أكدت مصادر في أفغانستان للمرة الأولى انضمام فرنسيين وجزائريين، قدِم بعضهم من سورية، إلى صفوف تنظيم «داعش» في ولاية غوزجان (شمال)، حيث أنشأ التنظيم قواعد بعد ظهوره في ولايتي ننغرهار وكونار (شرق) عام 2015. وأوضح حاكم منطقة درزاب بولاية غوزجان، باز محمد دوار أن «رعايا فرنسيين وجزائريين بينهم نساء وصلوا إلى المنطقة قبل نحو 20 يوماً، وهم يتنقلون برفقة مترجم طاجيكي، ومعهم شيشانيون وأوزبك وطاجيك»، مشيراً إلى أن عدداً من المقاتلين الجزائريين سبق أن أمضوا وقتاً في سورية والعراق. وتعتبر أجهزة أوروبية أن مرافقة مترجم طاجيكي أفراد هذه المجموعة «يشير إلى بوجود فرع لداعش في طاجيكستان»، علماً أن فرنسياً في ال30 من العمر متحدراً من مرسيليا أوقف في طاجيكستان في تموز (يوليو) الماضي، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة «الدخول غير الشرعي إلى البلاد». وهو أقر خلال محاكمته بأنه أراد الانضمام إلى «داعش» في أفغانستان. وانضم مئات من الفرنسيين بعضهم يتحدر من شمال أفريقيا إلى صفوف «داعش» في الشرق الأوسط، ما يثير التباساً في شأن جنسيات الوافدين الجدد. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية الجنرال دولت وزيري: «نسميهم العرب، لكنهم لا يحملون جوازات سفر». وروى حاجي، وهو من أعيان غوزجان، أن «القادمين الطويلي القامة تتراوح أعمارهم بين 25 و30 سنة، ويرتدون بزات عسكرية، وهم لا يسمحون لأحد بالاقتراب من قريتي بيبي مريم وشهر دارا، كما لا يتحدثون إلى أحد ويتنقلون على دراجات نارية إلى الحدود ذهاباً وإياباً». وحدد حاجي عدد الأجانب بحوالى 200 شخص يضمون خليطاً من العرب والأوروبيين والسودانيين والباكستانيين، مشيراً إلى أنهم بدأوا في التوافد قبل ستة أشهر، ويتدربون على تنفيذ اعتداءات انتحارية وزرع ألغام. وأكد أكرم، أحد السكان، أن منطقة درزاب «باتت في يد داعش بنسبة 95 في المئة، فيما فرّ سكان كثيرون خصوصاً الموظفين الحكوميين». وكشف الناطق باسم حكومة الولاية محمد رضا غفوري أن «داعش» جنّد حوالى 50 طفلاً من المنطقة «بالقوة أو باستغلال بؤس العائلات». وتابع: بعض الأطفال يبلغ بالكاد عشر سنوات، وهم يمكثون في مخيم خاص بقرية سرداره حيث يستعدون لتنفيذ اعتداءات». وأكدت كيتلين فوريست من معهد دراسة الحرب في واشنطن أن «داعش» يريد تحويل غوزغان إلى «محور لوجستي لاستقبال مقاتلين أجانب وتدريبهم». واعتبرت أن التنظيم الذي هُزم في سورية والعراق «بات يعتبر أفغانستان ملاذاً يستطيع منه التخطيط لاعتداءات في الولاياتالمتحدة». وتشكل أفغانستان ذات المحيط المعقد والحدود السهلة الاختراق أرضاً للأرهابيين منذ فترة طويلة. ففي جنوب شرقها وباكستان درب «المجاهدون» مقاتليهم ضد السوفيات في ثمانينات القرن العشرين ثم درب تنظيم «القاعدة» عناصره على تنفيذ هجمات في العالم. وفي 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، شدد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أثناء محطة في كابول على الخطر المتنامي ل «داعش» في أفغانستان بعد هزائمه في العراق وسورية.