بدأت الأممالمتحدة نقل لاجئين أفارقة من ليبيا إلى إيطاليا مباشرة، في إطار خطة إجلاء يتوقع أن تشمل حوالى 10 آلاف من المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا خلال عام 2018. وأتت عملية الإجلاء الأولى من نوعها والتي نفذت تحت إشراف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في ظل انتقادات لطريقة تعامل البحرية الليبية مع اللاجئين، إضافة إلى الظروف السيئة التي يعانونها في مخيمات احتجاز على الأراضي الليبية. وهبطت طائرتان عسكريتان إيطاليتان من طراز «سي-130» في مطار جنوبروما الجمعة، وأقلت الأولى 110 من النساء والأطفال فيما كان على متن الثانية 52 لاجئاً. وقال فينسينت كوشيتيل مبعوث المفوضية إلى منطقة البحر المتوسط في بيان: «نأمل بأن تتبع دول أخرى السبيل ذاته». وأضاف أن «بعض الذين أُجلوا عانوا بشدة واحتجزوا في ظروف غير إنسانية خلال وجودهم في ليبيا». وزاد: «وضعت خمس نساء مواليد وهنّ رهن الاحتجاز من دون الحصول إلا على أقل قدر من المساعدة الطبية». وتصنف المفوضية من وصلوا الجمعة إلى إيطاليا على أنهم لاجئون معرضون للأخطار، ما يعني أنهم أطفال وضحايا إساءة معاملة ونساء وكبار في السن وآخرون يعانون من إعاقات. وتقدر المفوضية أن حوالى 18 ألف شخص يقبعون في مراكز احتجاز للمهاجرين تسيطر عليها حكومة طرابلس. وأعلنت مؤسسة «كاريتاس» الخيرية أن الكنيسة الكاثوليكية في إيطاليا ستستضيف الكثير من الوافدين الجدد في ملاجئ تابعة لها في أنحاء البلاد، فيما يخضع المهاجرون، وهم من إريتريا وإثيوبيا والصومال واليمن، لإجراءات فحص طلبات اللجوء. وأتت خطوة إيطاليا لفتح ممر آمن لبعض المهاجرين، بعد أن تعرضت لانتقادات من جماعات معنية بحقوق الإنسان دانت جهودها لمنع المهاجرين في ليبيا من الوصول إليها في مقابل تقديم مساعدات وتدريب وعتاد لمكافحة تهريب البشر. وأكدت السلطات الإيطالية، أن 162 لاجئاً وصلوا على متن طائرة عسكرية إيطالية، أمس الجمعة، إلى روما، قادمين من ليبيا. ونقلت وسائل إعلام عن وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي، قوله: «إنه يوم تاريخي، إنها المرة الأولى التي يُفتح فيها ممر إنساني من ليبيا إلى أوروبا»، مشيراً إلى أن رحلات نقل المهاجرين من ليبيا ستتواصل بالتنسيق مع مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين. وقال روبرتو مينيوني، مبعوث مفوضية اللاجئين إلى ليبيا ل «رويترز»: «هذا الأسبوع نعتزم نقل 350 لاجئاً من ليبيا، وحتى نهاية العام سننقل ما لا يقل عن ألف شخص». وزاد: «في عام 2018، نخطط لنقل ما بين 5 آلاف و10 آلاف من اللاجئين. والأولوية ستكون للنساء والأطفال والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة ومن تعرضوا لمعاناة جدية». وأضاف أن 44 ألفاً و306 أشخاص سجلوا لاجئين في ليبيا حيث ازدهر نشاط مهربي البشر منذ إطاحة نظام العقيد معمر القذافي في 2011، إذ قطع أكثر من 600 ألف شخص الرحلة الخطرة عبر البحر المتوسط على مدى أربع سنوات. ويعتقد الاتحاد الأفريقي أن حوالى 700 ألف مهاجر هم موجودون في ليبيا.