سيطرت وسائل الإعلام الجديد على حديث المشاركين على فعاليات منتدى الغد في ثاني أيامه أمس، إذ إنه «أتاح الفرصة في السعودية لطرح مواضيع لا يمكن طرحها في الواقع أو من خلال الإعلام التقليدي»، مشيرين في الوقت ذاته، إلى أن «ردود الأفعال والانتشار عبر الانترنت أصبحت أكثر تواجداً وحضوراً»، مؤكدين «اتجاه شريحة كبيرة من الشباب إليه»، إذ أصبح جزءاً مهماً من حياتهم، لافتين إلى أنه أضحى إعلاماً جاذباً لقطاع عريض من شباب اليوم. وكانت إحدى الجلسات ضمت ثلاثة من الشباب من أصحاب التجارب المميزة في الإعلام الجديد، إذ قالت مؤسسة مشروع «تواصي» على شبكة الانترنت إحسان الجهني، والذي حظي بأكثر من 15 ألف زيارة، كما يتابعه عبر صفحة «فيس بوك» الخاصة به ما يزيد 7 آلاف شخص، منذ تأسيسه قبل 8 أشهر: «لست نادمة على التجربة التي خضتها، وأحلم بالمزيد ل(تواصي)، أحلم ببرامج شبابية حوارية ومسلسلات أخرى شبابية في المستقبل». السنوات الست التي أمضتها إحسان، ابنة ال22 ربيعاً، في العمل التطوعي والخيري في السعودية، وفرت لها بيئة أتاحت لها تعلم المهارات القيادية والتعامل مع الناس، وفرق العمل، وكسر حاجز الخوف والشك، كما عرفتها على مبدعين ومجموعات شبابية في أماكن مختلفة، وأساتذة ومثقفين قدموا لها الكثير في حياتها العملية، وأسهمت في إنجاح تجربتها في «تواصي». ويعمل «تواصي» على تسويق أفكار المجموعات الشبابية، والمشاريع الشبابية الصغيرة، والحملات التي تستهدف الشباب، إضافة إلى تسويق الثقافة بألوانها المختلفة، عبر نشر المقالات الشبابية المتنوعة، والشعر والقصص والنثر والخواطر، إلى جانب النشر الإعلامي، كنشر الحوارات والأخبار وإعداد التقارير الإعلامية، حول القضايا التي تهم فئة الشباب. من جانبه، يرى المدون مازن الضراب، أن الإعلام الجديد ووسائله المختلفة، والتي تأتي من بينها المنتديات الحوارية الإلكترونية، أتاحت الفرصة في النقاش في أمور لا يمكن طرحها على أرض الواقع لاعتبارات اجتماعية، مشيراً إلى أن سر نجاح هذه الوسائل هو أنها تتم بدون مقاطعات الكل له الحق في الحديث، وبمجرد ضغطة زر، وأنها تحولت إلى أول الأماكن التي يأخذ عنها الناس كالأخبار والآراء وكل شيء تقريباً. ويشير الضراب، إلى أن الإعلام الجديد يتيح الفرصة للمستخدمين في وضع الشروط التي يرونها، ويتيح لهم فرصة الكلام، والتعبير عن الاهتمامات والعثور عن الناس الذين يشتركون في الاهتمامات نفسها، متطرقاً في الوقت ذاته إلى تجربته في قناته الشخصية على الانترنت «قناة حركات»، لافتاً فيه هذا الإطار ما توفره هذه الطريقة من سرعة وغزارة في الإنتاج، وأنها لا تضع حدوداً للإبداع، إلى جانب التواصل المباشر مع المتابعين. من ناحية أخرى، طرح الرسام ومنتج الأفلام القصيرة مالك نجر، تجربته في إنتاج الأفلام الكرتونية القصيرة، اذ بدأ تجربته في هذا المجال قبل أن يلتحق بإحدى القنوات التلفزيونية، ويبدأ إنتاج برنامج «كوميدو» بالتعاون مع قناة MBC، إلا أنه رأى بمرور الوقت أن إنتاجه يشهد إقبالاً لافتاً على الانترنت أكثر من الإقبال الذي يشهده على شاشة التلفزيون، مما جعله يتجه بشكل مباشر إلى الانترنت، ويبدأ طرح سلسلة «مسامير». سلسلة أفلام «مسامير»، تجاوز متابعيها على الانترنت 4 ملايين مشاهد، مما يؤكد الإقبال الشديد على الانترنت من قبل المتابع السعودي، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن ما دفعه إلى إنتاج هذه السلسلة، هو مدى استيائه من بعض التصرفات التي يراها على مستوى الوطن. وكانت كارثة سيول جدة 2009، هي من دفعت مالك نجر إلى البدء في هذا المجال بشكل قوي، والتنازل عن وظيفته الرسمية ليتفرغ بشكل تام لعمله الجديد الذي يجد فيه نفسه بشكل أكبر، محاولاً عبر إنتاجه الحالي، إحداث قدر من التغيير لدى شريحة الشباب السعودي المُستهدفة من هذا النوع من الإنتاج. أما كومديان « اليوتيوب» عمر حسين الذي قال: «إننا واكبنا الإعلام الجديد، وعلينا أن الاستفادة منه لتحقيق أهدافنا»، مشيراً إلى أن الإعلام التقليدي تأخر في الوصول للعالم العربي، أما الإعلام الجديد فواكب العالم العربي وعلينا الاستفادة منه في تحقيق أهدافنا، مضيفاً أن الإعلام التقليدي لا يتلاءم مع حياتنا، وأنه لا يزال يحاول اللحاق به. وأشار حسين إلى أن الإعلام الجديد يمنح فرصة في الإبداع والإنتاج في جميع المجالات، مشدداً على أنه لابد من الالتزام في الأعمال بمبادئ ديننا الحنيف وأخلاقنا.