طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب، «برس تي في» - اتهم الرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد امس، خصومه في الانتخابات الرئاسية المقررة غداً، باعتماد أساليب استخدمها الديكتاتور الألماني الراحل ادولف هتلر، فيما جدد المرشح الإصلاحي مهدي كروبي نفيه عزمه الانسحاب لمصلحة المرشح الإصلاحي الآخر مير حسين موسوي. وكان موسوي وكروبي والمرشح المحافظ محسن رضائي اتهموا احمدي نجاد بالكذب حول وضع الاقتصاد الايراني، مشككين خصوصاً في صحة الارقام والبيانات التي عرضها حول التضخم والبطالة ونسبة النمو. وقال احمدي نجاد: «لا يحق لأحد إهانة الرئيس، وهم فعلوا ذلك. وهذه تُعتبر جريمة. يجب محاسبة من أهان الرئيس، والعقاب هو السجن». وأضاف أمام أنصاره خارج جامعة شريف في طهران ان «إهانات واتهامات مماثلة ضد الحكومة، تشكل استعادة لأساليب هتلر، عبر تكرار أكاذيب واتهامات الى ان يصدقها الجميع». وإهانة مسؤول بارز تُعتبر جريمة في إيران، عقوبتها القصوى السجن سنتين. في غضون ذلك، قال رئيس تحرير صحيفة «صرماية» الاقتصادية سعيد ليلاز، ان تجواله في انحاء ايران في الشهرين الماضيين اظهر له ان موسوي يحظى بتأييد اكثر من 50 في المئة من الناخبين، وهي نسبة كافية ليفوز من الدورة الأولى. وأضاف: «اذا أُجريت انتخابات حرة، قد يفوز من الدورة الأولى. ما يحصل في ايران حالياً هو ثورة مخملية ملونة». لكن سفيراً اوروبياً في طهران توقع فوز احمدي نجاد. في هذه الاثناء، نفى كروبي نيته الانسحاب من السباق الانتخابي، بهدف زيادة حظوظ فوز موسوي. ونقلت وكالة «فارس» عنه قوله: «هناك تقارير بأنني قد أنسحب، لكنها إشاعات لا قيمة لها وهي تكتيك قبيح يستخدمه البعض». وأضاف: «أعتقد أن أياً من المرشحين ينبغي ألا ينسحب، لأنه إذا تخلى أحدنا عن برنامجه الرئاسي، فليس من الواضح لمن ستذهب أصوات أنصاره». اما رضائي فاعتبر ان «التغييرات التي حصلت في أميركا حقيقية، وهناك فرصة جديدة توافرت وعلينا استغلالها حالياً». وقال لقناة «العالم» الإيرانية: «يجب ان نقيم علاقات افضل واتحاداً جديداً مع الدول المجاورة، يتمحور حول التقارب والتعاون الاقتصادي والامني المتبادل، اي ان نفعل ما تم في اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وتأسس في ضوئها الاتحاد الاوروبي. ونعتقد ان في إمكاننا بمساعدة دول المنطقة، ان نؤسس لاتحاد ينهي كل الأزمات والسجالات». وتحدث رضائي عن «تقارب جديد وسياسة إقليمية جديدة»، موضحاً: «سنتجه نحو اتحاد للتعاون الاقتصادي والامني، ونؤسس مجلسين: الأول اقتصادي والثاني أمني». ورأى ان ايران كانت لتخرج من أزمة برنامجها النووي، لو «طبّق احمدي نجاد الاقتراحات التي عرضتها روسيا» في هذا الشأن. وثمة دور بارز للمال في الانتخابات الرئاسية الايرانية، ومن ابرز مظاهره مناشير وملصقات وصحف ويافطات وأسطوانات مدمجة «دي في دي» ورسائل قصيرة وبالونات وأعلام. ولم تُنشر أرقام حول الاموال التي ينفقها كل مرشح، او مصدرها. لكن «وكالة فرانس برس» نقلت عن مسؤول في حملة موسوي ان «نفقات هذه الحملة ربما تراوح بين ثلاثين وأربعين مليون دولار». الى ذلك، حظّرت السلطات الايرانية مجدداً صحيفة «ياس اي نو» (الياسمين الجديد) الاصلاحية المؤيدة لموسوي، بعد صدورها السبت الماضي إثر غياب استمر ست سنوات. وقال محامي الصحيفة صالح نكبخت: «على رغم تطبيق قرار اتخذته المحكمة الجزائية في طهران في 11 نيسان (ابريل) ويسمح بصدور صحيفة «ياس اي نو»، مُنعت بقرار من المدعي». ووصف منع الصحيفة بأنه «غير مشروع». وأبدى موسوي «الاسف لمنع «ياس اي نو» قبل الانتخابات».