عقدت لجنة الاتصال الخاصة بليبيا مؤتمرها الثاني في روما أمس، وأعلنت إطلاق آلية دعم مالي للثوار من خلال صندوق تساهم فيه دول عربية بمئات ملايين الدولارات، في حين ستتولى الولاياتالمتحدة مدّه بمزيد من الأموال التابعة لنظام العقيد معمر القذافي والتي تم تجميدها بموجب قرارات مجلس الأمن. ولم تتضح بدقة الآلية القانونية التي ستعتمدها الولاياتالمتحدة لفك التجميد عن أموال النظام الليبي ونقلها إلى الثوار الذين طالبوا بالحصول على تمويل طارئ بنحو ثلاثة بلايين دولار. ولم يتحدث وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني في ختام المؤتمر الذي شاركت فيه 22 دولة، سوى عن نحو 250 مليون دولار سيتم تحويلها للصندوق المخصص للمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثّل الثوار ومقرها بنغازي، عاصمة الشرق الليبي. لكن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني قال إن الكويت أعلنت عن مساهمة بمبلغ 180 مليون دولار في حين قدّمت قطر ما بين 400 مليون و500 مليون دولار ومستعدة لتقديم مبالغ مماثلة. كما أوضح مسؤول أميركي رفيع أن إدارة الرئيس باراك أوباما لن ترفع التجميد سوى عن «جزء صغير» من الأموال الليبية التي شملتها العقوبات في الولاياتالمتحدة والتي تُقدّر ب 30 بليون دولار. لكن المسؤول الذي رافق وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى اجتماع روما، قال إن الأموال التي ستُسلّم إلى الثوار تبقى على رغم ذلك «مبلغاً ضخماً». وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، على هامش المؤتمر، أن أنقرة تعد خريطة طريق لحل الأزمة الليبية تقوم على وقف للنار وبدء عملية «انتقال» سياسي خلال سبعة أيام. ولقي تجديد الدعوة من المشاركين في مؤتمر روما إلى العقيد القذافي للتنحي عن الحكم رداً غاضباً من الحكومة الليبية التي قال الناطق باسم موسى ابراهيم إن مثل هذه الدعوة «ليست أخلاقية ولا شرعية وليست معقولة». ودعا العالم إلى الاستماع الى قادة القبائل الذين اجتمعوا في طرابلس أمس، قائلاً: «أي الأصوات أهم؟ صوت هيلاري كلينتون أو أصوات الفين من زعماء القبائل الليبية؟». وبثت وكالة الجماهيرية الليبية الرسمية تقارير أمس عن «مؤتمر ضخم لممثلي القبائل الليبية الذين اجتمعوا في طرابلس وجددوا دعمهم» للقذافي. ونقلت عن الشيخ محمود محمد علي الذي تحدث باسم قبائل فزان في جنوب ليبيا (شعبيات سبها وغات ومرزق ووادي الحياة ووادي الشاطئ)، تشديده على أن «وحدة ليبيا الترابية ولحمتها الوطنية أمران لا يمكن التهاون أو التساهل فيهما... ومعمر القذافي ضمير ليبيا ورمزها». كما نقلت عن عمر الطويل الذي تحدث باسم قبائل منطقة وسط «أن وحدة ليبيا الجغرافية والديمغرافية وإستقلالها خطوط حمراء لا يجوز الإقتراب منها أو المساس بها». كذلك أعلن صالح يونس أحمد باسم قبائل وعائلات منطقة طرابلس «تعهدها الدفاع عن القائد وأسرته الكريمة ووحدة الوطن الحبيب، والصمود حتى النصر المبين بإذن الله». ونقلت وكالة الجماهيرية أيضاً عن مرزوق أبوبكر الفاخري الذي تحدث باسم قبيلة الفواخر إحدى كبريات قبائل الشرق الليبي، تشديده على «وحدة ليبيا». وبعدما عزّى القذافي بمقتل نجله سيف العرب وثلاثة من أحفاده بغارة شنها حلف شمال الأطلسي في طرابلس، قال الفاخري إن «قبيلة الفواخر بكل عروشها وأينما تواجدت - بأجدابيا، وبنغازي، وسلوق، وسمنو، تضم صوتها إلى هذا الجمع الكريم الذي يلتحم فيه كل أحرار ليبيا نحو وحدة ليبيا، رافضين أن يتقاتل الليبيون ضد أنفسهم. فلنحقن دماءنا، ونوجه سهام حروبنا إلى العدو الصليبي الذي لا يميز بيننا». وجدد دعم القبيلة «لرمزها القائد معمر القذافي».