على رغم تأكيد الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عدم وجود مشكلة جراء كميات الأمطار المتساقطة على مناطق ومدن السعودية كافة، ونفيها إيقاف برنامج «الاستمطار» بسبب الكميات الكبيرة التي شهدتها «جدة»و«الرياض»، إلا أن موضوع تشتيت السحب أثار جدلاً واسعاً بين خبراء البيئة السعوديين.وبدا المختلفون حول تشتيت السحب ما بين معارض للعمل على تفريقها قبل هطولها بغية عدم إحداثها كوارث كالتي حصلت في المحافظة الساحلية وغيرها، ومؤيد للفكرة، في الوقت الذي أبدى فيه البعض خشية من أن يصبح الإجراء حلاً دائماً وليس موقتاً لزوال عارض ما، وبالتالي تنقطع عن الأرض رحمة السماء. وشدد الوكيل المساعد لشؤون الأرصاد ومدير إدارة تقنية تحسين الطقس بالبرنامج الوطني للاستمطار التابع للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور أيمن غلام ل «الحياة» عدم وجود نية أو توجه لدى الرئاسة لتنفيذ برنامج لتشتيت السحب، موضحاً أن من وجهة نظر «الرئاسة» لا توجد مشكلة في كميات الأمطار الساقطة على مناطق ومدن السعودية كافة، مرجعاً السبب إلى توقف برنامج «الاستمطار» في جدة إلى ضعف البنى التحتية للعروس وليس معدل الأمطار على اعتبار أن معدلها ليس كبيراً. وأفاد غلام أن تفريق السحب يتم في الدول التي لديها معدلات وصفها ب«العالية جداً» لتساقط الأمطار وليس في دول تعاني شحاً في المخزون المائي، رافضاً أن يكون سبب توقف البرنامج الوطني للاستمطار الذي بدأ العمل فيه منذ مطلع 2006 وتم إيقافه بنهاية2010 السبب في هطول معدلات كبيرة من الأمطار على جدة أو الرياض أو غيرهما من المدن أدت إلى حدوث الكوارث الأخيرة. وفند الوكيل المساعد لشؤون الأرصاد ما أثير من إشاعات حول سبب توقف برنامج «الاستمطار» الذي يتولى فيه إدارة حيوية مهمة، مبيناً أن التوقف أتى من أجل التقويم وليس لأي أمر آخر، مرجحاً أن تتم معاودة العمل في البرنامج العام الحالي 2011، علماً بأن المدة المقررة لعمل البرنامج حتى نهاية 2016. وفي السياق نفسه، لم يستنكر الخبير الإستراتيجي الدكتور أنور عشقي استخدام التقنية في تفريق السحب، واستدرك: «لكن لابد أن تكون ضمن خطة إستراتيجية زمنية متكاملة»، مضيفاً: «أخشى في ما لو تم تطبيق البرنامج أن يصبح حلاً طويل الأجل وليس موقتاً حتى استكمال مشاريع البنى التحتية في جدة، إذ يتم الحديث عن إستراتيجية لحل أزمة جدة، إلا أنه لا يمكن الوثوق بها إن لم يتم تحديد وقت فعلي للانتهاء منها». وطالب عشقي بأن تكون هناك هيئة إشرافية من الناحيتين الهندسية والفنية لمشاريع المدينة الساحلية المقبلة. من جانبه، برأ الكاتب الصحافي خالد السليمان الأمطار التي سقطت على جدة من تسببها في الكارثة، مفيداً أن منطقة سقوط المطر في المدينة كانت طبيعية، إلا أن المناطق المجاورة لها هي السبب. وأردف: «من حق الجهات المعنية أن تتخذ الإجراءات والوسائل كافة التي تكفل عدم تكرار حوادث السيول في المحافظة إلى أن تستكمل جدة بنيتها التحتية وتأخذ العروس زينتها النهائية». و أوضح الخبير في التغيرات المناخية والأستاذ بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، أن تقنية تشتيت السحب هي نفسها المستخدمة في استمطار السحب تقريباً. وقال المسند (وهو مشرف على موقع «جوال كون») ل «الحياة»: «إن موضوع «التشتيت» -وفق علمي- مازال في طور النظرية، بل ما زالت التجارب التي أجريت عليه عملياً محدودة الاستخدام والنتائج». وأشار إلى أن استخدامات هذه التقنية هي من أجل التأثير على الأعاصير والأمطار الغزيرة التي تهدد المدن والعمل على الحد من أضرارها، مبيناً أن برنامجي استمطار السحب وتشتيتها ما زالا في طور التجربة، لكن الأخير حقق نجاحاً بنسبة 20 في المئة كزيادة في نسبة الأمطار على مستوى تجارب عالمية، وفي الوقت نفسه فشل في بعض التجارب.