في الرابعة النصف من عصر الإثنين بتوقيت ليبيا (الواحدة والنصف بتوقيت غرينيتش)، صفق ليبيون عرب وأمازيغ للمرة الأولى معاً، في لحظة نادرة وغير مسبوقة في تاريخهم السياسي والاعلامي. لحظة الفرح شكلها وصاغ نبضها انطلاق أول نشرة أنباء باللغة الأمازيغية، بثتها «قناة «ليبيا الحرة» التي تعبّر عن نبض الثوار الليبيين، وتبث من العاصمة القطرية منذ الحادي والثلاثين من آذار (مارس) 2011، وتعد أول منبر اعلامي من نوعه غير تابع للحكومة الليبية. النشرة الأمازيغية التي ستبث يومياً في توقيت انطلاقتها الأولى، يُعِدّها ويقدمها الرباعي شكري وآزم وسناء ومحمد ربيع، وهم من الشباب الأمازيغ الليبيين، وسجلوا مفاجأة للمشاهد عندما أطلوا في مشهد وُصف بأنه «أول ظهور اعلامي امازيغي ليبي». ويرى شكري وآزم في حديث الى «الحياة»، أن «انطلاق النشرة الأمازيغية يشكل تحقيق حلم طال انتظاره». وأشارا الى انه كسر ما اعتبره معمر القذافي من المحرمات، «خصوصاً أنه كان يردد أن الأمازيغ عرب، ولا يحق لهم التكلم بلغتهم، لأنه كان يرى انه «أمين القومية العربية»، لذا منع تعليم الأمازيغية، علماً ان كثيرين يتكلمون تلك اللغة من دون معرفة كيفية كتابة حروفها». والحال هذه تنطبق على معدّي النشرة الأمازيغية، فهم يكتبون أخبارها بالعربية ويقرأونها بالأمازيغية. ويشدد هؤلاء على أن الأمازيغ اقلية لغوية لا أقلية عرقية، وانهم في قلب ثورة «17 فبراير» في ليبيا. وأكدوا أن القومية العربية لا تتعارض مع لغتهم، ويجمعون على أن انطلاق نشرتهم يشكل حدثاً تاريخياً سجلته قناة الثوار الليبيين. واعتبر مدير «جمعية تيسلاغ» أكلي شكا، المقيم في لندن، في حديث الى القناة الليبية من خلال برنامج خاص احتفى بالمناسبة: «أن النشرة الأمازيغية مناسبة تاريخية». وأضاف: «لا أستطيع وصف فرحتنا، فهذه القناة تدحض كل ما ذكره الديكتاتور القذافي في شأن التفريق بين العرب والأمازيغ وإنكار حقوق الآخر الأمازيغي الليبي». ودخلت قناة الثوار الليبيين مرحلة البث ل 12 ساعة يومياً، بعدما بدأت بست ساعات، وتقدِّم برامج حوار ونشرات أخبار وتغطيات للأحداث في ليبيا، إضافة الى مواكبة حية ومباشرة لنبض الليبيين. وتضم تسعة مذيعين، كما اكدت منسقة قسم المذيعين مي بوشناق. وفي زيارة لموقع القناة، يبدو جلياً أن العاملين فيها هم من الشباب من الجنسين، وبعضهم وصل الى مقرها من دول عربية وغربية لدعم الصوت الإعلامي للثوار الليبيين. ويولي مسؤول الملف الاعلامي في المجلس الوطني الليبي محمود شمام، الذي وصل الى بنغازي بعد غربة اضطرارية دامت أكثر من خمس ثلاثين سنة في الخارج، اهتماماً كبيراً بالدور الاعلامي في معركة الثوار الليبيين، ويعتبر ان القناة خطوة على طريق إعلام ليبي حر.