في وقت تتحسّب اليابان لتعرّض العاملين في مفاعلات فوكوشيما المنفجرة لمستويات مرتفعة من الأشعة النووية ربما هدّدت صحتهم وحياتهم، أعلنت جارتها الصين أنها صنعت أول روبوت يستطيع أن ينوب عن البشر في عمليات رصد الأشعة النووية. وأعلن عالمان يابانيّان أن مسؤولي الصحة يجب أن يجمعوا عينات دم للعاملين في مفاعلات فوكوشيما النووية المعطوبة تحسباً لتعرضهم لمستويات إشعاع عالية، ما قد يجعلهم في حاجة إلى عمليات زرع خلايا منشأ كي تدعم توليد خلايا الدم من نخاع العظم. والمعلوم أن التعرضّ لمستويات مرتفعة من الأشعة النووية يضرب نخاع العظام، ما يؤدي الى وقف توليد الكريات الحمر والبيض واللويحات وغيرها من مُكوّنات الدم. وتضرّرت مفاعلات فوكوشيما عندما ضرب زلزال قوي تلته أمواج مدّ بحري عاتية (تسونامي)، شمال شرقي اليابان في 11 آذار(مارس) الماضي. وبحسب وكالة الأنباء الرقمية «أي بي أس»، فقد كتب الطبيبان شويتشي تانيجوتشي (مستشفى تورانومون- طوكيو) وتيتسوا تانيموتو (المؤسسة اليابانية لبحوث السرطان) تقريراً نشرته مجلة «لانسيت» الطبية، يشير إلى استمرار خطر التعرّض لمستويات مرتفعة من الاشعاعات النووية، نتيجة كارثة فوكوشيما. وأشار هذان الطبيبان إلى التوابع من الزلازل التي واصلت هزّ الأرض تحت مفاعلات فوكوشيما، بعد الحادث الأول الذي أدى الى إندلاع النيران فيها. والمعلوم أيضاً أن سلسلة من التوابع الزلزالية هزّت شرق اليابان في الفترة التي تلت الزلزال الأول وحتى الأسبوع الماضي. وأشار الطبيبان في تقريرهما إلى ان فرقاً من خبراء زرع نخاع العظام في اليابان وأوروبا أبدت إستعدادها لإستخلاص خلايا المنشأ من دم العاملين في المحطات النووية، وكذلك الحال بالنسبة الى تخزينها لحين الضرورة. وذكر تانيجوتشي وتانيموتو ان «الهيئة اليابانية للأمان النووي» مازالت متحفظة عن هذا الاجراء معتبرة أنه قد يشكل عبئاً جسدياً ونفسياً على الأشخاص المقصودين به. وعلى مسافة غير بعيدة نسبياً من فوكوشيما، نجحت الصين في إنتاج أول روبوت آلي متحرك متخصّص في رصد الإشعاعات النووية والمواد الكيماوية الضارة. وعُلِم أن هذا الروبوت يزن 30 كيلوغراماً، ويبلغ طوله 88 سنتيمتراً، ويقدر على تسلق المرتفعات التي تنحدر سطوحها بمقدار 60 درجة. ويعمل هذا الروبوت بالريموت كونترول، بمعنى أنه متحكّم فيه من بُعد. ويستطيع أيضاً تسلّق السلالم، والخوض في المياه، والالتفاف حول نفسه بدرجات حادة. ويمتلك روبوت الأشعة 4 مجسّات حسّاسة، تستطيع رصد الإشعاعات الذريّة من مسافة كيلومتر. ويتمتع بأذرع يمكنها رفع مصادر التسّرب الإشعاعي في مفاعل نووي وحملها ونقلها الى مواقع أكثر أماناً. كما يمكنه التقاط صور لموقع التسّرب، وقياس حجمه. ويرسل الروبوت المعلومات التي يجمعها إلى مركز التحكّم فورياً. ويعمل الروبوت ببطارية تدوم لأكثر من خمس ساعات. ويتألف هيكله الخارجي من دروع واقية مصنوعة من سبائك الألمونيوم، ما يزيد في قوته وقدرته على التحمّل.