اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن الولاياتالمتحدة باتت «تتفهّم» الموقف الأوروبي بضرورة التزام الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست، مستدركاً أن باريسواشنطن «مصمّمتان» على تكثيف الضغط على طهران لكبح برنامجها الصاروخي. أتى ذلك بعد لقائه في واشنطن نظيره الأميركي ريكس تيلرسون ومستشار البيت الأبيض للأمن القومي هربرت ماكماستر ومستشار الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشنر، وأعضاء في مجلس الشيوخ. وكان ترامب امتنع في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عن المصادقة على التزام طهران الاتفاق، وأمهل الكونغرس الأميركي 60 يوماً لبتّ مسألة إعادة فرض العقوبات عليها. لكن الكونغرس أعاد الكرة إلى ملعب ترامب، إذ أتاح انتهاء مهلة في هذا الصدد الأسبوع الماضي. وعلى الرئيس أن يقرر منتصف الشهر المقبل هل سيتابع إعفاء إيران من عقوبات تتعلّق بقطاع الطاقة. وقال لودريان: «أوضحت أن هناك ثلاثة مواضيع مختلفة وأن الخلط بينها قد يحول دون معالجة أيّ من الثلاثة في الشكل المناسب: هناك اتفاق فيينا الذي يجب الامتناع عن مراجعته، والموضوع الباليستي المقلق، وميل إيران إلى الهيمنة على منطقة العراق وسورية وحتى لبنان». وفي إشارة إلى تنديد مسؤولين إيرانيين باستخدامه كلمة «هيمنة» الشهر الماضي، قال: «لم يعجبهم كلامي، لكنني متمسك به. طموحات إيران للهيمنة في المنطقة هي مسألة ملحة، لأن التصدي لهذه العملية يدخل ضمن إطار تحقيق السلام في العراق وسورية». وتابع: «إننا مصممون على الضغط في شكل قوي على إيران لمنع (تطوير) قدرة باليستية تزداد أهمية، بواسطة عقوبات إذا اقتضى الأمر. سأتوجه قريباً جداً إلى إيران لأقول ذلك»، علماً أن زيارته مرتقبة مطلع الشهر المقبل. وسئل عن احتمال القيام بمبادرة مشتركة مع الولاياتالمتحدة وقوى أخرى في هذا الشأن، فأجاب أن ذلك «يحرز تقدماً». ورأى لودريان أن «التمييز» بين الملفات المتصلة بطهران «يلقى تجاوباً» من الإدارة الأميركية، وزاد: «حين نوقّع التزاماً بهذه القوة في شأن موضوع بهذه الحساسية فيجب احترامه، وأعتقد أن هذا لقي آذاناً صاغية. هذا موقف أعتقد أنه بات يلقى تجاوباً الآن» لدى الإدارة الأميركية. في المقابل، أشار الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى مرور سنتين على توقيع الاتفاق النووي، وزاد: «مَن يتمنون أن يسبّب ترامب انهياره مخطئون. حاول الأميركيون إلغاءه، لكنهم فشلوا ولن يتمكنوا من قتله. وعلى كل مَن يعارض الاتفاق ألا يعوّل كثيراً على ترامب، لأن الاتفاق سيبقى ونحن نتابع التزامه والاستقرار الاقتصادي سيبقى». أما الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي فأعلن أن الوزارة استدعت السفير السويسري في طهران الذي يمثل المصالح الأميركية، وسلّمته رسالة «احتجاج رسمية وحازمة» بعد «مزاعم مستفزة بلا أساس» أطلقتها المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي.