حذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس السلطات السورية من مواصلة اللجوء الى «الحل الأمني» في مواجهة الاحتجاجات الشعبية. وقال، في حديث اذاعي، إن النظام السوري «سيسقط» اذا واصل قمعه للمتظاهرين، مذكراً بأن الاتحاد الأوروبي بصدد وضع عقوبات ضد دمشق. وكررت الخارجية الفرنسية ادانتها «للقمع الذي اسفر عن عشرات القتلى» في سورية، مشددة على ضرورة بدء حوار سياسي مع جميع القوى. وفي دمشق، استقبل الرئيس بشار الأسد 35 من شيوخ عشائر دير الزور، شمال شرقي البلاد، ضمن سلسلة لقاءات مع فعاليات من المناطق السورية، ترمي الى التركيز على الوضع الداخلي. وقال ل«الحياة» الشيخ خليل عبود الجدعان الذي شارك في اللقاء ان المشاركين أرادوا «تجديد العهد للرئيس الأسد ودعم مسيرة الإصلاح والوطن، ونقل مطالب أهالي المنطقة الشرقية التي تضمنت أموراً خدماتية وزراعية ومائية وتنموية، حيث كان هناك تجاوب كامل لتلبيتها». وكانت وزارة الداخلية السورية دعت «من غرر بهم» وقاموا أو شاركوا بأعمال يعاقب عليها القانون الى المبادرة الى تسليم أنفسهم الى الجهات المختصة قبل منتصف الشهر الجاري ل «إعفاء من التبعات القانونية». وقالت في بيان، ليل أول من أمس، انه: «وفقاً لما تقتضيه القوانين وحفاظاً على حياة المواطنين وتعزيزاً للأمن والاستقرار والوحدة الوطنية التي يعمل أعداء الوطن على النيل منها بكل الوسائل، تهيب (الوزارة) بالمواطنين ممن غرر بهم وشاركوا أو قاموا بأعمال يعاقب عليها القانون من حمل للسلاح أو إخلال بالأمن أو الإدلاء ببيانات مضللة المبادرة، إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى السلطات المختصة والإعلام عن المخربين والإرهابيين وأماكن وجود الأسلحة». في موازاة ذلك، واصلت قوات الأمن السورية اعتقالات لمعارضين وناشطين شملت دمشق ودرعا والقامشلي ودوما واللاذقية. كما فرقت بالقوة تجمعا في دمشق ضم نحو 150 امرأة تطاهرن دعما لدرعا المحاصرة. وبحسب موقع المعارضة «ثورة سورية 2011»، دخلت قوات الامن فجر أمس الى «كفر نبول» الواقعة على بعد 320 كلم شمال دمشق، وفتشت المنازل واعتقلت 26 شخصاً. كما أعلنت منظمات حقوقية ان قوات الأمن اعتقلت محاميين أثنين في حمص والرقة بالاضافة إلى العديد من الأشخاص في ريف ادلب. وأعلنت اللجنة السورية لحقوق الانسان في بيان ان «المخابرات العسكرية بحمص أعتقلت المحامي نادر الحسامي واقتادته الى فرع الامن العسكري بحمص»، مشيرة الى ان «التحقيق معه لا يزال جاريا». كما أعلنت اللجنة اعتقال «الناشط الحقوقي المعروف والمحامي عبد الله الخليل عضو جمعية حقوق الإنسان في سورية... بعد مداخلة له مع قناة الجزيرة». كما أعلن المرصد ان «الاجهزة الامنية في سراقب (ريف ادلب) اعتقلت 28 مواطنا جلهم من الناشطين». واشار الى ان بين المعتقلين نجلي المعارض البارز والمعتقل محمود باريش، ايهم وشادي. من جانبه، أعلن المحامي خليل معتوق، رئيس مركز الدفاع عن معتقلي الرأي، أن قوات الامن اعتقلت ليل اول من امس، الكاتبَ والباحث السوري عمر كوش، رغم إلغاء العمل بحال الطوارئ في البلاد. وكان وسام طريف مدير منظمة «انسان» الحقوقية اكد أمس «اعتقال 2130 شخصا منذ 15 اذار، حين انطلقت موجة الاحتجاجات غير المسبوقة في سورية، لكن هذا العدد يمكن ان يتجاوز خمسة الاف». الى ذلك وفي تحذير الى السلطات السورية التي تربطها علاقة قوية مع باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي إن النظام الرئيس السوري «سيسقط» اذا واصل قمعه للمتظاهرين. وأضاف: «اليوم هناك تطلع كبير للحرية والديموقراطية، ويجب ان يأخذ ذلك في الاعتبار. قمع هذه التطلعات بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين غير مقبول، ايّاً كان البلد الذي يقوم بذلك». كما دانت الخارجية الفرنسية في بيان امس «القمع الذي اسفر عن عشرات القتلى». وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو إن «هذا القمع الذي تمارسه سلطات دمشق ضد المتظاهرين السوريين تكثف اواخر الاسبوع». واضاف ان «فرنسا تدين ايضا بشدة حملة الاعتقالات التي تقوم بها السلطات السورية وتندد خصوصا بتوقيف الطبيب حازم النهار والمحامي حسن عبد العظيم»، داعيا مجددا السلطات السورية الى «بدء حوار سياسي مع جميع القوى من اجل ايجاد مخرج للازمة التي تمر بها سورية». الى ذلك، افاد بيان رئاسي سوري بان الرئيس الاسد بحث مع وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في دمشق «التطورات الجارية في المنطقة العربية وخصوصا في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية لحل الأزمة هناك». وقال ان اللقاء الذي حضره وزير الخارجية وليد المعلم تناول ايضا «الخطوات التي اتخذتها سورية لتجاوز المرحلة الراهنة وتعزيز مسيرة الإصلاحات على الصعد كافة». وكان الشيخ عبدالله نقل الى الرئيس الأسد نهاية الشهر الماضي رسالة من رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «تؤكد وقوف بلاده إلى جانب الشعب والقيادة في سورية لتجاوز هذه المرحل». الى ذلك، نقلت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) عن مصدر عسكري قوله مساء ان وحدات الجيش والقوى الامنية في درعا تواصل «مهمتها بتعقب المجموعات الإرهابية المسلحة، حيث ألقت القبض على عدد من عناصر تلك المجموعات... وتمكنت من العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر وجدت مطمورة في أماكن متعددة من المدينة».