أستقبل الرئيس السوري بشار الأسد أمس 35 من شيوخ عشائر دير الزور في شمال شرقي البلاد، ضمن سلسلة لقاءات مع فعاليات من مختلف المناطق السورية، ترمي الى التركيز على الوضع الداخلي والاستماع الى حاجات المواطنين. وقال ل «الحياة» الشيخ خليل عبود الجدعان الذي شارك في اللقاء أن المشاركين أرادوا «تجديد العهد» للرئيس الأسد ودعم مسيرة الإصلاح والوطن، ونقل مطالب أهالي المنطقة الشرقية التي تضمنت أموراً خدماتية وزراعية ومائية وتنموية، حيث كان هناك تجاوب كامل لتلبيتها. من جهته، أوضح الشيخ كمال الفارس ل «الحياة» أن اللقاء الذي استمر نحو ثلاث ساعات تضمن حرص الرئيس الأسد على سماع مطالب الأهالي بالتفصيل، وهي تناولت الأمور التنموية والتركيز على المنطقة الشرقية ومعالجة مياه نهر الفرات وأموراً خدمية لتلك المنطقة، علماً أن الرئيس السوري وضع قبل أسابيع حجر الأساس لمشروع تنموي استراتيجي بكلفة تصل الى بليوني دولار أميركي في شرق البلاد. وأشار الفارس، بعد اللقاء، الى أن سورية «ماضية في مسيرة الإصلاح الذي تريده»، وأنها «ستبقى صامدة أمام كل المؤامرات»، والى أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيز على محاربة الفساد. الى ذلك، دعت وزارة الداخلية السورية «من غرر بهم» وقاموا أو شاركوا بأعمال يعاقب عليها القانون الى المبادرة الى تسليم أنفسهم الى الجهات المختصة قبل منتصف الشهر الجاري ل «إعفاء من التبعات القانونية». وأصدرت ليل أول من أمس بلاغاً، جاء فيه: «وفقاً لما تقتضيه القوانين وحفاظاً على حياة المواطنين وتعزيزاً للأمن والاستقرار والوحدة الوطنية التي يعمل أعداء الوطن على النيل منها بكل الوسائل، تهيب (الوزارة) بالمواطنين ممن غرر بهم وشاركوا أو قاموا بأعمال يعاقب عليها القانون من حمل للسلاح أو إخلال بالأمن أو الإدلاء ببيانات مضللة المبادرة، إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى السلطات المختصة والإعلام عن المخربين والإرهابيين وأماكن وجود الأسلحة، وسيصار إلى إعفائهم من العقاب والتبعات القانونية وعدم ملاحقتهم»، ذلك الى حين 15 الشهر الجاري. وكان مصدر عسكري أعلن أن وحدات الجيش والقوى الأمنية واصلت في مدينة درعا جنوب البلاد «تعقب المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين الآمنين فيها وأسفرت عمليات الملاحقة (أول من) أمس عن مقتل عشرة عناصر من تلك المجموعات الإرهابية واعتقال 499 منهم». وزادت: «عثر على مشفيين ميدانيين: الأول في جامع عبد الله بن عباس، والثاني في جامع عبدالله بن رواحة. كما تم الاشتباك مع خمسة قناصين كانوا يقومون بقنص المارة من على مئذنة جامع الكرك، وسقطوا جميعاً وتم الاستيلاء على أسلحتهم». وأشار المصدر إلى «استشهاد اثنين وجرح ثمانية من وحدات الجيش والقوى الأمنية». الى ذلك، أفادت «سانا» أن «الشركة العامة للمطاحن» سيرت أول من أمس إلى درعا والمناطق التابعة لها نحو خمسين شاحنة محملة بنحو 600 طن من مادة الدقيق. وقال مدير عام الشركة أبو زيد كاتبة أن الشركة «تمد محافظة درعا في شكل منتظم ويومياً بحدود 450 طناً من الدقيق وتم رفع الكمية يوم الأحد في شكل استثنائي نتيجة العطلة الأسبوعية إلى 600 طن، علماً أن الحاجة اليومية للمحافظة تقدر بنحو 200 طن يومياً». وزاد أنه لم تصل «أي شكوى بأي تقصير» في الأفران العاملة في البلاد وأنه لدى مستودعاتها من الدقيق ما يكفي لمدة تتراوح بين 10 و20 يوماً». وقصدت السيارات المحملة بالدقيق مدينة درعا البلد وعدداً من المدن والبلدات التابعة لها بينها الصنمين والحراك والشجرة وبصرى وجاسم وازرع والشيخ مسكين وخربة غزالة والمزيريب وانخل. ونقلت «سانا» عن مواطنين نفيهم «ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المغرضة من انقطاع المواد التموينية والغذائية والمياه في المحافظة، وأكدوا توافرها في شكل كامل في أي وقت». الى ذلك، تجمع مئات من السوريين وبعض الأجانب أمام السفارة الأميركية في دمشق بعد ظهر أمس مطالبين الولاياتالمتحدة الأميركية ب «عدم التدخل بالشؤون الداخلية في سورية». وأفادت «سانا» أن المتظاهرين «تفرقوا بعد انتهاء المدة المسموح بها للتظاهرة بحسب الترخيص الممنوح تنفيذاً للمرسوم التشريعي رقم 54 لعام 2011 القاضي بتنظيم حق التظاهر السلمي».