لم يتوقع أشد المتفائلين أن تكون مشاركة نادي الإمارات في دوري أبطال آسيا إيجابية على هذا النحو، ومنهم كاتب هذه السطور، فلم أكن أتخيل أن تكون محصلة الفريق «الهاوي» أفضل من الفرقة «المحترفة»... لهذا أعتذر بشدة لجمهوره وإدارة ناديه. لكنني كنت من القلة التي كانت تؤمن بأحقية مشاركة ممثل إمارة رأس الخيمة في البطولة الآسيوية ولا يحق لأي شخص أو جهة أن تسلب هذا الحق من هؤلاء الأبطال، حتى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بنفسه!! بصراحة، نفتقد لممثل من رأس الخيمة في دوري المحترفين الإماراتي، لعل الأنظمة الكروية حرمتنا من وجوده شبه الدائم في دوري الإمارات، رغم إمكان تحسينها برفع سقف عدد الأندية في الدوري. نادي الإمارات - صقور رأس الخيمة كما يلقب - ليس فريقاً حصل على لقبي كأس رئيس الإمارات وكأس السوبر الإماراتي في العام الماضي، بل هو عضو مؤسس لبطولة دوري الإمارات، هو أحد أبرز الأندية المتنافسة في السبعينيات، يمتلك تاريخاً عريقاً وإن خلت خزائنه من الألقاب. من يعرف تاريخ كرة القدم الإماراتية يعرف من هو هذا النادي! في دولة الإمارات وخارجها، يعتقد البعض أنه فريق ضعيف لا يملك تاريخاً، فريق يقبع في درجة ثانية، على هذا الأساس كانت هناك حملات استغراب وتعجب، كيف لفريق من الدرجة الثانية يشارك في البطولة الآسيوية؟ أتذكر جيداً عندما طرحت مشاركته قبل النسخة الحالية، كيف كان الاتحاد الآسيوي يحاول عرقلة مشاركة هذا الفريق بأي طريقة، والسبب أنه يلعب في الدرجة الثانية!! منطق غريب... لماذا يحرم بطل الكأس من المشاركة الآسيوية وهو حق مكفول في قوانين الاتحاد الآسيوي نفسه؟ الآن وبعد النتائج المبهرة لصقور رأس الخيمة، يجب على الاتحاد الآسيوي أن يفتخر بالخطوة التي قام بها وأعطى نادي الإمارات حق المشاركة، يجب على الاتحاد الآسيوي أن يؤكد أن رؤيته تسير في الطريق الصحيح، فالأندية الهواة ينافسون المحترفين، وهو ما شعر به محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي باتجاه أندية الكويت وسورية والأردن... هذه الأندية «الهاوية» تستحق مكاناً في دوري أبطال آسيا كما قال... نادي الإمارات كذلك يستحق مكاناً معها. بل يستحق تكريماً خاصاً من الاتحاد الآسيوي كونه النادي الوحيد من بين 126 نادياً الذي شارك في تاريخ بطولة دوري أبطال آسيا بنظامه الجديد وهو من الدرجة الثانية!! ولعله النادي الوحيد من الدرجة الثانية الذي يلعب في البطولات الآسيوية منذ انطلاقها عام 1967 وحتى اللحظة. وإذا كان لا يستحق التكريم، فإنه على الأقل يستحق الاعتذار... أليس كذلك؟ [email protected]