عاد نشاط الزلازل مجدداً إلى منطقة النماص الواقعة في الجنوب الغربي للسعودية، إذ سجّلت أجهزة الرصد الزلزالي التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية الساعة 9.47 صباح أمس (الإثنين) هزة أرضية على بعد 24 كيلومتراً شمال النماص بقوة 3 درجات على مقياس ريختر. وجاءت الهزة الارضية الجديدة بعد توقف للنشاط الزلزالي في المنطقة ما يقارب الشهر، التي شهدت، منذ مطلع شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وتحديداً في الثالث من شهر تشرين الثاني الماضي، نشاطاً زلزالياً سجلت المنطقة على إثره 80 هزة أرضية خلال شهر، اضافة الى زلزال يوم أمس، الذي لم تكن قوته بحجم قوة الأولى التي كانت بقوة 4 ريختر، وتعد أكثر تلك الهزات من حيث القوة. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الحياة» فإن سبب حدوث الزلازل في منطقة النماص يعود إلى وجودها في منطقة تلاقي صدوع أرضية، إضافة إلى وجود سد حلبا على بعد 1400 متر من موقع الهزات التي حدثت أخيراً شمال غرب مدينة النماص، إذ تشير المعلومات إلى انه من الممكن ان يكون مؤثراً من حيث نشاط الصدوع المتسببة في هذا النشاط الزلزالي. وأوضحت هيئة المساحة الجيولوجية أن محطات الرصد الزلزالي سجّلت هزةً أرضية بقوة 3 درجات على مقياس ريختر صباح يوم أمس، وذلك في تمام الساعة التاسعة و47 دقيقة بالتوقيت المحلي؛ إذ وقعت شمال النماص بمسافة 24 كم، وكان الإحساس بالهزة في منطقة النماص وما حولها، معتبرة هذه الهزة استمراراً للنشاط الزلزالي، الذي حدث أخيراً في النماص. وتابعت: «نودّ أن نُطمئِن الأهالي والمقيميين إلى أن الهزة لم تتسبب في أي إضرار بالمنطقة، وأن الهيئة تراقب عن كثب هذا النشاط، وتقوم بالتبليغ الفوري إلى الجهات ذات العلاقة لاتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة». وبلغ عدد الهزات الأرضية المسجلة حتى تاريخه 80 هزة أرضية؛ إذ بلغت أكبر هزة قوة 4 درجات على مقياس ريختر في تمام الساعة 4:06:52 بالتوقيت المحلي؛ وذلك صباح يوم الجمعة الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) 2017، ويتضح من التوزيع الزماني والمكاني لهذا النشاط الزلزالي أنه سبق الهزة الرئيسة هزة واحدة، ثم تلتها 15 هزة ضعيفة، ثم بدأت تقل من حيث العدد والقوة، وما زال هذا النشاط الزلزالي مستمراً إلى أن ترجع المنطقة إلى حال الاستقرار. وأشار المدير العام للمركز الوطني لرصد الزلازل والبراكين في الهيئة الوطنية للمساحة والجيولوجيا المهندس هاني زهران في تصريحات صحافية إلى «الحياة»: إلى ان الهزة الأرضية، التي حدثت في منطقة النماص في الثالث من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والتي بلغت قوتها 4 درجات على مقياس ريختر، تعد أكبر الهزات التي شهدتها المنطقة. منوها بأن الهزات الارضية المسجلة في منطقة النماص تقع غالبيتها في شمال غرب مدينة النماص، واضاف: «ان الهزات الارضية تحدث في منطقة التقاء ثلاثة صدوع ارضية تأخذ اتجاه شمال غرب وجنوب شرق، مع صدوع اخرى تأخذ اتجاه شمال شرق وجنوب غرب، وشمال جنوب مدينة النماص». واستطرد بالقول: «كما يتضح من توزيعات الزلازل في منطقة النماص أنه سبق الهزة الرئيسة هزة واحدة، ثم تلاها عدد من الزلازل الضعيفة، ويتضح أنها تقل من حيث العدد والقوة، حتى تضائل العدد والقوة لتصل إلى قوة 1.7 درجة على مقياس ريختر، ويرجع الشعور بالهزة إلى ضحالة عمقها». وأردف: «كما يتضح من التوزيع المكاني للهزات الأرضية والصدوع المنتشرة في المنطقة وميكانيكية حدوث الهزة الرئيسة أن الصدع المتسبب في هذا النشاط يأخذ اتجاه شمال شرق وجنوب غرب، مع وجود تأثير لسد حلباء الذي يقع بالقرب من مواقع النشاط الزلزالي». ولفت زهران الى ان هيئة المساحة والجيولوجيا أعدت استبياناً للأهالي من طريق فريق فني متخصص تابع لها، وقال: «يهدف الاستبيان إلى الوقوف على تأثيرات هزات النماص على الأهالي والمقيمين في كل من حلباء، والسرح، والغرة، وبدوة، وأبوالشوق، وطلالة، وبالقرن، وآل عمران، وآل سليمان، وبني عمرو، والمدانة، وخشرم، والخضرة، وآل قحطان، وآل ذيدان، وآل سويكت، والنماص، والمجاورة، وتربان، وبارق، وتنومة، والبشاير، ومنصبة، وباللسمر، وباللحمر، والخللة، وحبكان، وخميس ومطير، والقواعد، وفرشاط، ومحايل وعسير، والمنشبة، وأحد تربان، وخاط. وأشار إلى ان نتائج الاستبيان بينت أن أكثر المناطق شعوراً بالهزة هي حلباء، وأبوالشوق، وطلالة، لافتاً إلى أن معظم من شملهم الاستبيان شعروا بهزة قوية في المناطق القريبة من موقع الهزة الرئيسة، كما يقل الاحساس بالهزة كلما ابتعدنا عن مصدرها، مع سماع أصوات تشبه الرعد. سجّلت النماص أمس هزة أرضية على بعد 24 كيلومتراً شمال النماص بقوة 3 درجات على مقياس ريختر. (&)