قال الرئيس السوري بشار الأسد إن «الحرب على الإرهاب» لم تنتهِ بعد في سورية، واعتبر إثر استقباله نائب رئيس الوزراء الروسي ديميتري روغوزين أمس، أن التركيز فقط على الانتصارات الأخيرة التي تحققت ضد تنظيم «داعش» هو «تشتيت للأنظار» عن وجود «جبهة النصرة» في سورية. وحمل على فرنسا، معتبراً أن «يدها غارقة في الدماء السورية»، وذلك غداة إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن لا بد من الحوار مع الأسد للتوصل إلى حل بعد القضاء على الإرهاب في سورية. ونقل مكتب الرئاسة السورية عن الأسد اتهامه «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولاياتالمتحدة شرق البلاد، ب «الخيانة»، معتبراً أن «كل من يعمل تحت قيادة أي بلد أجنبي في بلده وضد جيشه وضد شعبه هو خائن». ووصل روغوزين إلى سورية على رأس وفد حكومي واقتصادي في زيارة غير معلن عنها. وجال على القوات الروسية الموجودة في قاعدة حميميم في ريف اللاذقية. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن روغوزين قوله بعد لقاء الأسد، إن روسيا ستكون الدولة الوحيدة التي ستشارك في إعادة بناء منشآت الطاقة السورية. كما أعلن اتفاقاً ثنائياً على تأسيس شركة لاستثمار احتياطات فوسفات في سورية. وقال في تصريحات بعد جولة في حميميم: «أجريت اجتماعاً مهماً مع الطيّارين الروس والتقنيين، الذين يراقبون استخدام السلاح الروسي وما يمكن إضافته إلى التقنيات الروسية، لتكون أكثر اكتمالاً». وأضاف أن سورية حكومة وشعباً، تنظر إلى روسيا ب «أمل ودفء كبيرين»، مشيراً إلى أن معنويات النظام السوري ليست كما كانت قبل سنتين ونصف «عندما كانوا يفكرون في إنقاذ ما بقي من البلاد آنذاك خارج سيطرة الإرهابيين». وتابع: «الآن الوضع مختلف، وهم (السوريون) في انتظار النصر النهائي، وكيفية المضي إلى الأمام نحو حياة يعمّها السلام». ويُعدّ روغوزين ثاني أبرز مسؤول روسي يزور البلاد بعد الرئيس فلاديمير بوتين، الذي أعلن من حميميم في 11 الجاري، بدء انسحاب الجزء الأكبر من قواته إثر «إنجاز مهمّتها» في دحر «الإرهاب». وأكد الأسد في تصريحات أعقبت اللقاء، أن الحرب على الإرهاب لم تنتهِ بعد في سورية، بل مرّت «بمراحل مهمّة جداً في تدمير مراكز داعش الرئيسة»، مضيفاً أن «الحرب تنتهي بالقضاء على آخر إرهابي». وأكد أن «القضاء على مراكز داعش الرئيسة في سورية هو انتصار كبير»، لكنّه اعتبر في المقابل، أن الحديث عن انتهاء الحرب ضد الإرهاب «غير واقعي». وأضاف: «يجب الانتباه إلى أن الهدف من تركيز العالم على داعش فقط، هو تشتيت الأنظار عن أن الإرهاب، وفي مقدّمه جبهة النصرة، ما زال موجوداً وبدعم غربي»، معتبراً أن «داعش جزء من الإرهاب وليس كله». وشدد على أنه «ما دامت هناك مجموعات إرهابية أخرى، داعش والنصرة وغيرها من التسميات الكثيرة، هذا يعني أننا ما زلنا في قلب الحرب»، مضيفاً أن «الحرب على الإرهاب في سورية لا تنتهي إلا بالقضاء على آخر إرهابي في سورية». وأثنى الأسد على العلاقات مع روسيا، مشدداً على دور الأخيرة في إعادة إعمار البلاد. وقال: «نظراً إلى العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين والمواقف المشرفة التي لطالما تبنّتها روسيا تجاه سورية وشعبها، والتي ترسخت في إطار مواجهة الحرب الإرهابية، فإن من الطبيعي أن تكون روسيا شريكاً مهماً في عملية إعادة الإعمار في مختلف القطاعات». وأبدى الأسد استياءه لفشل الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، مشيراً في المقابل، إلى التنسيق مع الجانب الروسي للتحضير ل «مؤتمر الحوار الوطني السوري» المُرتقب مطلع العام المقبل في سوتشي. وأضاف: «في سوتشي وضعنا محاور واضحة لها علاقة بموضوع الدستور، وبما يأتي بعد الدستور من انتخابات وغيرها». ورحّب بأي دور للأمم المتحدة في الانتخابات «ما دام في إطار السيادة السورية». وشنّ الرئيس السوري هجوماً على فرنسا على خلفية اتهامها دمشق بإفشال الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، قائلاً إن فرنسا «كانت منذ البداية رأس الحربة في دعم الإرهاب ويدها غارقة في الدماء السورية»، مضيفاً: «من يدعم الإرهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام». أتى ذلك بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأييده إجراء محادثات سلام تشمل كل أطراف الصراع السوري بما في ذلك الأسد، معتبراً أن ذلك لن يمنع محاسبته فيما بعد على «جرائمه بحق شعبه». وتعّهد الرئيس الفرنسي في مقابلة تلفزيونية الأحد، بطرح مبادرات لحل الأزمة أوائل العام المقبل، من دون أن يوضح ارتباطها بالمفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة في جنيف.