هاجم بيئيون مختصون في الشريعة المطالبات الخاصة بضرورة الاتجاه إلى استخدام برنامج تفريق السحب لدرء مخاطر السيول في المناطق التي تعاني من ضعف شبكات التصريف، وقالوا ل «الحياة» يجب التفرغ لمعرفة أسباب الكارثة وإيجاد الحلول التي تجنبنا هذه الكوارث، إضافة إلى معالجة ما هو على الأرض، بدلا من المطالبة بأمور أقل أهمية. في المقابل أكدت مصادر مطلعة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، على أن فكرة استخدام برنامج تفريق السحب لم تطرح للنقاش في الوقت الحالي، لكن الرئاسة عكفت على درسه خلال فترة ماضية خصوصاً في موسم الحج. وعلى رغم أن عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي الحكمي أكد في تصريحات صحافية سابقة جواز استخدم طريقة تفريق السحب ومنع تكونها خصوصاً في الأماكن التي من الممكن أن يشكل هطول الأمطار خطراً كبيرًا على قاطنيها، إلا أن المختصين عادوا ليؤكدوا على عدم منطقية هذا البرنامج، وأضافوا لا يستطيع أحد تفريق السحب لمنع نزول الأمطار ولا يوجد مستند علمي لذلك، إضافةً إلى أن هناك منخفضاً جوياً توجد به سحب وأمطار لايمكن تفريقها. وهنا يعلق أستاذ علم البيئة في كلية علوم البحار بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقي ل «الحياة» قائلاً: موضوع تفريق السحب هو موضوع غير منطقي، وشدد على أنه لو كانت هذه الطريقة صحيحة لاستخدمت في الدول الكبرى التي تتعرض للكثير من الكوارث الجوية، وجنبت مدنها من هذه الكوارث والفيضانات. مطالباً بضرورة التفرغ إلى الحقائق التي تجنبنا هذه الكوارث والمشاكل ومعالجة ما هو على الأرض. وعاد عشقي متسائلاً هل الأمطار والطبيعة هي التي بنت بحيرة الصرف الصحي؟ أو هي التي بنت المخططات في مجاري السيول؟ لافتاً إلى أنه يجب علينا عدم رمي أخطائنا على الطبيعة، ولدينا مشاكل يجب مواجهتها ومعالجتها والبحث عن حلولها. من جهته، قال الخبير البيئي المهندس محمد حبيب بخاري ل«الحياة»: «إن استخدام طريقة تفريق السيول هو منع لأوامر الله»، موضحاً أن الأمطار في جدة لديها وقت معين من السنة تبدأ من واحد نوفمبر إلى 10 ديسمبر وفي هذا الوقت جدير أن تتخذ جميع الاحتياطات اللازمة ولو لم تكن هناك أمطار، ففي هذا الوقت لابد من فتح مجاري السيول والتأكد من صلاحيتها وسلامتها حتى لا تحدث أمور كوارثية بدلاً من منع الأمطار وتفريق السحب. وأشار إلى أن ما حصل في جدة من كارثة هو من بعض ضعاف النفوس من المسؤولين ورجال الأعمال، لأن هناك نهياً نبوياً صريحاً من السكن في بطون الأودية وهو ما أدى إلى وقوع الكارثة التي راح ضحيتها العديد من الأبرياء الذين لا يعلمون أنهم يسكنون في بطن واد لأنهم ضحية سماسرة لا هم لهم إلا الكسب حتى ولو على حساب الأبرياء، مضيفاً أن مدينة جدة تخترقها 16 وادياً من الشرق إلى الغرب، وأن أمانة جدة عمدت إلى إغلاق مجرى السيل الكبير. يدوره، أكد أستاذ الأنظمة في جامعة الملك عبدالعزيز الخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدكتور حسن محمد سفر أن تحريك الساكن أو تسكين المتحرك هو من خصائص الله وعندما تتكون السحب لايمكن أن تسحب أو تمنع أو ترسل إلى مكان آخر . مضيفاً أن يكون العلم الحديث قد توصل إلى بعض الغطاءات أو الابتكارات حتى لا تنزل الأمطار على أي موقع ولا نستطيع أن نتأكد منها أو من مدى صحتها وجدواها . الأرصاد تتوقع هطول الأمطار اليوم أوضحت الأرصاد وحماية البيئة أن السماء لاتزال غائمة إلى غائمة جزئياً اليوم الإثنين ونهار الغد على غرب ووسط السعودية مع فرصة لهطول أمطار على شرق وأجزاء منها تشمل مدينة الرياض والدمام ، وتقل فرصة هطول الأمطار تدريجياً على محافظة جده نهار غد مع بقاء السماء غائمة جزئياً في حين لا تزال الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على مكةالمكرمة والطائف وتظهر السحب الركامية على المرتفعات الجنوبية الغربية في فترة ما بعد الظهيرة، ولازالت الفرصة مهيأة لتكون الضباب على وسط وشرق وشمال السعودية خلال ساعات الليل والصباح الباكر.