شهد (منتدى الغد) الاثنين 2 مايو 2011، اختلافا في رؤى المشاركين حول مستقبل الصحف الورقية والمنافسة الشديدة من الاعلام الجديد، ففي الوقت الذي دعا فيه أحدهم إلى تجهيز النعوش للصحف الورقية، أكد آخر قدرة الصحف الورقية على تطوير عملها ومواكبة وسائل الإعلام الجديد للاستفادة منها. وأطلق رئيسا تحرير لصحفيتين سعوديتين وعوداً بتبني من تتوافر به مواصفات الكاتب الجيد من الكتاب الشباب الذين يكتبون في مواقع التواصل الاجتماعي على موقع الإنترنت، في حين أكد أحدهم أن صحيفته الورقية تستقطب الكتاب المتميزين من خلال الاطلاع على ما يطرحونه في مواقع مثل "التويتر" و"الفيس بوك". وفي الوقت الذي أعلن فيه جميل الذيابي رئيس تحرير صحيفة الحياة السعودية، فتح المجال أمام الكتاب المتميزين في مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة بالكتابة في صحيفة الحياة، كشف عبدالوهاب الفايز رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية،عن عيون تراقب عن كثب الكتاب المتميزين في المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت، لاستقطابهم للكتابة في صحيفته. وأتت هذه المبادرات خلال الجلسة الجلسة الثالثة ضمن فعاليات منتدى الغد في فعاليات يومه الثاني، والتي تم افتتاحها بإجراء استفتاء، تفوق التصويت لصالح الإعلام الجديد على حساب الإعلام التقليدي، حيث أيد الحضور التوجه نحو الإعلام الجديد بنسبة 76 في المائة، ليكون بديلاً عن الاعلام التقليدي، في حين أظهر تصويت آخر تفوق المنتديات والمواقع الإجتماعية في جذب القراء على حساب الصحف الورقية. وما أن إنتهى الحضور من عملية الإستفتاء، حتى بدأ عبدالوهاب الفايز رئيس تحرير صحيفة الإقتصادية في إلقاء كلمته خلال الجلسة الثالثة أمس من فعاليات منتدى الغد، والتي أستهلها بالتأكيد على أن تحويل المنتدى إلى مؤسسة، يعد خطوة كبيرة تعطي مؤشرات على عمل جاد للإهتمام بالشباب وصناعة مستقبل أفضل، من خلال تحقيق تكاثف الجهود والعمل على أساس الشراكة مع الشباب، مشيراً إلى أن دور المنتدى أثبت فعاليته في توجيه الشباب على أسس وضوابط من شأنها خلق بيئة شباب إجتماعية قادرة على إخراج قيادات شابة ترسم الإبداع الخلاق. وقال الفايز أن النشر خلال الخمس السنوات الأخيرة حقق تطوراً ملموس، حيث أن القائمين على صناعة الاعلام، أكدوا أن الخمس سنوات الأخيرة شهدت تطورا كبيرا في صناعة الإعلام، مبينين أن الثورة الجديدة في صناعة التقنية، فتحت قنوات جديدة من شأنها تحويل الاعلام التقليدي إلى إعلام جديد، إذ أن ذلك وفر آليات جديدة لتعزيز ونشر المحتوى العربي. أمام ذلك وضع جميل الذيابي رئيس تحرير صحيفة الحياة خلال مشاركته، مقارنة شدت إنتباه حضور الجلسة، بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، مبيناً أن العلام الجديد يتميز بالديناميكية والتفاعل خلال قرائته على الوسائط الإلكترونية من خلال إبداء التعليقات، في حين أن الإعلام التقليدي مصل الصحف الورقية يعد وسيلة جامدة يتم الإكتفاء بقراءتها. وأضاف الذيابي: "الإعلام الجديد الذي نراه من خلال المواقع الالكترونية نجد فيه كل التوجهات والتعبير الحر، في الوقت الذي نرى فيه الإعلام التقليدي ينحصر في توجهات معينة من نخب محددة". وقال جميل الذيابي: "سنجهز النعوش للاعلام الورقي"، مبيناً أن الاعلام الجديد يمتلك مساحات شاسعة وأكبر، تضمن تطور الإعلام الجديد وتبرهن على أنه المستقبل الحقيقي لتطور الإعلام، لا سيما بعد أن أصبح قائد حقيقي للثورات العربية، داعياً إلى التعلم من الاعلام الجديد كل ما هو جديد. إلا أن عبدالوهاب الفايز خالف الذيابي نسبياً في رأيه حول مستقبل الصحافة الورقية، حيث قال أن الصحافة الورقية ستبقى لوجود جيل إعتاد على الإطلاع عليه، معطياً فترة زمنية تمتد إلى 25 عاماً، ستكون خلالها الصحف الورقية حاضرة. وبالعودة لجميل الذيابي قال أن الوسائط الالكترونية بحاجة للمصداقية والمفهومية والموضوعية والتبويب المناسب، مشيراً في نفس الوقت إلى الحاجة إلى جيل جديد لبناء صحف جديدة لها أولويتها ومصداقيتها وحريتها. أما الفايز فقد ذكر أن التطور الجديد في المنصات الرقمية أعطت الوسائل الإعلامية فرص لتجاوز محيطها الجغرافي والأنتشار بشكل أوسع، مشيراً إلى أن قنوات التواصل الاجتماعي لا يمكن أن يطلق عليها إعلام جديد، إلا أن الدراسات والأبحاث التي تجرى بهذا الخصوص ستحسم ذلك في المستقبل القريب. وأكد الفايز أن الشباب يعدون وقود صناعة الإبداع في مجالات الإعلام الجديد وقنوات التواصل الإجتماعي، مدللاً على ما ذكره صناع التقنية بأن النقلة النوعية التي يعيشها عالم الانترنت والتقنية بشكل عام، تقع في ميدان الشباب، إذ أن الشباب هم العامل الحاسم في تطوير الاعلام الجديد مستقبلاً، داعياً المؤسسات الاجتماعية إلى بذل دور أكبر لإكتشاف ودعم طاقات الشباب. وقال الفايز أن المرحلة الحقيقية للإنتاج المبدع، هي التي تتضمن عمل الانسان تحت ظروف صعبة، من رقابة وقيود إجتماعية وحواجز أخرى، مؤكداً أن ذلك جميعه يساعد على إنتاج إبداع خلاق يتطلب بعد ذلك إمتلاك المهارات التي تقدم هذا الإنتاج بشكل متطور ومتجدد. وأوضح الفايز أن الإعلام الجديد يقدم فرص كبيرة للإستثمار ومشاريع خاصة بالشباب، خصوصاً المشاريع الصغيرة، حيث أن كل تقدم في صناعة الإعلام الجديد يغطي قيم مضافة تتميز بإتاحة الفرص للخوض في الماشاريع الصغيرة الذكية. وعن دور الاعلام الجديد في تقديم الشباب للمسؤولين، قال الفايز أن الاعلام الجديد يعطي فرص كبيرة للقيادات للإطلاع على ماذا يقدمه الشباب في الاعلام الجديد من تفاعل وكتابة، تمكنهم من معرفة ماذا يفكر به الشباب، ويتيح تواصل إيجابي لمعرفة طرق تفكير الجيل الجديد وتوجهاته. من جهته ذكر هيثم يوسف رئيس ملتقى الإعلاميين الشباب العرب، أن هناك صراع ثقافي بين الجيلين القديم والجديد، حيث إنقسموا إلى قسمين الأول إستطاع أن يواكب صناعة الإعلام الجديد والأستفادة من وسائلة لتطوير مبادئه في العمل الاعلامي القديم، أما القسم الثاني فهو من لحق بالاعلام الجديد ولم يواكبه ويستفد منه. وطرح هيثم خلال مشاركته في الجلسة الثانية عدة تساؤلات أشرك فيها الحضور معه، حول سلاح الصحفي وخطاب المؤسسات الاعلامية، مبيناً أن كثيراً من الشباب إستطاعوا أن يصبحوا صحفيين بامتياز في نقل المعلومة وإستقطاب الأخبار لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفاً في ذات الوقت أن دمج الاعلام الجديد مع القديم يصب في تطوير الاعلام بشكل عام. وأكد هيثم يوسف على أن كل شاب يمتلك وسيائل إعلامية متعددة من خلال الإنترنت يستطيع من خلالها التعبير عن رأيه وتوجهاته حول ما يدور في مجتمعه وإبداء رأيه في متغيرات الأحداث وما يخدم مجتمعه، مستدلاً على ذلك بالثورات العربية التي إنطلقت في الدول العربية، وهو الأمر الذي شكل فارقاً كبيراً ونقلة نوعية لتغيير مشاهد الحياة نحو مستقبلاً أفضل.