استقبل الرئيس بشار الاسد امس وفداً يضم 40 من زعماء عشائر منطقة الرقة شمال شرقي البلاد، وذلك ضمن سلسلة من اللقاءات عقدها مع وفود ووجهاء من المدن السورية في اطار التركيز في المرحلة المقبلة على الوضع الداخلي والاستماع الى آراء المواطنين ومقترحاتهم والحاجات المباشرة. وقال ل «الحياة» الشيخ مكري الهادي احد المشاركين في اللقاء ان الوفد «لم يكن يريد تقديم مطالب، بل التأكيد على دعم البلاد في هذه المرحلة التي تتعرض فيها الى هجمة بسبب موقفها المقاوم للمخطط الاميركي - الاسرائيلي لإقامة شرق أوسط جديد». وزاد ان الاسد «بدأ عهد الشفافية والاصلاح قبل عشر سنوات، لكن احداثاً كبيرة حصلت مثل احتلال العراق عام 2003 والحرب على لبنان عام 2006 والعدوان على غزة نهاية عام 2008، فكانت الاولوية السورية مركزة على الشأن الخارجي»، لافتاً الى ان المرحلة المقبلة ستتضمن تركيز الدولة على الاصلاح وتلبية حاجات الناس، وانه «بقدر ما كان التركيز سابقاً على الوضع الخارجي، فإن المرحلة المقبلة ستكون للوضع الداخلي». وبعدما اعرب الشيخ الهادي عن امله في حصول عفو عام عن الذين «لم تلوث أيديهم بالدماء ولم يرتكبوا جرائم»، قال انه نتيجة حرص الاسد على سماع مطالبهم ومناقشتهم في تفاصيلها، ركز المشاركون على القانون 161 الخاص ب «التعويض» للاراضي المستملكة بالاستصلاح الزراعي باعتبار ان القانون نص على تعويض قيمة الاراضي في غضون 40 سنة من تنفيذ القرار بداية الستينات. وأوضح ان الايام المقبلة ستتضمن وضع «آلية» مع وزير الزراعة رياض حجاب لحل هذا الموضوع بعدما جرى الاتفاق على «المبدأ» بتنفيذ القانون 161. واوضح ل «الحياة» حسين الراشد الذي شارك في اللقاء الذي استمر ساعتين ونصف الساعة ان «ما يحصل في البلاد نتيجة وجود اجندات خارجية»، لافتاً الى ان التظاهرات التي حصلت في بعض المناطق جاءت «بسبب جرعة الاصلاحات التي حصلت في الفترة الاخيرة». واتفق على ان المرحلة المقبلة ستشهد تركيز القيادة على الوضع الداخلي وتلبية حاجات الناس والاستماع الى المطالب في شكل مباشر من المعنين، وعلى انهما سينقلان الى اهالي الرقة انطباعاتهما الايجابية عن اللقاء. وكان الاسد التقى الخميس وفداً من عشائر ريف حلب شمال البلاد بعد لقائه الاسبوع الماضي وفوداً من مدينتي حمص وحماه وسطها ولقاءات سابقة مع فعاليات من معظم المدن. الى ذلك، قال احد وجهاء عشائر البكارة عمر عاشور ل «الحياة» امس انه لا يزال يتلقى الكثير من طلبات المشاركة من شخصيات من الشرائح والمناطق المختلفة للمشاركة ضمن وفد كبير بجولة على عدد من المدن السورية ل «التأكيد على اللحمة الوطنية». وكان عاشور ضمن وفد من 31 شخصاً التقوا الاسد الاثنين الماضي.