على رغم التنديد العالمي المستمر لسياسة الحكومة الإيرانية «الراعية للإرهاب»، وتدخلاتها المستمرة في الشؤون العربية منذ سنوات، إلا أن النظام الإرهابي لا يزال يواصل أعماله العدائية في دعم وتمويل الميليشيات والأحزاب المسلحة في الدول العربية، وتغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، إضافة إلى دعم الجماعات التي تؤجج النزاعات، ونشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول. كما امتد الإرهاب الإيراني إلى المواجهة المباشرة، إذ استهدف «النظام الإيراني» المملكة العربية السعودية ب80 صاروخاً «عبر عميله الحوثي في اليمن» في مختلف مدن المملكة، كما استهدف النظام الإرهابي أخيراً، خط أنابيب النفط البحريني، وذلك امتداداً لهجمات إرهابية متعددة تعرضت لها منطقة الخليج العربي والدول العربية نفذتها مجموعة مدعومة من إيران، و«الحرس الثوري» الإيراني. ويحفل السجل الإيراني بتاريخ عدائي للمنطقة العربية والخليجية خصوصاً، امتد لأكثر من 38 عاماً، إذ يعود العدوان الإيراني إلى أيام الثورة الإيرانية عام 1979، إذ عمل «النظام الإيراني» بالتزامن مع بدء الثورة على نشر الفتن والاضطرابات في دول المنطقة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، وانتهاج سياسة الهجوم على المقرات الدبلوماسية واغتيال الدبلوماسيين وخلق عملاء له في الدول العربية مثل الحوثيين في اليمن و«حزب الله» في لبنان، ودعم التنظيمات الإرهابية مثل «القاعدة»، إضافة إلى تجاهل القوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية كافة. كما أسس «النظام الإيراني» العديد من المنظمات الإرهابية الداخلية مثل «فيلق القدس» وفي الخارج مثل «حزب الله» في لبنان، و«حزب الله» في الحجاز، وعصائب أهل الحق في العراق، إضافة إلى العديد من الميليشيات الطائفية في عدد من الدول بما فيها الحوثي في اليمن، كما اعترفت رسمياً على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري بوجود 200 ألف مقاتل إيراني خارج بلادهم في سورية والعراق وأفغانستان وباكستان واليمن. ولم يكتفِ «العدوان الإيراني» بتأسيس ودعم الجماعات والمنظمات الإرهابية، إذ نفذ عبر أذرعته في الخارج العديد من العمليات الإجرامية، والتجسسية، ففي العام 1983 قامت عناصر من «حزب الله» وحزب الدعوة المدعوم من إيران بمجموعة هجمات طاولت السفارة الأميركية والسفارة الفرنسية في الكويت ومصفاة للنفط وحياً سكنياً نجم عنها مقتل 5 أشخاص وإصابة 8 آخرين، كما قصف النظام الإيراني ناقلات النفط الكويتية في الخليج، وفي عام 1985 حاول النظام الإرهابي تفجير موكب الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت والذي نتج منه مقتل عدد من عسكريين، كما قام النظام الإيراني بتدبير عملية اختطاف طائرة خطوط TWA واحتجاز 39 راكباً أميركياً على متنها لمدة أسابيع وقتل أحد أفراد البحرية الأميركية فيها، كما قامت إيران في العام 1986 بتحريض حجاجها للقيام بأعمال شغب في موسم الحج، ما نتج منه تدافع الحجاج ووفاة 300 شخص. وفي العام 1987 تم إحراق ورشة بالمجمع النفطي برأس تنورة شرق السعودية، من عناصر «حزب الله» الحجاز المدعوم من النظام الإيراني، وفي العام ذاته هجمت عناصر الحزب نفسه على شركة «صدف» بمدينة الجبيل الصناعية شرق السعودية. وفي العام 1987 تورط النظام الإيراني في اغتيال الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران، وذلك في العام نفسه الذي تم فيه إحباط محاولة إيران لتهريب متفجرات مع حجاجها، كما تم الاعتداء على القنصل السعودي في طهران رضا عبدالمحسن النزهة، ثم اقتادته قوات الحرس الثوري الإيراني واعتقلته قبل أن تفرج عنه بعد مفاوضات بين السعودية وإيران. وفي الفترة ما بين 1989 - 1990 تورط النظام الإيراني في اغتيال 4 دبلوماسيين سعوديين في تايلاند وهم: عبدالله المالكي، وعبدالله البصري، وفهد الباهلي، وأحمد السيف. وضمن أعمال النظام الإرهابية، قام ما يسمى ب«حزب الله» في الحجاز في العام 1996 بتفجير أبراج سكنية في الخبر ونجم عنه مقتل 120 شخصاً من بينهم 19 أميركياً، كما تورط النظام الإيراني في تفجيرات الرياض 2003 بأوامر من أحد زعامات القاعدة في إيران، ما نجم عنه مقتل العديد من المواطنين السعوديين، والمقيمين الأجانب ومن بينهم أميركيون. وتم في العام ذاته إحباط مخطط إرهابي بدعم إيراني لتنفيذ أعمال تفجير في البحرين، والقبض على عناصر خلية إرهابية جديدة كانت تتلقى الدعم من الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» اللبناني، وكذلك الحال في الكويت والإمارات، وفي أوقات متفرقة. وفي العام 2011 اغتالت يد الغدر الإيرانية الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني في مدينة كراتشي، كما أحبطت الولاياتالمتحدة الأميركية محاولة اغتيال السفير السعودي، وثبت تورط النظام الإيراني في تلك المحاولة. واستغل النظام الإيراني عدداً من القراصنة الإلكترونيين في تنفيذ أعمال تجسسية وتدميرية، إذ قام قراصنة إيرانيون في 2012 تابعون للحرس الثوري الإيراني بهجمات إلكترونية ضد شركات النفط والغاز في السعودية والخليج، وفي العام 2016 أصدرت محكمة الجنايات الكويتية حكماً بإعدام اثنين من المدانين في القضية المعروفة بخلية العبدلي، أحدهما إيراني الجنسية، وذلك بتهم ارتكاب أفعال من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضي دولة الكويت، والسعي والتخابر مع إيران و«حزب الله» للقيام بأعمال عدائية. كما قامت البعثات الدبلوماسية الإيرانية بتشكيل شبكات تجسس في مختلف الدول والتي يتم من خلالها تنفيذ الخطط والعمليات الإرهابية، ومن الدول التي اكتشفت وجود شبكات تجسس إيرانية على أراضيها السعودية والكويتوالبحرين وكينيا ومصر والأردن والإمارات واليمن، إضافة إلى تركيا ونيجيريا.