ماطلت روسيا في الرد على طلب رسمي ليبي بالدعوة إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة تطورات الموقف الليبي. وقال مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو إن الرئيس ديمتري مدفيديف «لم يعط أي أوامر باتخاذ إجراءات ديبلوماسية استجابة لطلب طرابلس». واتخذت حال الارتباك الداخلي وتباين المواقف داخل الطبقة السياسية الروسية بُعداً أوضح خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، إذ أكد الكرملين انه لم يبدأ تحركاً لتلبية الطلب الليبي بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن وقال بريخودكو إن مدفيديف «لم يعط أي أوامر باتخاذ إجراءات ديبلوماسية في هذا الاتجاه». وكانت وكالة الأنباء الليبية «جانا» قالت إن طرابلس دعت موسكو رسمياً إلى اتخاذ خطوات من أجل عقد مثل هذا الاجتماع لبحث «العدوان الصليبي المتواصل» على الجماهيرية ومحاولات القضاء على معمر القذافي، مشيرة أن ذلك يتناقض مع قرارات مجلس الأمن ومبادئ القانون الدولي. وفي مقابل موقف الكرملين الذي يفضّل «الانتظار ومنح التحالف الغربي فرصة كافية لإنجاز مهماته» كما قال أمس خبير روسي قريب من الكرملين، واصل رئيس الوزراء فلاديمير بوتين توجيه انتقادات حادة لأداء الحلف واعتبر أن التلميحات باستهداف العقيد معمر القذافي شخصياً «غير مقبولة» وان العملية العسكرية انحرفت عن مسارها الأصلي، وزاد أن «لا أحد منح زعماء العالم الحق بقتل معمر القذافي»، مضيفاً أن «هناك عدداً كبيراً من الأنظمة المماثلة لنظام القذافي في العالم ولا يمكننا أن نوافق على قيام البعض باتخاذ قرارات بقتل هذا الزعيم أو ذاك». وتزامن الموقف مع تنديد وزير الخارجية سيرغي لافروف بمساعي «التصعيد» وقال ان روسيا لن تدعم أي قرار دولي جديد بحق ليبيا ينص على استخدام القوة. معتبراً أن القرار الوحيد الذي يمكن أن يحظى بدعم روسيا هو قرار ينص بوضوح «على الوقف الفوري لأعمال العنف ودعوة طرفي النزاع إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات». وكانت روسيا امتنعت عن التصويت على القرار 1973 لكنها انتقدت بعد ذلك ما وصفته «التطبيق الخاطئ للقرار»، واعتبر لافروف أن التدخل الغربي يُنذر بالتحول إلى عملية «برية محفوفة بالمخاطر وغير معلومة النتائج».