تعتقد أوساط سياسية عراقية بأن المجموعات المسلحة مثل «الرايات البيض» و»المتطوعون» و»خراسان» و»السفياني»، التي تنشط بين جنوبكركوك وشمال ديالى قد خلفت تنظيم «داعش» بعد هزيمته واضطراب العلاقة بين كردستان والحكومة الاتحادية. وحذر خبراء أميركيون من أنها لا تقل خطورة عن التنظيم. وتشن هذه الجماعات عمليات شبه يومية على نقاط تفتيش او مقرات للجبهة التركمانية في المحافظة. لكن كركوك لا تبدو هدفاً رئيسياً للعنف بل قضاء طوزخرماتو التابع لمحافظة صلاح الدين، بالاضافة الى بلدات وقرى في سلسلة تلال حمرين، شمال ديالى. ومع دخول القوات الإتحادية وفصائل من «الحشد الشعبي» الى القضاء، حيث الغالبية تركمانية شيعية، نزحت عن المدينة مئات العائلات الكردية التي تعرضت منازلها للحرق. وبدأت وسائل الإعلام الكردية تنشر معلومات وصوراً عن تنظيم مسلح باسم «خوبخشة» (المتطوعون)، يدعو إلى العمل المسلح ل «تحرير» كركوك وطوزخرماتو، ويعلن مسؤوليته عن استهداف القوى الامنية و «الحشد الشعبي». وهناك معلومات عن مجموعة باسم «الرايات البيض» تتنقل بواسطة الخيول والدراجات النارية والسيارات ذات الدفع الرباعي، يقودها سلفي كردي كان أحد عناصر «داعش» في الحويجة واسمه عاصي قوالي. ولم تصدر عن هذه المجموعة ولا عن مجموعات اخرى باسم «خراسان» و «السفياني» تصريحات او اعلانات تتبنى عمليات، ما يشير إلى أنها ليست مستقلة عن «داعش» وانما عناصر من التنظيم هربت من الحويجة قبل دخول الجيش العراقي اليها، وربما وجدت بيئة وحلفاء في الجبال الكردية، خصوصاً وسط جماعات سلفية كردية نشطت بعد الإستفتاء الكردي على الإنفصال عن العراق. وكانت القوات العراقية أعلنت اعتقال عشرات ممن أكدت أنهم «دواعش» في كركوك. وترى اطراف سياسية أن التنظيمات الجديدة مرتبطة بمساعي حكومة كردستان لزعزعة الأوضاع في المناطق المتنازع عليها. وقال القيادي التركماني النائب جاسم محمد جعفر، في تصريحات ان هذه الجماعات خطفت 11 شخصاً من على الطريق بين قضاءي الطوز وداقوقو وهي «ممولة من مؤسسات رسمية كردية». ورفضت «البيشمركة» هذا الاتهام، مؤكدة عدم ارتباطها بأي جماعة مسلحة تنشط في المناطق المتنازع عليها. ويبدو ان خلطاً يحدث بين جماعة «المتطوعين الأكراد» ذات الطابع القومي و»الرايات البيض» التي يبدو انها من بقايا «داعش»، ولا يعرف هل هذان الطرفان اللذان ينشطان في مكان واحد ينسقان عملياتهما أم لا. وتؤكد مصادر محلية ان اسم «الرايات البيض» اطلقه السكان، وربما وسائل الإعلام على هذه المجموعة المسلحة، وانها قد تكون من بقايا فصائل كانت ناشطة في حوض حمرين وجنوبكركوك قبل ظهور «داعش»، مثل «الطريقة النقشبندية»، و»أنصار الاسلام»، توارت بعد إعلان التنظيم «الخلافة»، ومن ثم عادت الى نشاطها، وليس مستبعداً ان يعيد تنظيم «القاعدة» الذي انشق عنه «داعش» إحياء خلاياه في العراق. ونقلت تقارير غربية عن خبراء أميركيين تحذيرهم من ان اعلان الانتصار على «داعش» سابق لأوانه محذرين من ان هذه الجماعة بدأت تنظم نفسها تحت أسماء مختلفة وهي لا تقل خطورة عن التنظيم الأم.