صرف المعنيون بتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة النظر عن مخرج دعوة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى اقتراح أسماء حل وسط لتولي أحدها حقيبة الداخلية التي يتسبب الخلاف على تسمية الوزير الذي سيتولاها بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، بعرقلة تأليف الحكومة، بعد ان ارتفعت أصوات ترفض بدعة إقحام الجيش في عملية تأليف الحكومة. ورجّحت مصادر في تكتل عون، ان يواصل في حديث تلفزيوني مساء اليوم هجومه على الرئيس سليمان «لأنه لم يقبل بالمخرج الذي اقترحه العماد قهوجي بناء لطلب من «حزب الله»، بتقديم اسماء ضباط يعتبرهم حياديين لتولي وزارة الداخلية لإنهاء الخلاف في هذا الشأن». وقالت مصادر التكتل الذي اجتمع مساء برئاسة عون، ان «عدم قبول سليمان بهذا المخرج يعني انه لا يريد تأليف الحكومة، لأن اقتراح العماد قهوجي لأحد الأسماء لو تم اعتماده لما كان كسر كلمة سليمان، لأن التسمية لم تأت من العماد عون». وعلمت «الحياة» ان بعض قوى الأكثرية ولا سيما «جبهة النضال الوطني»، أبلغت رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، و «حزب الله» والرئيس سليمان «أن إقحام الجيش في عملية تأليف الحكومة غير مقبول وخطأ كبير». وعلم ان ميقاتي اجتمع ليل أول من امس مع الرئيس سليمان بعيداً من الأضواء للبحث معه في نتائج الاتصالات لتذليل عقد تأليف الحكومة، واتفق على السعي الى «تدوير الزوايا» في شأن هذه العقد عبر وسائل أخرى غير الطلب من العماد قهوجي اقتراح اسماء حيادية لحقيبة الداخلية. واستمر الفراغ الحكومي مادة سجال يومي، فقال رئيس البرلمان نبيه بري ان «سورية تريد الحكومة أمس وليس اليوم». وقال بري انه لم يعد يريد «ان أتكلم في موضوع تشكيل الحكومة. أنا يائس وبائس وحالتي بالويل عندما تصبح السياسة غير مفهومة. يعني ان البلد اصبح في جمود»، وكرر الدعوة الى جبهة خارج اطار 8 و14 آذار، مؤكداً «اننا في حاجة الى توحيد البلد وخلاصه، وهناك تغييرات حصلت وكان هناك فرقاء في 14 آذار خرجوا منها، والأمور مخلوطة وهذا الأمر حصل سابقاً والآن يتكلم البعض عن خيانة. خيانة من؟ ما هذا الكلام؟». وأصر أحد أركان قوى 8 آذار الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي، على ان «الضوء الأخضر ما زال ساطعاً». وتمنى النائب مروان حماده على العماد قهوجي «عدم إقحام نفسه في مناورة سياسية لاستهدافه واستهداف المؤسسة العسكرية»، وطالب سليمان وميقاتي بتشكيل حكومة الضمير. كما ان وزير العمل بطرس حرب رأى أن من يحاول ان يسقط صلاحيات رئيس الجمهورية يسعى للانقلاب على السلطة. وفي المقابل رأت كتلة «المستقبل» النيابية بعد اجتماعها الأسبوعي ان «فشل قوى 8 آذار في تأليف الحكومة... خلّف ازمة سياسية تركت انعكاساتها امنياً واقتصادياً واجتماعياً ما تسبب بفلتان امني شمل الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة وبتراجع اقتصادي عكسته المؤشرات البيانية». واجتمع رئيس الكتلة الرئيس فؤاد السنيورة في نيويورك امس مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبحث التطورات في لبنان والمنطقة معه. وشدد المكتب السياسي لحزب الكتائب بعد اجتماعه برئاسة الرئيس امين الجميل على ان «تأليف حكومة انقاذ وطني هو الحل الأنفع في هذه المرحلة فالبلاد في حاجة الى قادة يتضامنون حول الدولة والشرعية ومنع انعكاس الأحداث الجارية في المنطقة على الساحة اللبنانية». وفي موازاة ارتفاع نسبة التشاؤم في إمكان تشكيل الحكومة الجديدة مجدداً، فإن تفاعلات عملية إزالة الأبنية المخالفة للقانون والتعديات على مشاعات الدولة والأملاك الخاصة تصاعدت على الصعيدين السياسي والميداني أمس ايضاً، حيث تحولت هذه القضية، لكثرة المخالفات، الى زاد يومي للإعلام والقوى الأمنية والمؤسسات الرسمية، وإذ أكدت لجنة الأشغال العامة والنقل النيابية بعد اجتماعها امس ان البرلمان اللبناني لن يشرِّع أي مخالفة (هي بالآلاف) فإن المعتدين على الأملاك العامة تعرضوا للقوى الأمنية حين حاولت إزالة المخالفات امس في منطقتي الضاحية الجنوبية والجنوب، وحالوا دون قيامها بعملها وحصلت عملية قطع طرقات ورشق القوى الأمنية بالحجارة وأُحرقت جرافة استُقدمت لهدم الأبنية المخالفة، ولم تتمكن القوى الأمنية سوى من إزالة بعض هذه المخالفات حين رافقها في مهمتها ممثلون عن حركة «امل» و «حزب الله» اللذين أعلنت قيادتيهما رفع الغطاء عن المخالفين.