تبادل الرئيسان الجزائر عبد العزيز بوتفليقة والصيني شي جينبينغ، التهاني بعد إطلاق قمر اصطناعي جزائري منذ يومين يستهدف مجال الاتصالات والتأمين العسكري للبيانات، واعتبر وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل أن «الإطلاق الناجح للقمر الاصطناعي الجزائري ألكومسات1» هو «ثمرة التعاون الاستراتيجي بين الجزائروالصين ومرحلة مهمة في مسار اكتساب التكنولوجيا الحديثة».وأطلقت الجزائر ليل الأحد- الإثنين، القمر الاصطناعي الجزائري للاتصالات «ألكوم سات1» من منصة الإطلاق «شيشانغ» في مقاطعة سيشوان الصينية. ووصف خبراء جزائريون الخطوة ب «الإستراتيجية في مجال الاتصالات والبث الإذاعي والتلفزيوني». ولم تشر البيانات الرسمية عن أي خدمات «أمنية» يؤديها القمر المذكور، إلا أن الخبير الأمني الجزائري أحمد ميزاب أفاد «الحياة» بأن «القمر الاصطناعي سيتكفل بمهمات مراقبة الخرائط وتسهيل مراقبة الحدود الوطنية وحماية الاتصالات، ما يؤمن امتيازات للجيش الجزائري». وأوضحت الوكالة الفضائية الجزائرية التي أطلقت القمر الاصطناعي بالتعاون مع الصين في بيان، أن هذه المرحلة «تليها فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر لتنفيذ مراحل أخرى لوضع القمر في موقعه وإجراء اختبارات في المدار قبل استغلاله ميدانياً»، وكان مقرراً إطلاق القمر إلى الفضاء بتاريخ كانون الأول (ديسمبر) 2016 إلا أن العملية تأخرت بسبب ضغوط على جدول برنامج إطلاق الأقمار الاصطناعية الصيني. وقال الصحافي الجزائري المتخصص في مجال الأمن والدفاع، أكريم خريف إن «القمر هو الأول في مجال الاتصالات ويحتوي على 33 قناة، بطاقة استيعاب تصل إلى 300 قناة تلفزيونية وعدد مماثل من القنوات الإذاعية، كما يسمح بإرسال الإنترنت بتدفق عالٍ جداً يغذي كامل شمال أفريقيا وصولاً إلى السودان». وزاد خريف أن «القمر سيُستخدم في مهمات الإتصالات المدنية والعسكرية، ما يمنح الجيش إمكان تأمين شبكة الاتصالات الخاصة به من الحدود إلى الحدود وسرعة تحويل المعطيات ونقل البيانات باستغلال محطات التحكم الأرضية في كل من محافظتي المدية وورقلة، مع تحكم كامل وتام من قبل كوادر جزائرية مدنية وعسكرية». ولم يصدر أي تصريح رسمي عن استعمالات عسكرية للقمر الاصطناعي الجديد أو ما يشير إلى رد جزائري على إطلاق المغرب قمراً خاصاً في وقت سابق بتعاون فرنسي. وأكد مسؤولو الوكالة الفضائية الجزائرية أن «القمر يشكل إضافة للجزائر ويسمح بنقل الخبرات خصوصاً أنه شهد مشاركة فريق باحثين في كل مراحل بنائه ما يسمح بوصول الباحثين الجزائريين إلى مرحلة بناء قمر اصطناعي مماثل بقدرات جزائرية كاملة وداخل الجزائر». وأضاف المسؤولون أن «التحدي الجديد متمثل بتصميم وإرسال قمر اصطناعي للمراقبة الأرضية بدقة 70 سنتمتراً بحدود عام 2020».