغم إعلان واشنطن أنه لا يزال لديها بواعث قلق في شأن المزاعم ضد موظفيها. وقالت السفارة الأميركية في العاصمة التركية أنقرة اليوم إنها رفعت كل القيود على خدمات التأشيرات، بعد أن قدمت تركيا ضمانات في شأن موظفين محتجزين من السفارة لتخفف من حدة أزمة استمرت أشهراً. وأوضحت السفارة في بيان: «بناء على التزام الضمانات، فإن وزارة الخارجية على ثقة من أن الوضع الأمني تحسن بشكل كاف يسمح بالاستئناف الكامل لخدمات التأشيرات في تركيا». وذكر البيان أن الولاياتالمتحدة لا تزال لديها بواعث قلق في شأن المزاعم ضد موظفيها. من جهتها قالت السفارة التركية في واشنطن اليوم إنها رفعت القيود على خدمات التأشيرات للمواطنين الأميركيين، رداً على تحرك من السفارة الأميركية في أنقرة لإنهاء الخلاف المستمر منذ شهور بين البلدين. وذكرت السفارة التركية في بيان أنه «ليس من الصواب أن تزعم الولاياتالمتحدة أنها تلقت ضمانات من تركيا وتضلل الرأي العام الأميركي والتركي»، مضيفة أن لديها بواعث قلق في شأن قضايا مواطنين أتراك في الولاياتالمتحدة. من جهة ثانية، عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم عن أمله في إقامة علاقات أفضل مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن أنقرة تريد خفض عدد أعدائها وزيادة أصدقائها. وتوقفت مفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي في 2017، فيما تشهد العلاقات بين ألمانياوتركيا أزمة منذ الانقلاب الفاشل في العام 2016 وموجة القمع التي تلته. وقال أردوغان لصحافيين أتراك على متن طائرته الرئاسية أثناء جولة أفريقية: «طبعاً نريد علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية». وأضاف: «أقول ذلك دائماً. يجب تقليص عدد أعدائنا وزيادة عدد أصدقائنا». وأكد الرئيس التركي أنه ليس هناك «أي سبب» لعدم الذهاب إلى ألمانيا وهولندا، وهما دولتان أوروبيتان مهمتان توترت علاقات تركيا معهما. وأشاد أردوغان بموقف القادة الألمان «لوقوفهم في الصف نفسه» مع أنقرة عبر إدانة اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال إن «كل ذلك يثير ارتياحاً كبيراً»، ملمحاً إلى أن موقف الاتحاد الأوروبي من القدس قد يساهم في تحسين العلاقات مع تركيا. وأشار إلى أنه قد يزور فرنسا من دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وتابع: «لم يتخلوا (الفرنسيون) عنا في مسألة» القدس. وأعلن أردوغان أنه قد يعقد لقاءً مع البابا فرنسيس في الفاتيكان، الذي انتقد أيضاً القرار الأميركي. وكانت ألمانيا نددت بتوقيف عدد من رعاياها في إطار حملة التطهير التي أطلقتها أنقرة بعد الانقلاب الفاشل في 2016، لكن حدة التوتر تراجعت بعد إطلاق سراح بعض الموقوفين في الأشهر الأخيرة. وأعلنت برلين الأسبوع الماضي أن السلطات التركية أطلقت سراح ديفيد بريتش وهو مواطن ألماني ذهب في رحلة حج إلى القدس وأوقف في تركيا في نيسان (أبريل)، ما اعتبرته ألمانيا «إشارة إيجابية». ولفتت إلى أن ستة ألمان أفرج عنهم أو سمح لهم بمغادرة تركيا. وفي 18 كانون الأول (ديسمبر)، حصلت الصحافية والمترجمة الألمانية ميشالي تولو البالغة 33 عاماً على إطلاق سراح مشروط بعد ثمانية أشهر من التوقيف بسبب ضلوعها في أنشطة «إرهابية» بحسب أنقرة، ولأسباب «سياسية» بحسب برلين. وتعتبر قضية مراسل صحيفة «دي فيلت» الألمانية الصحافي الألماني-التركي دينيز يوسيل، الأكثر إثارة للجدل وهو معتقل منذ أواخر شباط (فبراير) 2017 بتهمة الدعاية «الإرهابية» وإثارة الكراهية. من جهة أخرى قال مسؤولون إن تركيا ستزيد عدد أفراد الشرطة في مدينة اسطنبول إلى 37 ألفاً - أي أكثر من مثلي العدد اليومي الذي يتم نشره- وتحظر الاحتفالات العامة في أحياء مهمة ليلة رأس السنة لأسباب أمنية بعد عام من قتل مسلح 39 شخصاً في ملهى ليلي. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الشرطة احتجزت أيضاً عشرات الأشخاص للاشتباه في انتمائهم إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكن الاعتقالات ليست مرتبطة بالاستعدادات الأمنية لرأس السنة. وقبل نحو عام عشية العام الجديد قتل مسلح يحمل بندقية أتراكاً وزائرين من دول عربية عدة والهند وكندا في ملهى رينا الليلي الفاخر. وقال حاكم اسطنبول واصب شاهين للصحافيين اليوم إن 37 ألفاً من أفراد الشرطة وأربعة آلاف من قوات الدرك التي تحافظ على الأمن في المناطق الريفية ستعمل ليلة رأس السنة. وأضاف: «ستكون كل فرقنا فعلياً في الخدمة. سنتخذ كل الإجراءات الممكنة في اسطنبول حتى يتسنى لمواطنينا الاحتفال بالعام الجديد في سلام». وذكر مسؤولون ووسائل إعلام أن السلطات حظرت أو ألغت احتفالات عامة بالعام الجديد في أحياء باي أوغلو وشيشلي وبشيكطاش في وسط اسطنبول لأسباب أمنية. وقالت وكالة أنباء الأناضول إن الشرطة اعتقلت اليوم 38 شخصاً، بعضهم سوريون، للاشتباه بصلتهم ب«داعش»، وذلك في عملية بإقليم بورصة في شمال غربي البلاد. وأوضحت الشرطة في بيان أنها اعتقلت ستة أجانب على صلة بالتنظيم في مداهمات باسطنبول يوم الأربعاء، يعتقد أنهم كانوا يخططون لهجوم.