أقرّت الحكومة اليابانية توسيع منظومتها الدفاعية المضادة للصواريخ الباليستية، لتشمل محطات رادار واعتراض أرضية أميركية الصنع من طراز «إيجيس آشور»، لتعزيز دفاعاتها ضد تهديدات «وشيكة» من كوريا الشمالية، متعهدة الامتناع عن «الاستسلام لخداعها». وأطلقت بيونغيانغ صاروخَين باليستيَين فوق اليابان هذا العام، وهددت ب «إغراقها» في البحر. كما اختبرت الشهر الماضي صاروخاً عابراً القارات سقط في المنطقة الاقتصادية للمياه اليابانية، يمكنه التحليق فوق الدرع الدفاعية التي تملكها طوكيو، ويطاول الولاياتالمتحدة. واعتبرت الحكومة اليابانية أن «تطوّر البرنامجَين الصاروخي والنووي لكوريا الشمالية دخل مرحلة جديدة من التهديد الوشيك والأكثر خطراً على أمن بلدنا»، مشيرة الى أن البلاد تحتاج الى تطوير دفاعاتها الصاروخية. ونبّهت وزارة الدفاع اليابانية الى أن «التهديد الذي يشكّله التطوّر النووي والصاروخي لكوريا الشمالية على بلادنا، بلغ مرحلة جديدة». وقال رئيس الوزراء شينزو آبي: «في وقت نبقي سياستنا المحض الدفاعية فرضية أساسية، سأدرس قدراتنا الدفاعية وكيف يجب أن تكون، مع القبول في الوقت ذاته بالحقيقة القاسية لبلادنا». ورفض فكرة أن كثيراً من الضغط قد يسبّب «تفجّراً» لعنف، وزاد: «التفكير بهذا النحو يمنح كوريا الشمالية أكبر قوة للتفاوض. المهم الامتناع عن الاستسلام لخداعها. فيما تدخل مسألة كوريا الشمالية مرحلة مهمة، فإن دور الصين بالغ الأهمية». وتخطط اليابان لنشر منظومة «ايجيس آشور» في موقعين يمكنهما تغطية كل البلاد بواسطة رادارات قوية، إذ سيتيح للأميركيين طبقة أخرى من الدفاعات، إضافة الى صواريخ «اس ام-3» الموجهة التي تطلقها سفن «ايجيس» ومنصات باتريوت «باك 3». وأقرّ مسؤولون يابانيون بأن تشغيل «ايجيس آشور» لن يتم قبل عام 2023، علماً أن كلفة المنظومة تبلغ نحو 1.8 بليون دولار. لكن المحطات الجديدة قد لا تكون مزودة برادار قوي، يحمل اسم «سباي-6» وتطوّره الولاياتالمتحدة. ومن دونه لن تكون اليابان قادرة على الاستغلال الكامل للمدى الموسّع لصاروخ اعتراضي جديد من طراز «إس.إم-3 بلوك آي.آي.إي» الذي يكلّف صنع الواحد منه 30 مليون دولار. في غضون ذلك اعتبر توم بوسرت، مستشار الأمن الداخلي في البيت الأبيض، أن كوريا الشمالية «مسؤولة مباشرة» عن هجوم «وانا كراي» الإلكتروني الذي شلّ مستشفيات ومصارف وشركات أخرى في العالم هذا العام. وكتب في صحيفة «وول ستريت جورنال»: «الهجوم كان واسعاً وبلغت خسائره البلايين (من الدولارات) وكوريا الشمالية مسؤولة مباشرة عنه». وشدد على أن أي شخص يؤذي الولاياتالمتحدة سيتحمل مسؤولية ذلك، لافتاً الى أن واشنطن ستواصل «استراتيجية الضغط الأقصى» على بيونغيانغ. وأضاف أن الإدارة الأميركية قدّرت «بمستوى عال جداً من الثقة» أن كياناً يُعرف ب «جماعة لازاروس»، يعمل نيابة عن كوريا الشمالية، نفذ هجوم «وانا كراي» الذي أصاب أكثر من 300 ألف جهاز كومبيوتر في 150 دولة، متعهداً اتخاذ تدابير «تقوّض قدرة (بيونغيانغ) على شنّ هجمات».