كشف قرار موافقة مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية، برئاسة وزير الثقافة والإعلام عواد العواد، في جلسته أمس (الإثنين)، إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة، عن مشاعر الفرح والسرور، التي اجتاحت جميع مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة «إنترنت» من فنانين ومخرجين ومنتجين، استبشروا بالقرار ووصفوه ب«القرار الحلم» بالنسبة إليهم، بعد سنوات طويلة من المطالبات بإنشاء دور سينما تلبي حاجات الأسر ومتطلبات الترفيه العصري. وقالت المخرجة السعودية هيفاء المنصور، عبر حسابها الشخصي في «تويتر»: «ما أجمل الحياة، فخر وسعادة بالوطن لا توصف. إنشاء الله، ترقبوا أفلامنا السعودية على أرضنا أخيراً. يوم تاريخي، وكل التهاني للسينمائيين السعوديين»، في حين كتب الكاتب السينمائي رجا المطيري معلقاً على القرار: «للتاريخ يا معالي الوزير، للتاريخ، شكراً لك ولفريقك الرائع»، وبدأ الفنان مشعل المطيري تغريداته، بعد القرار ب«صباح الخير والفن»، وعبر مخرج فيلم «بلال» المخرج أيمن جمال عن سعادته، قائلاً: «الآن شباننا وشاباتنا سيظهرون للعالم إمكانات وقصصاً تستحق أن ترى النور.. هنيئاً لجيل 2030». وحضر هذه الاحتفالية التفاعلية بقرار منح تراخيص السينما في السعودية المسؤول في مهرجان أفلام السعودية مدير بيت السينما الفنان إبراهيم الحساوي، الذي قال: «وأخيراً سينما سعودية! مبارك علينا جميعاً، والشكر كل الشكر والتقدير لوزارة الثقافة والإعلام، مبارك على السينمائيين وصناع الأفلام». وأثار هذا القرار الجدل عبر الصحف العالمية، في تناولها السماح بالسينما في السعودية، وذكر الخبر عبر أكثر من 12 صحيفة ووكالة أخبار، بعد الساعة الأولى من الخبر، وبدأ المغردون سرد تاريخ تسلسل السينما، التي كانت حاضرة في الماضي في المدن الكبرى قبل نصف قرن تحديداً، وكانت ذات طابع تجاري، ولكن ليست بتلك الحداثة، التي كانت في المدن العربية الأخرى، مثل القاهرة وبيروت، بل كانت عبارة عن مبادرات شخصية من رجال أعمال في الستينات والسبعينات، ولم يكن هناك سوى بعض الأفلام التسجيلية، التي كانت تنتجها شركات النفط في المنطقة الشرقية للتوثيق، إضافة إلى بعض الأفلام القصيرة، التي يغلب عليها الطابع التسجيلي، مثل أفلام المخرج السعودي عبدالله المحيسن، ولكنها تعود اليوم في شكلها الطبيعي وطابعها الترفيهي بقوانينها وإبداعاتها العالمية. ومن المقرر البدء بمنح التراخيص بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة خلال مدة لا تتجاوز ال90 يوماً، وقالت وزارة الثقافة والإعلام، في بيان صحافي: «إن الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ستبدأ إعداد خطوات الإجراءات التنفيذية اللازمة لافتتاح دور السينما في المملكة، بصفتها الجهة المنظمة للقطاع»، وأضافت: «سيخضع محتوى العروض للرقابة، وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة»، كما أكدت أن العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية، بما يتضمن تقديم محتوى مثرٍ وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية، ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة. وبرزت خلال السنوات الأخيرة أسماء مخرجات سعوديات تميزن بأعمال شاركت في محافل فنية عالمية، مثل فيلم «وجدة» للمخرجة هيفاء المنصور، الذي رشح لجائزة «أوسكار» العالمية في 2013، ليكون الفيلم السعودي الأول، الذي يصل إلى أبرز محفل سينمائي في العالم، وبرز اسم المخرجة عهد كامل، ضمن الأسماء السعودية في الإخراج، بعدما شاركت بفيلمها «حرمة» في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة في مهرجان برلين السينمائي في عام 2013، ليكون بذلك أول فيلم سعودي يشارك في هذا المهرجان، وشارك «مُنكير» للمخرجة السعودية مرام طيبة في زاوية الأفلام القصيرة في مهرجان «كان» السينمائي في عام 2016، ويحكي الفيلم قصة زوجين غير سعيدين يعيشان في جدة، وتحاول الزوجة إعادة الرومانسية إلى حياتها التعيسة. وقدمت المخرجة ريم البيات أفلاماً عدة رشحت لجوائز دولية، مثل «ظلال»، الذي شارك في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بمهرجان «دبي السينمائي»، كما شهد عام 2015 مشاركة أصغر مخرجة سعودية جنى صفتي (15 عاماً) في مهرجان «كان» بفيلمها القصير «هدر الطاقة»، وتناولت فيه طرق توفير الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية.