تسبب تهور سائقي المركبات العابرين الطريق إلى مطار الباحة بحصد 22 جسداً وروحاً بريئة طيلة عقدين من الزمان، وكان آخر ما وصل إليه مسلسل الفقد ما وقع في أسابيع متتالية من الشهر الماضي، إذ فقدت أسرة سعودية تسكن قرية «بشير» المطلة على طريق المطار شاباً يافعاً دفع عمره هدراً تحت عجلات سيارة سائق لا يحترم النظام ولا يراعي المشاة العابرين. وفقد أحد رجال الأعمال أحد أخلص عماله الوافدين بالقرب من موقع وفاة الشاب السعودي، ما دفع أهالي القرى المحاذية لطريق المطار إلى التظلم من مأسوية هذا «الثعبان الفاتك» لجهات الاختصاص، وحدا بإدارة مرور منطقة الباحة إلى تشكيل لجنة برئاسة مدير مرور الباحة العقيد عبدالله ظافر القرني، وبمشاركة مندوبين من إمارة منطقة الباحة، وفرع وزارة النقل، وأمانة منطقة الباحة لبحث وإيجاد الحلول لمنع تكرار حوادث الدهس على هذا الطريق. وناقشت اللجنة شكاوى وتظلمات المواطنين وقررت تخفيف مستوى التشجير في طريق الملك عبدالعزيز وفي الأماكن التي تكررت فيها الحوادث، لأن كثافة التشجير كانت عاملاً مساعداً في تكرار تلك الحوادث، إضافة إلى تركيب مطبات صناعية للحد من السرعة الزائدة على هذا الطريق، والتأكيد على أمانة منطقة الباحة بعمل عدد من جسور المشاة في المواقع التي يكثر فيها عبور المارة على هذا الطريق. من جانبهم تحفظ عدد من أهالي قرى بشير والسواد وبني فروة على قرارات اللجنة كونها تجاهلت أهم مطالبهم متمثلاً في تركيب إشارات ضوئية في مدخل كل قرية، باعتبارها الوسيلة المثلى للحد من تهور السائقين، مناشدين أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز سرعة التدخل والتوجيه بإضافة الإشارات وتوفير دوريات مرورية وجهاز رادار على مدار الساعة. وأبدى عريفة قرية بشير خبتي أحمد الدميني دهشته من إغفال اللجنة مطلب تركيب إشارة مرورية، مطالباً بعدم الاستهانة بأرواح المواطنين والمقيمين، خصوصاً في ظل استئجار مبان مدرسية على امتداد الطريق، ما يوقع الأسر في كف القلق على أولادهم بشكل يومي، مؤكداً أن بعض الأمهات يغمى عليهن عند سماعهن أصوات كوابح السيارات، أو منبه الهلال الأحمر، لافتاً إلى أن طريق المطار أتلف أرواح أبرياء حاولوا العبور من جهة إلى جهة، ولا سبيل لهم إلا بالمخاطرة في ظل السرعة الجنونية، وانعدام جسور المشاة، و سد التقاطعات، وإهمال تركيب إشارات ضوئية. من جانبه، تساءل المواطن محفوظ الغامدي عن سر غياب الحلول الآمنة طيلة الأعوام الماضية، مبدياً دهشته من تضاؤل منسوب المطبات الحالية المحفزة لزيادة سرعة السيارة عند المرور بها، مؤملاً من أمير منطقة الباحة تكليف لجنة لرصد الطريق في أوقات الذروة، وما يقع فيه من تجاوزات خطرة، ومخالفات جسيمة تحت سمع الأمانة، وأمام أنظار رجال المرور. من جهته، استبعد أحد أعضاء اللجنة إمكان تركيب إشارة ضوئية، لكون منسوب الطريق مرتفعاً تصاعدياً أمام مدخل قرية بشير، متطلعاً إلى أن يتنامى وعي السائقين، وأن يلتزموا بالسرعة القانونية، واعداً بتراجع مؤشر السرعة مع تطبيق نظام ساهر في منطقة الباحة.