كشف الرئيس التنفيذي لشركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) خالد الفالح، أمس، أن العملاق النفطي السعودي سيرفع قدرته الإنتاجية في مجال تكرير النفط بنسبة 50 في المئة إلى أكثر من ستة ملايين برميل يومياً عبر عمليات توسعة في المملكة وفي الخارجإضافة إلى توسيع قدرتها الرئيسية في إنتاج الغاز إلى أكثر من 15 بليون متر مكعب قياسي يومياً. وأشار الفالح أمام مؤتمر في سيول إلى تقدم أعمال إنشاء مصفاتين جديدتين في السعودية، موضحاً أن «أرامكو» تفكر في إنشاء أربع مصاف جديدة، واحدة في جازان في السعودية، إضافة إلى ثلاث مصاف بالشراكة مع أطراف أخرى في الصين، وفيتنام، واندونيسيا. وقال ان القدرة الإنتاجية في مجال التكرير ستتخطى «قريباً» عتبة أربعة ملايين برميل يومياً. من دون أن يحدد إطاراً زمنياً لبلوغ ذلك او لبلوغ عتبة الستة ملايين برميل، لافتاً إلى أن «أرامكو» ستنفق 125 بليون دولار في مشاريع داخل وخارج المملكة على مدى السنوات الخمس المقبلة، مشدداً على أن الاستثمارات الجديدة لن تكون فقط في قطاع الخام، بل ستشمل الغاز والبتروكيماويات. وعلى صعيد متصل، أوضح الفالح في لقاء مع رجال الأعمال الكوريين في غرفة التجارة الكورية، أن مستوى التعاون بين السعودية وكوريا الجنوبية في أعلى مستوى «مع الاستثمارات الكورية الاستراتيجية في مختلف مجالات الاقتصاد السعودي، بما في ذلك المجالات ذات الصلة في الطاقة». ولفت في كلمة بعنوان «تبادل المزايا وتقاسم الفرص والعلاقات الدائمة»، إلى الإعجاب في المملكة العربية السعودية بالشعب الكوري، ليس فقط للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، وإنما لأسباب إنسانية بحتة، تربط بينهما ولأجيال عدة،» وقال: «لقد شهدنا أخلاقيات العمل، والثبات الخاص، والبراعة، وطريقة وفاء الكوريين بمسؤولياتها والتزاماتها». مؤكدا أن كوريا من أكبر الشركاء التجاريين الآن للمملكة العربية السعودية». وتابع قائلاً: «مثلما ساعد الكوريون في بناء المملكة، فإن السعودية لعبت دوراً مهماً في نمو كوريا، من خلال موثوقية توريد البترول، ومن خلال حصتنا في شركة ستاندرد أويل، التي تعتبر واحدة من الشركات الرائدة في البلاد في مجال الطاقة»، مضيفاً: «هذا العام يصادف الذكرى ال 20 لأول استثمارات شركة أرامكو السعودية في آسيا». وأضاف: «في الوقت الحاضر، نشاهد توسيع قدرة مصفاتها «أولسان» إلى أكثر من 650 ألف برميل يومياً، ما يجعلها واحدة من مصافي النفط الأكبر في العالم وأكثرها تطوراً». وأشار الفالح إلى أن مجلس إدارة أرامكو السعودية يجتمع للمرة الأولى في كوريا، كما وقعت شركة أرامكو السعودية مذكرات تفاهم مع بنك التصدير والاستيراد الكوري، وشركة التأمين التجارية الكورية، لتعزيز فرص وكالات ائتمان الصادرات للمشاركة في تمويل مشاريع أرامكو السعودية في المستقبل. وبين أن الشركة مقبلة على خطط جديدة لزيادة 50 في المئة في طاقة التكرير للشركة في مختلف مرافقها في العالم، وتوسيع قدرة الغاز الرئيسية إلى أكثر من 15 بليون متر مكعب قياسي يومياً، ومشروع للبتروكيماويات على مستوى عالمي في مدينة الجبيل الصناعية، ومخطط التوسع في مشروع بترورابغ المشترك، والمشاريع السكنية الجديدة، ومجموعات الشركات الصناعية الأخرى العاملة في مجال التصنيع والتحويل، وأنشطة الخدمات، وعدد كبير من مبادرات الدعم والبنية التحتية، بما في ذلك خطوط الأنابيب ومحطات التوزيع، والمشاريع البيئية والمباني الكبيرة. واستطرد الفالح «أود أن نرى الشركات الكورية تعتمد استراتيجية تطلعية تستثمر فيها قدرتها على خدمة وصيانة المواد والمعدات في داخل السعودية، بدلاً من الدعم البسيط هنا في كوريا». مضيفاً: «كما أن كوريا وفرت لنا منصة مثالية يمكن من خلالها إطلاق النمو لوجودنا في شمال آسيا، وأعتقد بأن المملكة يمكن أيضاً أن تكون نقطة انطلاق ممتازة للشركات الكورية الراغبة في نمو وجودها في منطقة الشرق الأوسط وما وراءها، التي تشهد نمواً سريعاً». ودعا الفالح إلى اتخاذ «هذه العلاقات إلى مستوى أعلى حتى مع الاستثمارات الكورية الاستراتيجية في مختلف مجالات الاقتصاد السعودي، بما في ذلك المجالات ذات الصلة بالطاقة». وأضاف «بالنسبة لنا، مثل هذا التطور هو مجرد امتداد طبيعي وضروري للعلاقة الثنائية التي جلبت بالفعل مكاسب هائلة لشركاتنا، والمزيد من الرخاء لشعبينا». وأعرب الفالح عن عدم ارتياح السعودية حيال أسعار النفط المرتفعة، وقال: «لا نشعر بارتياح إزاء المستوى الحالي لأسعار النفط، أنا قلق بشأن تأثيرها المحتمل في الاقتصاد العالمي»، مشيراً إلى أن أسواق النفط العالمية لا تواجه شحاً في المعروض، وأنه «ينبغي أن يعلم الناس أن هناك طاقة فائضة متاحة تقدر بملايين البراميل يومياً».