اتهم وزير الشؤون الأوروبية التركي عمر تشليك اليوم (الأربعاء)، وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل بانه يستعيد في تصريحاته خطاب اليمين المتطرف والعنصريين مع تجدد التوتر بين البلدين. وكتب تشليك على «تويتر» في سلسلة من 29 تغريدة تنتقد غابرييل ونظيره النمسوي سيباستيان كورتز في حين تشتد حدة الأزمة بين برلينوأنقرة أن «غابريال لا يدلي بتصريحات خاصة به. إنه يتحدث عبر نسخ كلام اليمين المتطرف والعنصريين». وتدهورت العلاقات أيضاً بين تركيا والنمسا خصوصاً حين حظرت فيينا زيارة وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي للمشاركة في تجمع في ذكرى الانقلاب الفاشل الذي وقع في تموز (يوليو( 2016 في تركيا. وتابع تشليك ان «هجمات العنصريين والفاشيين وأعداء الاسلام لا تعني شيئا لتركيا». واتهم ايضا غابريال بمحاولة «نسف» العلاقات بين تركيا والاتحاد الاوروبي عبر القول «للعنصريين انهم على حق». بدوره، اعتبر وزير الدولة الالماني للشؤون الخارجية ميكايل روت في مقابلة مع صحيفة «دي فيلت» أن تصريحات غابريال «جارحة وغير مقبولة». واضاف روت: «يجب ان لا يتكرر ذلك»، معتبراً انه بالنظر الى التوترات الحالية «فانه من الاهمية بمكان تناول الخلافات السياسية ضمن الاحترام المتبادل». واتهم غابريال أمس أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتهديد زوجته. وقال إن حدة أسلوب أردوغان في التعاطي مع برلين «دفع البعض على ما يبدو إلى محاولة تهديد ومضايقة زوجتي». وشن أردوغان السبت الماضي هجوما شخصياً على غابريال الذي انتقد مرارا قيادة الرئيس التركي وطريقة تعاطيه مع معارضيه وكل من ينتقده. وفي خطاب متلفز، توجه أردوغان إلى غابريال بالقول: «من أنت لتتحدث عن رئيس تركيا؟ عليك أن تعرف حدودك. إنه يحاول تلقيننا درسا (...) كم قضيت في عالم السياسة؟ كم هو عمرك؟». تدهورت العلاقات بين تركياوألمانيا، حيث يعيش ثلاثة ملايين من أصل تركي، تحديداً منذ الانقلاب الفاشل ضد أردوغان العام الماضي والحملة القمعية الواسعة التي شنتها أنقرة ضد كل من اتهمتهم بالتخطيط له. وتتهم انقرةبرلين بحماية «ارهابيين» في حين تندد برلين بشدة بعمليات الفصل من العمل والطرد والتوقيف الواسعة للنظام التركي اثر المحاولة الانقلابية. ويوجد حالياً عشرة مواطنين ألمان بعضهم مزدوج الجنسية، معتقلون في تركيا، بحسب السلطات الالمانية. وبين هؤلاء الصحافي الالماني - التركي مراسل صحيفة «دي فيلت» الالمانية دينيز يوسيل المعتقل منذ شباط (فبراير) الماضي والناشط الالماني بيتر ستودنر الذي اوقف في الخامس تموز (يوليو) مع ناشطين حقوقيين آخرين بينهم مديرة «منظمة العفو الدولية» في تركيا اديل ايسر. وزار السفير الالماني مارتن ايردمان أمس يوسيل وستودنر. وقالت الخارجية الالمانية في بيان ان السفير اطلع بنفسه على انهما «في وضع حسن قدر ما تتيحه الظروف القائمة»، مشيرة الى محادثات «مكثفة» استمرت «اكثر من ساعة». وبين الجالية التركية في المانيا وهي الاكبر في العالم حوالى 1,2 مليون تركي يحملون ايضاً الجنسية الالمانية ما يتيح لهم التصويت في الانتخابات التشريعية الالمانية في 24 ايلول (سبتمبر) المقبل.