كشف مؤتمر إعمار منطقة مكةالمكرمة، الذي أقيم يوم أمس، في مدينة جدة عن مواعيد تشغيل أكبر مشاريع البنية التحتية في المنطقة والمتمثلة بمشروع مطار الحرمين الذي يربط مكةالمكرمة بالمدينة المنورة، إضافة إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة. فيما أعلن رئيس هيئة الطيران المدني عبدالحليم التميمي بدء تشغيل مطار الملك عبدالعزيز في رحلته الأولى، وهي صالة رقم «1» والمخططة للرحلات الداخلية في أيار (مايو) المقبل، مشيراً إلى أن التشغيل الكامل للمطار بجميع مرافقة سيكون بعد 10 أشهر وتحديداً في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. في حين توقع رئيس هيئة النقل العام الدكتور رميح الرميح البدء في التشغيل التجاري لقطار الحرمين بعد ثلاثة أشهر أي في شهر آذار (مارس) المقبل، وقال الرميح في تصريحات صحافية على هامش المؤتمر: «لا نريد تشغيلاً تجارياً للقطار من دون التأكد خلال فترة التشغيل التجريبي له ومن المتوقع أن يتم تشغيله خلال العام المقبل 2018، وتحديداً في مارس المقبل»، لافتاً إلى أن مشروع إنشاء محطة السليمانية تم سحبه فعلياً من المقاول السابق وأرسي على مقاول جديد لاستكمال تنفيذ المحطة بأسرع وقت ممكن. وعن مشروع حافلات النقل الجديدة، أشار إلى أنه سيتم معالجة الحافلات القديمة والبدء في تشغيل الحديثة بعد أربعة أشهر بحسب الأمر السامي الصادر في هذا الخصوص. وزاد: «إن السائقين المرخص لهم سيتم تشغليهم على الحافلات الجديدة في حال كانوا مجهزين ومؤهلين للعمل أو توظيفهم في وظائف أخرى في المشروع ذاته»، مشيراً إلى أن السائقين غير المرخص لهم يعتبرون في الأساس مخالفين للنظام، إذ هنالك لجنة عليا ستعمل على التعامل مع كل حالة على حدة. وأضاف: «تتضمن مشاريع النقل العام (المترو) في مكة إنشاء سكة حديدية بطول 44 كلم وتمر من 22 محطة يبلغ طول المسار الأخضر بها 11 كلم وتوجد به 7 محطات، ويبلغ طول المسار الأحمر بها 33 كلم وتوجد به 15 محطة، والمسار الأصفر هو مسار المشاعر الموجود حالياً». وأوضح أنه في مدينة جدة تم إنشاء سكة حديدية بطول 46 كيلومتراً وتمر من 25 محطة، تربطان بخط الحجاز ويبلغ طول المسار البرتقالي 1.27 كلم وتوجد به 17 محطة، ويبلغ طول المسار الأزرق 4.9 كلم وتوجد به 3 محطات، ويبلغ طول المسار الأخضر 5.9 وتوجد به 5 محطات. مشيراً إلى أن مشروع حافلات النقل العام بمكةالمكرمة يتميز بخدمته لأكثر من 55 في المئة من أحياء مكةالمكرمة في المرحلة الأولى، بعدد 400 حافلة منها 240 حافلة عادية، و 160 حافلة مفصلية، مع تنفيذ مظلات وخدمات انتظار الركاب لجميع المحطات بعدد 450 محطة توقف. ويتميز مشروع حافلات النقل العام بمدينة جدة بوجود 4 مسارات للحافلات، فهناك مسار مخصص BRT بإجمالي طول 9.54 كلم وعدد 54 محطة، و4 مسارات للحافلات الرئيسة بإجمالي طول 7.91 كلم وعدد 139 محطة، و21 مساراً لحافلات الخدمة بإجمالي طول 5.117 كلم وعدد 562 محطة. وفي سياق متصل، أكّد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالحكيم التميمي في ورقة العمل التي ألقاها في المؤتمر أهمية دور النقل الجوي في تحقيق «رؤية 2030». وقال: «إن البنية التحتية للمطارات يتم على أساسها تحديد القدرة الاستيعابية والقدرة على استقبال الحجاج والمعتمرين، وسيتم افتتاح مطار الملك عبدالعزيز الجديد في مايو 2018، وضرب أمثلة عدة لدور «الرؤية» في ذلك منها مطار الملك عبدالعزيز، إذ تم إنفاق 40 بليون ريال لزيادة القدرة الاستيعابية له، ومقارنة بين عامي 1937-1938ه، وهناك زيادة بنسبة 20 في المئة على أعداد الحجاج والمعتمرين، وهناك مليون و600 ألف حاج، و5 ملايين و600 ألف حاج السنة الماضية جاءوا من طريق الجو». وزاد: «هدفنا المنشود مستقبلاً هو استقطاب 30 مليون حاج، لذلك من الضروري تطوير البنى التحتية». بدوره، تحدث وكيل وزارة النقل للطرق المهندس ماجد العرقوبي عن رؤية وزارة النقل والتي تتمثل بتطوير منظومة النقل في المملكة، لتكون مركزاً لوجستياً يربط القارات الثلاث لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة والقدرة التنافسية وفق «رؤية 2030». واستعرض أيضاً واقع الطرق في منطقة مكةالمكرمة من حيث الطرق الحالية، وما تقدمه من خدمات، كما استعرض الطرق والمشاريع التي تحت التنفيذ ومدى استيعابها وكيف ستحقق الأهداف الرئيسة منها، مؤكداً أن الرؤية المستقبلية لمنطقة مكةالمكرمة تتمثل بزيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن من 8 ملايين إلى 30 مليوناً في 2030. من جانبه، قال نائب وزير الحج والعمرة عبدالفتاح مشاط: «إن رؤية المملكة 2030 تعتبر أحد برامج التحول الوطني وهي رؤية وطن وشعب ومقوماتها التي تساعدها على النجاح من حيث قوة المملكة السياسية والاقتصادية والجغرافية، ومن أحد مقوماتها وجود الحرمين كقوة روحية واقتصادية ولها أبعاد تنموية كثيرة». وتابع حديثه عن مرتكزات التنمية في منطقة مكرمة المكرمة، قائلاً: «تعتبر مكة منطقة جذب استثماري مستدام على مر التاريخ، وذلك للأهمية التي تمتلكها العاصمة المقدسة تاريخياً ومكانتها عند المسلمين، وتحظى باهتمام متواصل للحكومة السعودية من خلال مختلف المشاريع التي تستهدف راحة ضيوف الرحمن، والذين يتوافدون عليها طوال أيام السنة». وزاد: «شهدت منطقة مكةالمكرمة على مجمل الخصوص اهتماماً كبيراً على مستوى مشاريع البنية التحتية والتي تقترب من الانتهاء، إضافة إلى توسعة الحرم المكي الشريف»، لافتاً إلى وجود خطة مستقبلية تسهم في تحقيق عنصر الاستدامة، ما يعطي تصوراً واضحاً يجعل مكةالمكرمة وجهة أساسية للاستثمار الآمن المدفوع بمقومات قد لا توجد في أية منطقة استثمارية حول العالم. من جهة أخرى، أوضح وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط لشؤون التنمية القطاعية الاقتصادية الدكتور إبراهيم بابلي أن الإنسان والمكان هما عنصرا التنمية، وأن الهدف المعروف التي تسعى إليه السعودية هو تحقيق «رؤية 2030»، وأن «الرؤية» تحدد الوجهة التي تسعى المملكة إلى المضي نحوها والوصول إلى اقتصاد مستدام، وإنسان طموح، ووطن يحقق طلبات المواطنين والزوار وخاصة ضيوف الرحمن». وأضاف: «إن تحقيق (الرؤية) له عناصر عدة، ومن أهم العناصر التي تحقق (الرؤية) هي البرامج ال12 التي وضعت لتحقيق (الرؤية)، وهذه البرامج ستسهم في خدمة ضيوف الرحمن، مثل تطوير البنية التحتية، وتطوير النقل، وتطوير الصناعة اللوجستية». وزاد: «إن النقطة الرئيسة هي التخطيط التكاملي والذي يهدف إلى تطوير الإنسان والمكان، وتعمل وزارة الاقتصاد والتخطيط على دعم هذا التخطيط التكاملي من أجل خدمة ضيوف الرحمن والعمل على تحقيق التنمية المستدامة في المملكة». وفي سياق متصل، أكد وكيل محافظ الهيئة العامة للاستثمار لخدمات واستشارات المستثمرين إبراهيم السويل أن هيئة الاستثمار تعمل على أن تكون منطقة مكةالمكرمة متطورة أكثر، وذلك بتحسين أداء ووتيرة العمل من خلال لجنة تيسر أداء الأعمال التي تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال واستقطاب الاستثمارات المستدامة في المنطقة، وزيادة التعاون مع القطاع الخاص، وقال: «هي لجنة منبثقة من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية والعديد من اللجان الأخرى، التي من مهماتها تسهيل صدور تراخيص البناء وتسجيل الملكية ونقلها في وقت قصير، ومن الأمثلة تخليص الحاويات من الجمارك في أقل من 24 ساعة وتقليص السندات المطلوبة لإنهاء هذه المهمة من 12 مستنداً إلى 4 مستندات، إضافة إلى فتح باب الاستثمار للأجنبي لتنمية المنطقة». ومن جهته، أكد رئيس اللجنة الفنية لمشاريع المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور فيصل وفا أهمية منطقة مكةالمكرمة والمدينة المنورة عالمياً، مطالباً وزارة التعليم بلعب دور من خلال المشاركة في المشاريع العملاقة، وذلك نظراً إلى أهمية وجود جهات ذات خبرات علمية وأكاديمية كمرجعية للاستشارات في المشاريع، على هذا الأساس تم الاتجاه للجامعات منذ 11 عاماً، فالجامعات السعودية هي بيوت خبرة معتمدة.