القاهرة - رويترز - قال مصدر امني مصري اليوم الخميس ان مصر سترسل فريقا امنيا إلى قطاع غزة للمساعدة في تنفيذ اتفاق للمصالحة توصلت إليه حركتا فتح وحماس. واعادة هيكلة وتوحيد قوات الامن في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس شرط رئيسي لنجاح الاتفاق الذي رعته القاهرة يوم الاربعاء ويستهدف تجاوز الخلاف الذي عرقل المسعى الفلسطيني للاستقلال. وقال المصدر الامني الذي طلب عدم الكشف عن هويته "سوف يتجه وفد امني مصري إلى غزة للمساعدة في تنظيم الموقف الامني الداخلي هناك بعد ان التوصل لاتفاق المصالحة بالفعل." وقال ان الفريق الامني سيسعى لدمج قوات الامن التابعة للفصائل الفلسطينية في غزة لكنه رفض توضيح كيفية حدوث ذلك. ويتضمن الاتفاق انشاء قوة امن محترفة ومستقلة عن الفصائل يشرف عليها المجلس التشريعي الفلسطيني. وقال مصدر امني آخر ان الفريق الامني سيضم مختصين من عدة افرع بالجيش المصري. وكما حدث في مهمة سابقة انتهت عام 2007 ستشرف المخابرات المصرية على عمل الفريق الامني في غزة. وتحكم حركة حماس قطاع غزة منذ اطاحتها بالقوات الامنية التابعة لحركة فتح في عام 2007 بعد عام من فوز حماس بالانتخابات العامة الفلسطينية. وتحكم حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الضفة الغربية التي تسيطر عليها اسرائيل بشكل عام منذ احتلالها لها في حرب عام 1967. ويدعو اتفاق المصالحة إلى تشكيل حكومة وحدة تحل محل الادارتين اللتين تتبع كل منهما حركة من الحركتين في الضفة والقطاع والاعداد لانتخابات رئاسية وتشريعة خلال عام. وتأجلت الانتخابات الجديدة كثيرا. وتخشى اسرائيل أن تؤدي الانتخابات إلى تسليم حماس السيطرة على الضفة الغربيةالمحتلة. ومن المقرر ان يوقع عباس وخالد مشعل قائد حركة حماس المقيم في دمشق الاتفاق في القاهرة الاسبوع القادم. وينظر إلى تحقيق الوحدة الفلسطينية باعتباره امرا حيويا لاحياء اي امل في قيام دولة فلسطينية مستقلة. وتطالب القوى الغربية بأن تحترم اي حكومة وحدة فلسطينية اتفاقات السلام الموقعة مع اسرائيل وان تنبذ العنف وتعترف بإسرائيل. وتحاول مصر منذ سنوات تحقيق المصالحة الفلسطينية. ويقول محللون ان الانتفاضة الشعبية التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك في مصر الذي كان حليفا رئيسيا لعباس من السلطة في فبراير شباط والاحتجاجات التي تهز سوريا الراعي الرئيسي لحركة حماس قد ساهمت معا في دفع فتح وحماس إلى المصالحة. ورحل فريق أمني مصري بقيادة اللواء برهان حماد عن قطاع غزة في 2007 بعد ان سيطرت حركة حماس على القطاع بعد اشتباكات عنيفة مع حركة فتح. ثم بدأ عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية انذاك في الاشراف على المهمة. وقدمت مصر في عام 2009 مسودة لاتفاق مصالحة تدعو إلى تشكيل قوة شرطة محترفة من قوة الشرطة التابعة لحماس وقوات تابعة لحركة فتح. ورفضت حماس التوقيع على هذا الاتفاق مطالبة بتعديلات على النص قبل تصديقها عليه. ___________ * مروة عوض