يعد موسم صيد سمك الحريد بجزر فرسان الذي يصادف هذا العام يوم الخميس القادم تظاهرة سنوية وإحتفالية كبيرة يحتفي بها الأهالي منذ مئات السنين إبتهاجاً بمقدم ضيف الجزر الذي يطل عليهم في نفس الموعد من كل عام . ومما زاد الموسم شهرة وأهمية خاصة خلال السبع سنوات الماضية مشاركة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان لأهالي وزوار الجزيرة الإحتفاء بهذه المناسبة وتوجيهه بإقامة مهرجان سنوي أثبت نجاحه بكل المقاييس . ويحتفى أهالي جزر فرسان بصيد سمك الحريد // ببغاء البحر // أو كما يعرف بالمنطقة الغربية بالماشي , من خلال اقامة العديد من الفعاليات والرقصات والأهازيج والأناشيد المصاحبة للفعالية التي يشهدها خليج الحصيص سنويا كما جرت العادة ووفق ما تعارف عليها الفرسانيون وتوارثها الأبناء عن الأباء والأجداد . وتبدء التظاهرة مع ساعات الصباح الاولى وعندما تشرق الشمس والبحر في حالة الجزر // العراء // كما يسميه أهالي فرسان بتوافد محبي هذا النوع من السمك والمحافظة على هذه العادة والتراث الذي يجله ويقدره كبار السن والصغار في فرسان. وعندما يصل الصيادين إلى خليج الحصيص // موقع مرور الحريد / يقومون بنصب شباكهم // الدور // كما يعرف لديهم على مجموعات الأسماك التي تجوب الخليج في مجموعات تصل لمئات الألآف التي يعرفها الصياد عن بعد إذ تمثل بقعه سوداء عائمة في مياه الخليج. وبعد أن يحكم الصيادون إغلاق الشباك على مجموعات الأسماك الوديعة التي لاتؤذي الصيادين أو تبدي أي نوع من المقاومة يقومون بجرها إلى موقع قريب من الشاطئ الذي ينتظر على طرفه اهالي الجزيرة متأهبين للظفار بما قدر لهم من رزق من هذه الاسماك. إثر ذلك وعند الإنتهاء التام من عملية تجميع الأسماك يقوم الأشخاص الموكل اليهم عملية الصيد ومد الشباك بوضع أغصان من شجر النبق أو الكسب كما يطلق عليه الفرسانيون ليتوجه السمك اليه ويسهل اصطياده في الوقت الذي يقف فيه الأهالي من على ظفاف الشاطئ في عجلة واستعداد تامين لإطلاق إشارة الانطلاق المدوية والتسابق لدخول البحر التي عادة لاتسمح للعاملين على وضع اغصان الكسب بإنهاء مهمتهم التي يقومون بها . بعد أن تصدر إشارة الإنطلاق يتسابق الجميع إلى حيث تجمع الاسماك حاملين معهم الاكياس والمصائد ليخرج كل منهم نصيبه من سمك الحريد يأكله بعضه مع افراد اسرته ويهدي البعض الاخر إلى اعز الاصدقاء. ولا يقتصر الاحتفال على الرجال على ممر ببغاء البحر بالجزيرة بل يتعداه إلى البيوت حيث تحتفل النساء وتقدم منه الهدايا للمتزوجين الذين لم يمضوا العام على زواجهما. ويعزو الأهالي سبب تواجد هذا النوع من السمك الذي لايتجاوز طوله ال- / 40 / سم ويخلو من الاشواك إلى انه سمك مهاجر , ويصل إلى الجزيرة خلال هذه الفترة من العام بحثاً عن الدفء وضع البيض خصوصاً وان الموقع الذي يوجد به عبارة عن جبال ومياه ضحله دافئه تساعد على عملية وضع بيوضه فيها.