استضافت القاهرة أخيراً الدورة الرابعة من «أسبوع الكوميكس»، وهو مهرجان سنوي يتعامل مع مشهد الكوميكس والقصص المصورة في مصر والعالم. وقد شكّل العام 2013 نُواة فكرة «أسبوع الكوميكس» نتاجاً لسلسة أبحاث أجراها «مركز صفصافة للأبحاث والاستشارات والتدريب» حول فن «الكوميكس» في مصر، وخلص منها إلى أن أحد أبرز ما يواجهه من مشكلات هو عدم وجود منصات لتبادل الخبرات بين الفنانين المصريين والأجانب في هذا الفن. وقال منظم المهرجان الناشر المصري محمد البعلي ل «الحياة»، إن هذه الأبحاث قادت «صفصافة» إلى التفكير في طرح صيغة للتوصل لهذا التبادل الفني، فنشأت آنذاك فكرة «أسبوع الكوميكس» كفعالية في القاهرة يُدعى إليها عدد من الفنانين الأجانب للمشاركة في رصد مشترك لمشهد الكوميكس مصرياً وعالمياً. يتعاون مع «صفصافة» عدد من الجهات الثقافية التي تختلف مع كل دورة. وشاركت هذه السنة سفارتا هولندا وكندا في القاهرة، إضافة إلى «مركز الصورة المعاصرة»، ومركز «درب 17 و18» الذي استضاف حفلة الافتتاح. «غني وضعيف»، هكذا يصف البعلي المشهد المصري المحلي المصري للكوميكس، فعلى رغم الإمكانات الجيدة لفناني الكوميكس في مصر، فإن جهودهم مبعثرة بين تصميم الإعلانات والكاريكاتور. وقال: «جهود مشتتة غير معروضة كمشروع فني متكامل». ويدلل الناشر المصري على كلامه ب «أننا لا نشاهد معرضاً فنياً لفن الكوميكس، إلا على فترات بعيدة، وكذلك الحال بالنسبة إلى الكتب المُصورة التي لا تجد لها جهات نشر متحمسة». يعتبر البعلي أن نشر كتب الكوميكس مسألة معقّدة في السياق المصري، ما بين عدم تفاعل الناشرين وبعثرة جهود رسامي الكوميكس، وأن نشر كتب أو مجلات لهذا الفن يحتاج إلى خطة تُحسن قراءة مزاج السوق. ودلّل على ذلك بمجلة «فلاش» التي كانت تجمع بين الكوميكس والألعاب في محاولة لجذب جمهور أكبر. ورفعت الدورة الحالية شعار «اشتباك الكوميكس بالواقع»، للابتعاد عن الصورة الذهنية التي تربط الكوميكس بالأبطال الخارقين والمغامرات، وشارك فيها فنانون من مصر وتشيخيا وبولندا وهولندا، وضمت ورشتين لفن الكوميكس في القاهرة والإسكندرية، وحفلات توقيع لعدد من الإصدارت المتخصصة بفن الكوميكس، منها حفلة توقيع النسخة العربية من الرواية المصورة «من إسطنبول إلى بغداد» بحضور مؤلفها الهولندي أرنون غرونبرغ والمترجمة تينا لافنت، والنسخة العربية من الكتاب المصور «رايكالي شو» بالتعاون مع السفارة الكندية في القاهرة.