تصدرت سخونة الأجواء على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، اهتمامات سدنة الدولة العبرية وإعلامها مع رصد أكثر من 15 رشقة صواريخ أطلقت من القطاع على الأراضي الإسرائيلية منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، قبل عشرة أيام. في غضون ذلك، شنّ طيران الاحتلال غارات استهدفت مواقع تابعة لحركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة، وأغلقت السلطات الإسرائيلية معبرين مهمين مع القطاع، واقتحم أكثر من 200 مستوطن المسجد الأقصى لأداء شعائر تلمودية، خلال الاحتفالات بال «هانوكا». وهدّأ وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من روع سكان بلدات يهودية تتعرض للقصف، بقوله إنه «لا يوجد ما يدعو إلى الفزع. وأدعو الجميع إلى التحلي بالهدوء، نعرف ماذا علينا أن نفعل وكيف نفعل ومتى نفعل». وأضاف: «في كل الأحوال أصدرت تعليماتي لقيادة الجيش بأن تكون مستعدة لمختلف السيناريوات». ورأى ليبرمان، أثناء جولة له في مدينة سديروت الجنوبية، أن إطلاق القذائف الأخيرة على سديروت «ليست له علاقة بالردع الإسرائيلي، إنما هو نتيجة صراع داخلي بين فصائل فلسطينية مسلحة في القطاع». من جهة أخرى، أوضح الجيش الإسرائيلي في بيان أمس، أن «طائراته استهدفت ثلاث منشآت عسكرية تابعة للحركة في غزة»، قائلاً إنها «تستخدم للتدريبات ولتخزين الأسلحة».وأعلنت سلطات الاحتلال إغلاق معبري «كرم أبو سالم»، الممر الرئيسي لدخول البضائع إلى القطاع، و «إيريز» بيت حانون، من دون أن تحدد مدة الإغلاق. واقتحم عشرات المستوطنين وطلاب يهود المسجد الأقصى وتجولوا في باحاته أمس، وسط حراسة مشددة من قوات إسرائيلية خاصة. كما اقتحم جيش الاحتلال جامعتي «القدس» و «بير زيت» في الضفة الغربية. إلى ذلك، كشفت صحيفة «هآرتس» أن سلطات الاحتلال تتحايل على الفلسطينيين بقيامها بمصادرة أراضيهم بحجة استخدامها «لأغراض عامة»، في حين أنها تحول الأرض المصادرة إلى المستوطنين لإقامة منازل عليها. ووفقاً ل «الإدارة المدنية» لسلطات الاحتلال، فإن نحو 3500 منزل استيطاني مقامة على أراضٍ فلسطينية خاصة. ومن دون «قانون التسوية» الذي وعدت الحكومة المستوطنين بتشريعه، قد تقوم المحكمة العليا بإصدار أمر لسلطات الاحتلال بإخلاء أكثر من ألف منها، لأنها مقامة على أراضٍ فلسطينية خاصة أثبت أصحابها ملكيتهم لها بمستندات رسمية.