لعلها المرة الأولى في تاريخ حملات الترشح الرئاسي عندنا، وخطط الترويج السياسي، وأجندات الحركات النسوية، أن يقرر مرشح سياسي أن يؤسس قناة تلفزيونية بغرض الترويج لنفسه. فهي ليست قناة للتعبير السياسي، ولا هي قناة تُسخّر للترويج للبرنامج الانتخابي لشخص ما سواء ضمن اتفاق «جنتلمان» أو «جنتلوومان»، لكنها مخصصة للترويج لمرشح رئاسي من دون مواربة أو التفاف. ليس هذا فقط، بل إنها قناة تحمل اسم صاحبها، الذي هو بطل برامجها الأوحد، والذي هو المرشح الرئاسي. ويرتفع سقف الإثارة لكون المرشح سيدة، لكنه يصل إلى أقصاه بأن تكون منطقتنا، وتحديداً مصر هي مركز الحدث. الإعلامية بثينة كامل أعلنت أنها في صدد تأسيس فضائية في إطار حملتها للترشح لمنصب «رئيس الجمهورية». القناة التي ستحمل اسم «بثينة كامل تي في» تؤكد أن الفضائيات ستكون اللاعب الأكبر في خطط الحملات الانتخابية المرتقبة في غضون الأشهر القليلة المقبلة. وهذه المرة، لن تكتفي الفضائيات باستضافة هذا المرشح أو ذاك. كما لن تكون مهمتها قاصرة على عرض البرامج الانتخابية وعقد المناظرات والمشاحنات. لكن بعضها سيكون لسان حال مرشح بعينه من دون آخرين. ليس هذا فقط، بل أن كامل تنوي أن تتبع نهج تلفزيون الواقع في بث برامج القناة الجديدة، وهو ما يعد صرعة جديدة تضاف إلى قائمة الصرعات الرئاسية المصرية النسائية، كما ستركز على معاناة المصريين ومشكلاتهم اليومية، وسبل الخروج منها. تركيز فضائي مشابه يتوقع أن يحظى به المصريون أصحاب الرصيد الأكبر من المشاكل والمحن الحياتية اليومية، لكنه وعلى طرف النقيض الآخر، فإن «قناة مصر 25» التي يجري العمل على إطلاقها في الشهر الجاري ستعمل على ترويج فكر جماعة «الإخوان المسلمين». الجماعة – التي أعلنت رسمياً عن نيتها المنافسة على نصف مقاعد البرلمان في الانتخابات المقبلة – ستطرح آراءها من خلال القناة الفضائية الجديدة هي الأخرى. والطريف أن المواطن المصري البسيط هو محور القناة المزمعة أيضاً، ولكن بالطبع ليس من وجهة نظر نسائية ليبرالية، ولكن من وجهة نظر إخوانية إسلامية. أما بقية المرشحين، فلم يعلن أحدهم بعد تأسيس قناة جديدة باسمه، ولكن بعضهم يكتفي بالتردد على القنوات الموجودة كضيف، يحاول تارة شرح برنامجه، وتارة أخرى دحض برامج منافسيه، وتارة ثالثة البحث عن أنصار له من بين الفضائيات، إذ ربما ينجح في أن تكون هذه القناة أو تلك نافذة تلفزيونية له، لا تكلفه سوى مغبة الانتقال إلى استوديو. من جهة أخرى، فإن بعضهم يرى أن الفضائيات غير الشخصية الموجودة على الساحة أصلاً ستتمتع بدرجة أعلى من المشاهدة لأنها ستتعرض لكل الأطياف السياسية المطروحة من دون أن تحمل اسم «موسى تي في» أو «البرادعي المرئي» أو»البسطويسي تشانيل»!