رحّب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بإعلان إيطاليا دخول طائراتها العسكرية في العمليات إلى جانب قوات التحالف في ليبيا. وأعرب بعد محادثات أجراها في روما مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، عن تفاؤله بسير العمليات التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا. وأعلن الناطق باسم الخارجية الإيطالية أن اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا سيُعقد في 5 أيار (مايو) في روما، بعد اجتماعها الأول في الدوحة. وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي في روما إثر محادثاته مع برلوسكوني: «في ما يتعلق بليبيا، نحن متفائلون لأن المعارضة الليبية تبرهن عن شجاعة كبيرة وسيطرة كبيرة». وأضاف أن «كفاح» الثوار «يزداد فعالية كل يوم». وأكد أنه لا يستطيع أن يتكهن بكم من الوقت سيستمر هذا النزاع. وأضاف: «نريد أن يتمكن الليبيون من التعبير عن رغبتهم بحرية». وعن مشاركة الطائرات الإيطالية في العمليات في ليبيا، قال ساركوزي إن ذلك يضعها في «خدمة الديموقراطية» وهذا «خبر سار». وقال: «كيف لا تشارك إيطاليا في عمليات التحالف للسماح للشعب الليبي بأن يعيش حراً بعد 41 عاماً من الديكتاتورية»؟ وقال إنه «لو لم نتدخل في بنغازي لكان سقط عشرات الآلاف من القتلى. لا أحد يحب الحرب ولا أحد يأمر جيش بلده بالتدخل وهو يشعر بالفرح». وأشار إلى أن عدد سكان بنغازي يُقدر بنحو مليون شخص هدد العقيد القذافي بأنه سينتقم منهم انتقاماً رهيباً و «ما نقوم به اليوم مع إيطاليا والدول الأخرى يهدف إلى إحلال السلام في ليبيا». وتشكل ليبيا (أ ف ب) واحدة من نقاط الخلاف بين فرنسا وإيطاليا الدولة المستعمرة السابقة لليبيا حيث تملك إيطاليا مصالح اقتصادية كبيرة لا سيما في مجال الطاقة. واعترف البلدان رسمياً بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين على نظام القذافي وقررا إرسال مستشارين عسكريين هناك. وأوردت وكالة «رويترز» أن قرار إيطاليا السماح لقواتها الجوية بقصف أهداف عسكرية منتقاة في ليبيا أحدث صدعاً جديداً في حكومة سيلفيو برلسكوني، إذ قال وزير في حزب رئيسي مشارك في الائتلاف إنه يعارض هذه الخطوة كما عبّر أعضاء آخرون بالحزب عن المعارضة نفسها. وكانت إيطاليا من أوثق أصدقاء معمر القذافي في أوروبا حتى قام بحملة قمع عنيفة لانتفاضة اجتاحت بلاده مما دفع مجلس الأمن لاتخاذ قرار يفوض باستخدام القوة لحماية المدنيين. وأفاد بيان صادر عن مكتب برلسكوني أنه أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما في اتصال هاتفي بقرار حكومته وأنه سيتصل بالقادة الأوروبيين الآخرين كي يبلغهم الأمر بنفسه. وذكر البيان أن الحكومة قررت «تكثيف المرونة العملياتية لطائراتها بعمليات تستهدف أهدافاً عسكرية محددة على الأراضي الليبية بهدف حماية السكان المدنيين». وكانت روما سمحت لقوات حلف شمال الأطلسي باستخدام قواعد إيطالية وساهمت بثماني طائرات للعملية الخاصة بليبيا. إلا أنها لم تشارك حتى الآن سوى في عمليات استطلاع ومراقبة لمنطقة حظر الطيران التي وافقت عليها الأممالمتحدة، ولم تشارك في أي هجمات على البنية التحتية العسكرية وهي الهجمات التي تولتها أساساً بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. وقال روبرتو كالديروني وزير الشؤون التشريعية الإيطالي الذي ينتمي إلى حزب رابطة الشمال: «بذلنا قصارى جهدنا حتى الآن من خلال إتاحة القواعد والدعم اللوجيستي والأنشطة المضادة للرادار». وأضاف أنه إذا كان حلفاء إيطاليا يريدون من روما أن تفعل المزيد في ليبيا فعليهم أن يساعدوا إيطاليا في إعادة الهجرة غير المشروعة واستيعاب قدر من هؤلاء المهاجرين القادمين من شمال أفريقيا ممن يهبطون على جنوب إيطاليا.