عندما يقارن مسنٌّ تسعيني بين موسم الحريد في الماضي والحاضر، وهو يستقبل زوار المهرجان في بهو شقق مفروشة في منتصف جزيرة فرسان، يكشف عن نقاط إيجابية في كلا العهدين، وعن عجائب وغرائب في طرق الصيد قديماًَ، وكثير من الأجواء المصاحبة للموسم. وقال المواطن التسعيني محمد الرفاعي ل «الحياة»: «كان كل الرجال والصبية يذهبون في موسم الحريد إلى شاطئ الحصيص في فرسان، ونقوم بحمل شجر الكسب، وهو شجر بحري، للفه على موقع وجود سمك الحريد بعد لف الشباك على السمك، حتى لا يعود إلى البحر، وبعدها ينادي كبير القوم على الضويني، وهو رجل يساعدهم في جمع كمية كبيرة من السمك». وأضاف: «بعد جمع السمك ووضعه في الشبك الخاص ينقل إلى المنازل، وفي الطريق نقوم بتوزيع السمك على المساكين والعجزة، وحين الوصول إلى المنازل يتم توزيعه بالتساوي على الأهل والأقارب والأصدقاء، إلى أن يتم التأكد من أن جميع أهالي الجزيرة حصلوا على الحريد»، مشيراً إلى أن هناك عادة ترتبط بالحريد، إذ إنه إذا صادف زواج امرأة أو ولادتها موسم الحريد يحتفل الأهالي لمدة أسبوع ابتهاجاً بالمناسبتين. ولفت إلى أنه في الماضي لم يكن هناك زوار للجزيرة في الحريد، نظراً إلى عدم توافر النقل الكافي وقتها إلا ببعض الصناديق البسيطة، بينما قال عن موطن الحريد الأصلي: «ليس لديَّ تصوّر حقيقي عن موطنه، إلا أن بعضهم يتحدث عن هجرته من الهند، وبعضهم عن وجوده في مناطق عدة من العالم، إلا أنه يأتي إلى هذا الموقع مرة واحدة كل عام، ولمدة ثلاثة أيام، لوضع البيض في منتصف الليل حين ينتصف القمر وسط السماء، ولوجود شعب يتغذى منها، وبعدها يهاجر إلى مواقع لا نعلمها». وأضاف أن الأهالي ليلة الحريد يصنعون الشباك في منازلهم استعداداً للصيد، وحين يقترب الفجر من البزوغ تكون جميع الشباك جاهزة للصيد وينتظرون لحظة الانطلاق، وقال: «لم أعد أشاهد ما كنت أشاهده في السابق، فحتى طريقة الصيد تغيّرت، فاليوم يتم حجز السمك لمدة تتجاوز 9 أيام ليواكب المهرجان الذي افتتحت فعالياته أخيراً».