اتفقت مصر وقطر، خلال زيارة رئيس الوزراء المصري عصام شرف إلى الدوحة، على فتح «صفحة جديدة» في علاقاتهما وتعزيزها عبر «خريطة تضم التطلعات»، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والعمل العربي المشترك، كما توافق البلدان على أهمية العلاقات مع إيران. وفي اختتام جولته الخليجية التي شملت السعودية والكويت، نقل رئيس الوزراء المصري أمس رسالة من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي إلى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تتعلق ب «تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات» وتسلمها نائب الأمير ولي العهد الشيخ تميم بن حمد، كما عقد شرف جلسة محادثات مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم. ووصف رئيس الوزراء القطري العلاقات مع مصر بأنها «تاريخية ومهمة». وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع شرف ليل الأربعاء - الخميس إن الجانبين وضعا خلال لقاء مطول «خريطة واضحة لتطلعاتهما المشتركة»، وأن وفداً برئاسة وزير الدولة للتعاون الدولي الدكتور خالد بن محمد العطية سيزور مصر «لوضع إطار لما جرى التحدث فيه أثناء جلسة محادثات الدوحة». وأشار إلى أن «مصر هي الدولة العربية الكبرى التي ننظر إليها دائماً نظرة الشقيق الأكبر، كما ننظر إليها بأنها الميزان في العالم العربي. وإذا صحت مصر وقويت، فهي قوة لكل العالم العربي وهي الحقيقة التي نقولها دائماً ونتمنى لمصر الثورة التوفيق والتقدم والازدهار». ورأى شرف أن محادثاته التي تناولت القضايا الثنائية والإقليمية والوضع في مصر ما بعد الثورة «مشجعة لاتخاذ مزيد من خطوات التعاون والتأسيس لمرحلة جديدة»، لافتاً إلى أن «وجهات النظر كانت متطابقة». وأكد رداً على سؤال عن العلاقات بين مصر وإيران، عدم وجود أي تعارض بين ما صرح به أخيراً بأن أمن الخليج خط أحمر وما يتردد عن تقارب مصري - إيراني. وأوضح أن «ما يحدد أي تعاملات، حتى في الحياة اليومية، مجموعة من الثوابت. وعلاقات مصر مع دول الخليج عميقة ولها جذور تاريخية، وأي شيء يختلف مع هذه الثوابت لا يمكن الاستمرار فيه». وأضاف: «مصر ليست لديها الآن سفارة في إيران. وعندما نتحدث عن فتح صفحة جديدة مع دول العالم، فهذا شيء ومنطق عام لكنه يخضع دائماً لثوابتنا بعدم التدخل في شؤون الدول، وعندما تكون هذه الدول هي دول الخليج فإن الأمر يعني بالنسبة إلينا وقفة». وقال رئيس الوزراء القطري: «أنا أؤيد فعلاً أن تكون هناك علاقة بين مصر وإيران، وهذا لا يعني أن الثوابت تتغير. ونرى أن هذه العلاقات يمكن أن تصب في تنمية العلاقات مع الجانب الإيراني»، مشيراً إلى أن لكل دول مجلس التعاون الخليجي سفارات في إيران. وأضاف أنه لا يرى أن هناك تخوفاً، «بل نعلم علم اليقين أن مصر لن تقبل أن تكون لديها علاقات مع إيران بديلة لعلاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي، لذلك نحن نثق في دور مصر، وأعتقد أن أية علاقات تصب في هذا السياق قد تخدم ولا تضر إذا احترمت الثوابت». وعن الوضع في سورية، قال حمد بن جاسم إن «علاقات قطر متميزة مع سورية ونتألم كثيراً لما يجري في سورية، ونأمل في أن يسود العقل والحكمة في حل الموضوع هناك في شكل عاجل وبالحوار البناء للوصول إلى نتيجة تلبي طموحات الشعب السوري والاستقرار في سورية الشقيقة». وأكد أهمية «أن يحل الموضوع السوري في الإطار والبيت السوري في أسرع وقت». وسُئل عن تمسك كل من مصر وقطر بمرشحها لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، فأكد «عدم وجود أي خلاف في هذا الشأن مع مصر». وقال: «نحن نحترم مصر الثورة ونقدر دورها... الدور المصري وضح سريعاً في اتفاق فلسطيني - فلسطيني، وهذا يسرنا في قطر، ونحن ندعم هذا الاتفاق بالرعاية المصرية، كما نعلم التوجهات الجديدة لمصر وتسرنا كثيراً وندعمها». وخلص إلى أن ترشيح الأمين العام للجامعة «موضوع فني وتجري دراسته الآن في إطار الإخوة القطرية - المصرية بطريقة تؤدي إلى مزيد من الوئام بحيث لا يكون مجالاً للفرقة بين البلدين»، لكنه أضاف أن «هذا الموضوع (تدوير منصب الأمين العام للجامعة) يتم الحديث عنه منذ أكثر من سنتين أو ثلاث، وجرى الحديث عنه للمرة الأولى في الجزائر وكذلك بين وزراء الخارجية العرب»، مشيراً إلى أن «منصب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي يتم تدويره، وكانت هذه هي الفكرة». ورأى أن «الوقت حان للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة في الأممالمتحدة»، فيما توقع شرف الاعتراف بالدولة الفلسطينية في ظل المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية وفي ظل جهود الحكومة المصرية لرفع الحصار عن غزة والدعوة إلى مؤتمر دولي لحل المشكلة وليس إلى إجراء مفاوضات مرة أخرى.