قتل 25 شخصا إثر قصف عنيف في درعا (جنوب سوريا) التي اقتحمتها صباح امس قوات الأمن السورية مدعومة بالدبابات والمدرعات للقضاء على حركة الاحتجاج المناهضة للنظام المستمرة منذ ستة اسابيع، حسبما افاد ناشط من درعا لوكالة فرانس برس. وقال نشطاء على شبكة الإنترنت إن الدبابات أطلقت قذائفها على البيوت والأشخاص وأن عشرات الجثث تشاهد في الشوارع. وأضافوا أن قوات الأمن المدعومة بالعربات المصفحة دخلت المدينة ليلة الاحد في عملية قمع واضحة للإحتجاجات المستمرة ضد الحكومة في درعا والتي بدأت في 15 آذار - مارس. وليس هناك سبيل لتأكيد أرقام الخسائر من مصدر مستقل. وتحظر السلطات السورية على الصحفيين الأجانب والعرب دخول سوريا، حيث توجه الحكومة اللوم في الإضطرابات إلى من تصفهم بالمتآمرين. وذكر أن الخدمات الهاتفية والكهرباء تم قطعها عن درعا، ولكنه يمكن الإتصال بالذين يستخدمون خدمة هواتف محمول أردنية. وقال سائق سيارة أجرة سوري يعيش في درعا إن 3000 من قوات ألأمن دخلوا المدينة وإنهم حاليا يداهمون المنازل في درعا. وأضاف أن هناك الكثير من الضحايا وأن سيارات الإسعاف غير قادرة على التحرك بسبب إطلاق النار بشكل كثيف. وقال إن هذه القوات تابعة لماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد وأنها تطلق النار على أي شئ يتحرك. وقتل تسعة من المتظاهرين على الأقل الأحد عندما اقتحمت قوات الأمن والشرطة السرية بلدة جبلة على الساحل السوري وأطلقوا النار على معزين يشاركون فى تشييع جنازات بعض من أولئك الذين قتلوا في قمع حكومي في وقت سابق لمحتجين. وشيع الالاف من سكان محافظة درعا التي انطلقت منها الاحتجاجات جنوب البلاد، الاحد ضحايا القمع بعد صلاة الظهر. وتلت الجنازة تظاهرة لم تتدخل ضدها قوات الامن كما افاد ناشط طلب عدم كشف هويته. ورفع المتظاهرون أعلاما سورية ولافتات تدعو الى "الغاء البند الثامن من الدستور" الذي ينص على هيمنة حزب البعث الحاكم في سوريا. واغلقت معظم المتاجر في درعا حدادا على القتلى. وافادت "لجنة شهداء ثورة 15 آذار" في بيان اسماء 82 شخصا قالت انهم قتلوا الجمعة في عدد من المدن والقرى السورية. وبذلك ترتفع حصيلة القتلى الجمعة والسبت الى 120 شخصا. وأكد شهود وعناصر معارضة ان قوات الامن قامت خلال الايام الاخيرة بحملة مداهمة في العديد من المدن اعتقلت خلالها ناشطين مناهضين للنظام. وذكرت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في بيان ان "السلطات السورية بدأت (السبت) بتنفيذ اعتقالات عشوائية في ريف دمشق ودرعا وحمص وحلب والحسكة واللاذقية". وقال المرصد السوري لحقوق الانسان من جانبه ان اعتقالات جرت "على خلفية المظاهرة التي خرجت الجمعة في مدينة سراقب" قرب ادلب وحلب (شمال) وجسر الشغور (شمال غرب) والرقة (شمال شرق). ودعا المرصد الى تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في مقتل المتظاهرين.