اعتبر رئيس التحرير المساعد لصحيفة «الحياة» الزميل جميل الذيابي، أن الإعلام الجديد الذي نراه من خلال المواقع الالكترونية فيه كل التوجهات والتعبير الحر، «في الوقت الذي نرى فيه الإعلام التقليدي «الكلاسيكي» ينحصر في توجّهات معينة من نخب محددة». وقال الذيابي، خلال إلقاء كلمته خلال فعاليات منتدى الغد في يومه الثاني: «الإعلام الورقي دخل في مرحلة الغيبوبة»، مضيفاً ان الإعلام الجديد يمتلك مساحات شاسعة وأكبر، تضمن تطور الإعلام الجديد وتبرهن على أنه المستقبل الحقيقي لتطور الإعلام، لاسيما بعد أن أصبح قائداً حقيقياً للثورات العربية، داعياً إلى التعلم من الإعلام الجديد كل ما هو جديد. ولفت إلى أن الإعلام الجديد يتميز بالديناميكية والتفاعل خلال قراءته على الوسائط الإلكترونية، في حين أن الإعلام التقليدي يعد وسيلة جامدة يتم الاكتفاء بقراءتها، غير أنه قال: «الوسائط الالكترونية بحاجة للصدقية والموثوقية والموضوعية والتبويب المناسب»، مضيفاً ان هناك حاجة إلى دعم جيل جديد لبناء صحف جديدة لها أولويتها وصدقيتها وحريتها. إلا أن رئيس تحرير صحيفة «الاقتصادية» عبدالوهاب الفايز، خالف الذيابي جزئياً في رأيه حول مستقبل الصحافة الورقية، إذ قال إن الصحافة الورقية ستبقى لوجود جيل اعتاد على الاطلاع عليها، معطياً فترة زمنية تمتد إلى 25 عاماً، ستكون خلالها الصحف الورقية حاضرة. وقال الفايز إن النشر خلال الخمس السنوات الأخيرة حقق تطوراً ملموساً، حيث إن القائمين على صناعة الإعلام، أكدوا أن الخمس سنوات الأخيرة شهدت تطوراً كبيراً في صناعة الإعلام، مبينين أن الثورة الجديدة في صناعة التقنية، فتحت قنوات جديدة من شأنها تحويل الإعلام التقليدي إلى إعلام جديد، إذ إن ذلك وفّر آليات جديدة لتعزيز ونشر المحتوى العربي. وذكر أن التطور الجديد في المنصات الرقمية أعطت الوسائل الإعلامية فرصاً لتجاوز محيطها الجغرافي والانتشار بشكل أوسع، مشيراً إلى أن قنوات التواصل الاجتماعي لا يمكن أن يطلق عليها إعلام جديد، إلا أن الدراسات والأبحاث التي تجرى بهذا الخصوص ستحسم ذلك في المستقبل القريب. وأكد الفايز أن الشباب يعدون وقود صناعة الإبداع في مجالات الإعلام الجديد وقنوات التواصل الاجتماعي، مدللاً على ما ذكره صناع التقنية أن النقلة النوعية التي يعيشها عالم الانترنت والتقنية بشكل عام، تقع في ميدان الشباب، إذ إن الشباب هم العامل الحاسم في تطوير الإعلام الجديد مستقبلاً، داعياً المؤسسات الاجتماعية إلى بذل دور أكبر لاكتشاف ودعم طاقات الشباب. وقال إن المرحلة الحقيقية للإنتاج المبدع، هي التي تتضمن عمل الإنسان تحت ظروف صعبة، من رقابة وقيود اجتماعية وحواجز أخرى، مؤكداً أن ذلك جميعه يساعد في إنتاج إبداع خلاق يتطلب بعد ذلك امتلاك المهارات التي تقدم هذا الإنتاج بشكل متطور ومتجدد. وأطلق رئيسا التحرير وعوداً بتبني من تتوافر به مواصفات الكاتب الجيد من الكتاب الشبان الذين يكتبون في مواقع التواصل الاجتماعي على موقع الإنترنت، في حين أكد أحدهم أن صحيفته الورقية تستقطب الكتاب المميزين من خلال الاطلاع على ما يطرحونه في مواقع مثل «تويتر» و«فيسبوك»، إذ إن الذيابي فتح المجال أمام الكتاب المميزين في مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة بالكتابة في صحيفة «الحياة»، فيما قال الفايز إن صحيفته تتابع الكتاب المميزين في المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت، من أجل استقطابهم للكتابة. وكان في بداية الفعالية أجري استفتاء بين الشباب والشابات، تفوق التصويت لمصلحة الإعلام الجديد على حساب الإعلام التقليدي، حيث أيد الحضور التوجه نحو الإعلام الجديد بنسبة 76 في المئة، ليكون بديلاً عن الإعلام التقليدي، في حين أظهر تصويت آخر تفوق المنتديات والمواقع الاجتماعية في جذب القراء على حساب الصحف الورقية. من جهته، ذكر رئيس ملتقى الإعلاميين الشباب العرب هيثم يوسف، أن هناك صراعاً ثقافياً بين الجيلين القديم والجديد، حيث انقسموا إلى قسمين، الأول استطاع أن يواكب صناعة الإعلام الجديد والاستفادة من وسائلة لتطوير مبادئه في العمل الإعلامي القديم، أما القسم الثاني فهو من لحق بالإعلام الجديد ولم يواكبه ويستفد منه. وأكد هيثم يوسف أن كل شاب يمتلك وسائل إعلامية عدة من خلال الإنترنت يستطيع من خلالها التعبير عن رأيه وتوجهاته حول ما يدور في مجتمعه وإبداء رأيه في متغيرات الأحداث وما يخدم مجتمعه، مستدلاً على ذلك بالثورات العربية التي انطلقت في الدول العربية، وهو الأمر الذي شكل فارقاً كبيراً ونقلة نوعية لتغيير مشاهد الحياة نحو مستقبل أفضل.